تحرص قيادات بارزة في قوى «14 آذار» على تأكيد أنه من باب الثابت لديها أن محاولات الاغتيال التي شهدها لبنان على مدى الأشهر القليلة الماضية بدءا بالمعلومات عن محاولة اغتيال النائب سامي الجميل، وصولاً إلى محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، مروراً بمحاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، مرتبطة بنظرة خصومها إلى مسار الانتخابات النيابية المقبلة ونتائجها المرتقبة، في ضوء استطلاعات الرأي واتجاهات الرأي العام، لا سيما على الساحة المسيحية.

وتشير معلومات قوى «14 آذار» إلى أن المتضررين من فوزها المرتقب في الانتخابات النيابية المقبلة اتخذوا قرارا بتصفية الشخصيات والرموز التي من شأنها أن تشكل رأس حربة انتخابية، والتي من شأن شطبها من المعادلة الانتخابية قلب المعطيات والنتائج رأسا على عقب.

Ad

ففي تكرار لسيناريو عام 2005، عندما اغتيل الرئيس رفيق الحريري لقطع الطريق على فوز المعارضة آنذاك التي تحولت في ما بعد إلى قوى 14 آذار، تؤكد قيادات بارزة في هذه القوى أن محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع قنصاً كانت تهدف إلى ما كانت تهدف اليه عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري من حيث تشتيت القوى وترهيب الفاعليات السياسية والحزبية، ومنعها من بناء تحالف متين بين مكونات المجتمع اللبناني العريض، المسيحيين والمسلمين والدروز، يؤدي إلى تظهير موازين القوى السياسية الحقيقية للبنانيين.

ومع فشل محاولة اغتيال جعجع يبدو أن أصحاب القرار انتقلوا الى تنفيذ الخطة «ب» لا سيما في ظل غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان، مما يعني استحالة استهدافه. وعلى هذا الأساس كان قرار بوضع لائحة من الأهداف التي من شأن تصفيتها جسدياً ضرب ظروف قوى «14 آذار» بالفوز في الدوائر التي يترشحون عنها، وفي مقدمتها دائرة البترون. ولاحظت قيادات قوى «14 آذار» أن محاولة اغتيال النائب بطرس حرب جاءت بعد أيام من الكشف عن تصوير ورصد محيط منزل النائب أنطوان زهرا، علما أن حرب وزهرا شكلا الثنائي الذي فاز بمقعدي البترون في دورتَي عامَي 2005 و2009، ويبدو أنهما يتجهان إلى تكرار الفوز مرة ثالثة.

وبحسب هذه القراءة فإن قيادات قوى «14 آذار» ترى أن قائمة الأهداف المعرضة للاغتيال تشمل بالإضافة إلى بطرس حرب وأنطوان زهرا (البترون) كلاً من ميشال معوض (زغرتا)، وفارس سعيد (جبيل)، ومنصور غانم البون (كسروان)، وسامي الجميل (المتن الشمالي)، وميشال فرعون ونديم الجميل (بيروت)، وفؤاد السنيورة (صيدا).

وتَعتبر قيادات قوى «14 آذار» أن ما سبقت الإشارة اليه هو خلاصة تقارير معلوماتية وتحليلية قامت بها الأجهزة المعنية في لبنان ودول عربية وغربية عدة. وقد أصبحت هذه التحذيرات والمعلومات في عهدة المعنيين، علماً أن قائمة بمجموعة أخرى من الأسماء قد وضعت وأبلغ اصحابها بضرورة أخذ الحيطة والحذر، مع ملاحظة أن هذه الأسماء هي في معظمها من الحزبيين أو القريبين من الأحزاب الذين يمكن أن يكونوا ومرشحين رديفين عن الأسماء الحزبية المستهدفة، لا سيما من القوات اللبنانية وحزب الكتائب.