على ما يبدو، تُنشَر فيديوهات تروّج لسلوكيات سيئة جديدة على الإنترنت كل يوم. لسبب معين، يبدو أن تلك الفيديوهات التي تتحدى المشاهدين كي يقوموا بأمر معين هي التي تنتشر بطريقة جنونية كونها تُظهر المراهقين (والراشدين أيضاً) وهم يقومون بخيارات سيئة. فيديوهات «اليوتيوب» التي أتحدث عنها شاهدها أكثر من 60 مليون شخص، ما يعني أن الأولاد من جميع الأعمار يشاهدونها.

في هذه الفيديوهات، يكمن «التحدي» بابتلاع ملعقة من القرفة خلال 60 ثانية من دون ماء. يعرض بعض الفيديوهات المنشورة مجموعة مراهقين وهم يسعلون أو يتقيأون أو حتى يختنقون بعد خوض هذه التجربة السخيفة (من أين يختلقون هذه الأفكار؟).

Ad

قبل ظهور وسائل الإعلام الاجتماعية، ما كان هذا «التحدي» ليتجاوز حدود حي واحد أو مدرسة واحدة قبل أن يدرك الأولاد أن ابتلاع القرفة أمر مستحيل وأن هذا التمرين قد يسبب مضاعفات صحية. اليوم، يشاهد الملايين هذه الفيديوهات ويمكن أن تنتشر الأفكار السيئة بسرعة فائقة توازي سرعة انتشار الفيروس في فيلم «العدوى» (Contagion).

بسبب هذا التحدي المتفشي، دخل بعض الأولاد إلى المستشفى. حتى إن البعض احتاج إلى مروحة بعد تنشق جزيئات القرفة ودخولها إلى الرئتين. يَرِد تحذير على موقع www.cinnamonchallenge.com مفاده أن خوض هذا التحدي قد يكون خطيراً وقد يترافق مع عواقب صحية حادة. يذكر السطر الأخير: «ستسعل وتندم على خوض التجربة...»

لا بد من التناقش حول كيفية استعمال الإنترنت مع الأولاد والمراهقين. قد يصعب على الأهالي أن يواكبوا أحدث الصيحات الجنونية، لكنّ مراقبة ما يتصفحه الأولاد على الإنترنت بشكل مستمر قد تكون مقاربة مفيدة لتجنب تجارب سيئة مثل «تحدي القرفة». يجب التناقش حول مسؤوليات استعمال الإنترنت، بما في ذلك مواقع يوتيوب وفيسبوك وتويتر.

لا يمكن مراقبة نشاطات الأولاد على الإنترنت بما يكفي لأن الشبكات اللاسلكية أصبحت متوافرة في أماكن عدة حيث لا يدرك الأهل أن أولادهم متصلون بشبكة الإنترنت عبر أجهزة الأيبود مثلاً. من المعروف أن أولادنا يبرعون في استخدام التكنولوجيا، لكنهم يحتاجون إلى الإرشادات وبعض الحدود رغم كل شيء.

ولّت الأيام التي كانت فيها النشاطات محصورة في منطقة محلية، فقد اتخذ كل شيء طابعاً عالمياً عبر شبكة الإنترنت!