أخيراً جاءت الرياح بما تشتهي السفن وحققت أفلام موسم الصيف إيرادات مرتفعة، خلافاً للتوقعات التي راهنت على فشلها لانشغال الناس بالأوضاع على الساحتين السياسيّة والأمنية. وقبل أيام من بداية شهر رمضان بدأ الحديث يتركّز على أفلام موسم عيد الفطر.أبرز مفاجآت هذا الموسم السينمائي فيلم «غش الزوجية» (بطولة رامز جلال، وإيمي سمير غانم)، الذي حقق حوالى مليون ونصف مليون جنيه في أول أسبوع لعرضه، وهو أمر يتنافى مع إيرادات أفلام رامز جلال التي لم تعتد تحقيق إيرادات مرتفعة في الأيام العادية. على رغم عرضه في موسم الامتحانات وفي ظل انشغال الجمهور بالأحداث السياسية، إلا أن إيرادات «عمر وسلمى 3» (بطولة تامر حسني ومي عز الدين) كسرت الحواجز وبلغت 24 مليون جنيه، وهو رقم يستحقّ التوقف أمامه للدراسة والتحليل.تخيل البعض أن ما حققه الفيلم هو قفزة ستعود بعدها الإيرادات إلى الانخفاض، لكن جاءت إيرادات «المصلحة» (بطولة أحمد السقا، أحمد عز، زينة) لتثبت عكس ذلك، إذ تجاوزت العشرين مليون جنيه.هكذا أصبح تحقيق إيرادات مرتفعة القاعدة، والفشل في ذلك الاستثناء وكأن الموسم الذي كان يخشاه الجميع ضمن لصناعه النجاح.أفلام هابطةالأفلام التي يصفها الجمهور بالهابطة حققت إيرادات مرتفعة، ومنها «حصل خير» (بطولة سعد الصغير وقمر وآيتن عامر)، إذ بلغت 15 مليون جنيه منذ بداية عرضه لغاية اليوم، مع أن انتقادات كثيرة طاولته لتدني مستواه الفني، لكن يبدو أن الجمهور في حالة من العطش الفني، بدليل أن الأفلام حققت إيرادات سواء الجيد منها أو الهابط.صحيح أنه ينتمي إلى الفانتازيا التي قد لا يفضلها الجمهور المصري، إلا أن «حلم عزيز» (بطولة أحمد عز وشريف منير ومي كساب، وإخراج عمرو عرفة) نجح في تحقيق خمسة ملايين ونصف المليون جنيه خلال فترة عرضه، فيما حقق «جيم أوفر» لمي عز الدين ويسرا إيرادات تجاوزت الثلاثة ملايين جنيه في أول أسبوعين لعرضه، وهو رقم جيد بالنسبة إلى فيلم تؤدي بطولته بطلتان، إذ اعتاد الجمهور الابتعاد عن أفلام النجمات وتفضيل الفيلم الذي يؤدي بطولته نجوم من الرجال.تبقى أيام معدودة وينتهي الموسم الصيفي بدخول شهر رمضان الذي يتوقع النقاد أن يبدأ بعده مباشرة موسم عيد الفطر بأفلام جديدة من بينها «ساعة ونصف» و{مستر أند مسز عويس»، وأفلام أخرى اختارت الهروب من الموسم الصيفي لعدم وجود ضمانة حقيقية لنجاح الأفلام المعروضة فيه. لكن توقعاتهم باءت بالفشل ونجح الموسم في تحقيق إيرادات مرضية لصانعيها ومنتجيه، فهل ينجح الموسم الجديد في تحقيق الإيرادات نفسها؟يجيب المنتج هشام عبد الخالق أنه من الصعب توقع مكاسب المواسم السينمائية وخسارتها، «فعلى المنتج أن يغامر بفيلمه ولا يتوقع النتيجة». يضيف: «لم يكن أحد يتوقع النجاح لفيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية» وقت عرضه، خصوصاً أن الأفلام المعروضة آنذاك كان يشارك في بطولتها كبار النجوم، وفكرة الاستعانة بالشباب كانت مرفوضة وغير متوقع لها النجاح، لكن الفيلم كان سبباً في إعادة إعمار صناعة السينما من خلال ضخ دم جديد أنعشها».توقعات غير واردةيؤكد المنتج محمد السبكي أن التوقعات غير واردة في مجال صناعة السينما، وأن انشغال الجمهور بالأحداث السياسية لا يؤثر على مشاهدة الأفلام في دور العرض بل يزيد منها، لأن الجمهور يملّ الحديث في السياسة وينتظر فرصة ليخرج من هذه الحالة، فتأتي الأفلام كأنها المنقذ.عن إقبال الجمهور على الأفلام الجيدة والرديئة على السواء، يقول السبكي إن هذا الكلام غير صحيح، «الجمهور واع ويعرف الفارق بين العملة الجيدة والعملة الرديئة، بعيداً عن كلام النقاد «المقعر» عن الأفلام». يضيف: «الجمهور له رأي آخر وعلينا احترامه بدليل أن بعض الأفلام في هذا الموسم فشل في تحقيق إيرادات، فيما حققت أفلام أخرى إيرادات جيدة، ما يعني أن الجمهور يختار الفيلم الذي يرغب في مشاهدته قبل أن يقطع التذكرة».
توابل - سيما
أفلام السينما تنتصر رغم أنف الأحداث السياسية
13-07-2012