بعد تعثر جولتي الحوار الأخيرتين بين مجموعة الدول الـ5+1 وإيران حول برنامجها النووي المثير للجدل، اقترب المشرعون الأميركيون خطوةً من وضع اللمسات الأخيرة على عقوبات جديدة تهدف إلى فرض مزيد من القيود على إيرادات إيران النفطية بعد أن اتفق مفاوضون من مجلسي الشيوخ والنواب أمس الأول، على مشروع قانون توفيقي.

Ad

وإذا أُقرَّ المشروع فإن العقوبات ستضع ضغوطاً إضافية فوق العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا العام على الدول التي تمتنع عن خفض مشترياتها من النفط الايراني، وهي عقوبات يأمل الغرب أن تمنع إيران من صنع أسلحة نووية.

‭ ‬وصرحت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، النائبة الجمهورية إيلينا روس لتينين: "توسيع عقوبات الطاقة في هذا التشريع الحيوي سيضع فعلياً قطاع الطاقة الإيراني وكل مع يتعامل معه في القائمة السوداء."

في المقابل، قال رئيس اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، السناتور الديمقراطي تيم جونسون في بيان: "ما لم يكشف الزعماء الإيرانيون بشفافية عن برنامجهم النووي وينتهوا عن قمع شعبهم ويتوقفوا عن دعم الأنشطة الإرهابية فإنهم سيواجهون ضغوطاً اقتصادية ودبلوماسية أكبر." وأضاف جونسون أن مشروع القانون يتضمن عقوبات جديدة على مبيعات أي سلع أو خدمات لقطاع النفط والغاز الإيراني بما في ذلك التأمين وإعادة التأمين، وستلحق ضرراً بقدرة إيران على إجراء صفقات مقايضة للنفط مقابل الذهب لبيع شحناتها النفطية.

وقال زعماء مجلسي الشيوخ والنواب إنهم يريدون إقرار العقوبات الجديدة بحلول مطلع الأسبوع القادم حيث من المقرر أن يبدأ الكونغرس عطلة طويلة. ولم يتم بعد تحديد موعد للاقتراع على المشروع في المجلسين.

بانيتا في إسرائيل

في غضون ذلك، ذكرت صحف إسرائيلية أن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي وصل مساء أمس، إلى إسرائيل، سيطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم مهاجمة إيران، وسط أنباء تتحدث عن معارضة جميع القيادة العسكرية – الأمنية الإسرائيلية لهجوم منفرد كهذا من دون دعم أميركي.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن بانيتا سيستعرض أمام نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، وهما الأكثر تأييداً لهجوم عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية، خطط عملية عسكرية ضد إيران تمت بلورتها في وزارة الدفاع (البنتاغون) من أجل "شل النظام الإيراني".

وأضافت الصحيفة أنه بذلك ينضم بانيتا إلى الرسالة التي أوصلتها مجموعة من المسؤولين الأميركيين، بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، إلى القيادة الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة ومفادها أنه يحظر على إسرائيل شن هجوم منفرد ضد إيران.

ووفقاً للصحيفة، فإن بانيتا سيبلغ نتنياهو وباراك أن "عملية عسكرية أحادية الجانب كهذه ستُعتبر تجاوزاً لخط أحمر لن تحتمله الولايات المتحدة، وأنتم ستتحملون نتائج قراركم".

وقالت "يديعوت أحرونوت" إن الولايات المتحدة ترى أن المرشد العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي لم يقرر حتى الآن انتقال البرنامج النووي الإيراني إلى برنامج نووي عسكري أو ما يسمى باللهجة المهنية "تركيب القنبلة على صواريخ"، وأن قراراً كهذا يتطلب وقتاً وقد يتم اتخاذه بعد سنة ونصف السنة.

وأوضح المسؤولون الأميركيون لإسرائيل أن هجوماً منفرداً ضد إيران سيمس حظوظ الرئيس الأميركي باراك أوباما لكي يُنتخب لولاية ثانية، وسيؤدي إلى حرب إقليمية "ستتضرر إسرائيل منها بصورة خطيرة جدا".

رفض استقبال

من جهة أخرى، أعلنت مصادر سياسية يمنية مطلعة أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رفض استقبال مبعوث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد احتجاجاً على التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية.

وكان مبعوث نجاد نائب وزير الطاقة الإيراني مسعود حسيني قد غادر العاصمة اليمنية صنعاء مساء أمس الأول، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام دون أن تثمر عن استقبال الرئيس هادي للمبعوث الذي التقاه وزير الخارجية أبوبكر القربي وتسلم منه الرسالة الخطية التي كان يفترض أن يسلمها مباشرة للرئيس اليمني للمشاركة في قمة عدم الانحياز المقرر عقدها في العاصمة الإيرانية طهران في أغسطس القادم.

وأشار مصدر مطلع إلى أن زيارة المبعوث الإيراني فشلت في احتواء رد الفعل اليمني الغاضب على التدخلات الإيرانية والتي بلغت ذروتها بكشف الاستخبارات اليمنية لخلية تجسس تعمل منذ سبع سنوات لمصلحة إيران ويقودها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني.

(واشنطن، طهران ـــــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)