ليس من السهل أبدًا أن تكون الرجل العنكبوت، لكن كانت الأيام التي سبقت افتتاح The Amazing Spider-Man عصيبة. بعد أسبوع صاخب من الدعاية في نيويورك، زار طاقم الممثلين وفريق عمل الفيلم أطفال المدارس، زرعوا الحدائق وسمعوا جرس إقفال التداول في بورصة نيويورك. دعونا نتعرّف إلى بطل هذا الفيلم الجديد أندرو غارفيلد.

أخيراً، هبط رجل جريء بزي «سبيدي» (الرجل العنكبوت) إلى أسفل واجهة المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، ليسلم العنكبوت الذئبي لعرضه في معرض العنكبوت المقبل. وانضم أندرو غارفيلد، نجم الفيلم، إلى الحفلة على الأرض.

Ad

يقول غارفيلد: «القناع يعني كل شيء. هذا ما يتحمس الأطفال إلى رؤيته. فعندما أدخل إلى غرفة حيث تجلس مجموعة من الأطفال، يبدون وكأنهم (يهز كتفيه) لا يبالون. أما الأهل فيقولون: هذا هو الرجل العنكبوت! لا ليس هو. إنه مجرد شاب أبيض مع شعر كثيف. فأقول لنفسي: أنتم محقون».

في غرفة خاصة في المتحف بعد تسليم الرتيلاء، يبدو الشاب (28 عامًا) أنه يتابع الحملة الترويجية العالمية الطويلة. وكان غارفيلد قد حظي بالدعاية المناسبة لأفلامه سابقاً (Never Let Me Go وThe Social Network)، لكن الأمور تختلف مع سلسلة سينمائية تساوي مكاسبها المحتملة على المدى الطويل مكاسب صناعة صغيرة.

«أشكك في عملية بيع الفيلم بهذا الشكل المكثف»، يقول غارفيلد. «إنه يؤثر فيك، وفي دماغك. تشعر وكأنك تكرر نفسك». في الحديث عن مخاطر الاستيلاء على دور مرتبط بقوة بممثل آخر (توبي ماغواير) نجح بشكل كبير في ثلاثة أفلام وقد بدأ التمثيل قبل 10 سنوات فقط، يقول غارفيلد إنه عمل على التركيز على التشويق»، تمامًا كما حاول بيتر باركر التمسك بفرحة أنه الرجل العنكبوت فيما يخوض التجارب والمحن».

عندما يصدر كلام عن أن شركة «كولومبيا كانت تنوي البدء من نقطة الصفر بعد «الرجل العنكبوت 3» في عام 2007، أي ما يعرف بعملية الاحتفاظ بأصول البطل والشخصية، شعر الكثير من المراقبين أن ذلك كان مبكرًا جدًا. لماذا نعيد صنع فيلم نجح، على الأقل في الجزئين الأولين، في إيصال الإثارة الخارقة؟

«أفهم ذلك»، يذكر غارفيلد. «أفهم هذا المنظور، لكني لا أوافق عليه. قبل أن أحلم بصناعة جزء جديد منه، كنت متحمسًا حقًا لفكرة أن أرى شخصاً آخر يقدم صورة جديدة للشخصية، التي تجسدت في الكوميديا، أكثر منه على الشاشة».

الوجه الجديد

على رغم أن غارفيلد ولد في أميركا، إلا أنه نشأ في إنكلترا ويتحدث بلكنة إنكليزية. وقد أدى سابقاً دوراً أميركياً بشكل مقنع (روبرت ريدفورد في Lions for Lambs) وتمت الإشادة بتجسيده إدواردو سافيران في The Social Network. لكنه كان قد بلغ 26 عاماً عندما تقدم لتجربة أداء لتجسيد شخصية بيتر باركر (17 عامًا). لو انتظرت «سوني»، الشركة الأم لـ{كولومبيا»، وقتًا أطول لإعادة إطلاق هذه السلسلة لما كان غارفيلد قد شارك فيها بالتأكيد.

لذلك ربما كان من حظه أن الفيلم الثالث للرجل العنكبوت مع توبي ماغواير وسام رايمي ترك انطباعًا حرص الكثير على محوه. وخجل محاور غارفيلد الذي اعتاد على بروتوكول البقاء إيجابيًا في حملات العلاقات العامة، عندما اعترف أنه شعر بخيبة أمل في هذا الفيلم، ليقاطعه الممثل بشكل غير متوقع ويقول «أنا أيضا».

هل يحق للوجه الجديد لأحد أفلام هوليوود الأكثر ربحية أن ينتقد الجزء ما قبل الأخير من السلسلة؟ «أنا رجل القرار» يتفاخر غارفيلد وهو يضحك، ثم يسارع ليضيف أنه بصفته مفتوناً بتاريخ الكتاب الهزلي الطويل، يمكنه أن يتماثل مع دافع صانعي السينما «لحشد عناصر أكثر مما يصلح في فيلم واحد متماسك، يتابع: «كان ذلك غبيًا، لكن رهيبًا».

لذلك، هل ثمة فعلاً حبكة مرسومة لثلاثة أفلام من الرجل العنكبوت الجديد؟ يضحك الممثل ويقول: «لم يكن قد تم التخطيط حتى للفصل الأول عندما بدأت العمل. دعنا نقول إن الحبكة تطورت مع مرور الأيام». فالسيناريو السلس حضر لبيئة عمل مخيفة، لكن يبدو أيضًا أنه أتاح للنجم الشاب فرصة للمساهمة أكثر مما كان يتوقع.

بعدما تعرف أولاً على شخصية «سبيدي» في الرسوم المتحركة القديمة، مع ألوانها الزاهية، أعرب الممثل عن تقديره أسلوب ماغواير البسيط. لكن أكد أنه كان يفكر في أنه إذا حصل على الدور سيحرص على إضفاء حساسية أقل عليه. يتابع: «لذا من الواضح أنني لم أقرر أسلوب الفيلم».

لكن خلال التحضير للدور، فكر بما تعنيه حالة اليتم للشباب، ويوافق على أن بيتر مضطرب إلى حد ما، من الناحية النفسية، وعمل على إظهار هذه الشخصية. ففكرة الطالب الذي يذاكر كثيرًا تغيرت بعد بيتر باركر في عام 1962.

روابط اجتماعية جديدة

قبل أن تكتسب القوى الخارقة، كانت شخصية باركر التي أداها غارفيلد غير مستقرة ومتحفظة. كان يتردد قبل الكلام، كما لو كان يخاف ترجمة الأفكار إلى الكلام. إنه منبوذ أقل منه وحيد، ويسافر بواسطة لوح التزلج.

«طرحت بنفسي فكرة أن يتزلج،» يقول الممثل بفخر، إذ لم يدخل عنصراً في القصة يضفي على الشخصية روابط اجتماعية جديدة فحسب بل يقدم وجهة نظر جديدة حول قوته البدنية. إذا كانت شخصية بيتر باركر التي أداها ماغواير تشبه الطفل الهزيل في إعلان أطلس تشارلز، الذي يشعر بالرهبة عندما تجعله لدغة العنكبوت المشعة عضليًا بين عشية وضحاها، كان شعور غارفيلد مجبولاً أكثر بالحركة والسرعة.

عندما جاء الوقت لصانعي السينما والرسوم المتحركة المنتجة بواسطة الحاسوب لتصوير كيف يمكن للرجل العنكبوت التنقل عن طريق الهواء، أصر غارفيلد على أنه معني من خلال استخدام تقنيات التمثيل المدرسي حول تقليد الحيوانات بتصور كيف يمكن لطفل الإنسان أن يتكيف مع قدراته الجديدة.

يتذكر: «كنت مذعورًا في مراحل العملية»، راح يتمتم ويستعمل الإشارات وهو يصف قلقه إزاء الربط بين أدائه في البدلة الحمراء والزرقاء وبين اللقطات المنتجة بواسطة الحاسوب التي تظهره يتأرجح بين ناطحات السحاب. يضيف: «هل سنكون في فيلمين مختلفين؟ علينا أن نكون في الفيلم نفسه»، يتذكر ذلك قلقًا، علماً أن كل ما فعله سبيدي المنتج بواسطة الحاسوب كان «يمثل بيتر وبالتالي يمثلني».

في النهاية، الوهم مقنع، وبفضل تأثيرات العمل المحسنة ونمط الحركة المميزة على حد سواء، من الصعب مشاهدة سبيدي في هذا الفيلم من دون تخيل طفل وراء القناع. حتى المشاهدون الصغار سيجدون الرابط صعب المقاومة.

عندما يحين الوقت للقيام بجولة ترويجية للتتمة، ربما سيتحمس الأطفال لرؤية غارفيلد كما يتحمسون لمشاهدة البهلوانات.