هزت قصة مقتل الطفلة الاماراتية وديمة، ابنة الثمانية اعوام، بعدما عذبت بوحشية على يد والدها المدمن وصديقته، المجتمع الاماراتي الذي يتساءل عن سبب هذا النوع من المظاهر في بلد غني ومتمسك بقيمه.

Ad

لكن القضية فتحت الباب امام توفير مزيد من الحماية للاطفال، مع ازدياد مشاكل الطلاق والتفكك الاسري.

وحذر اعلاميون وعلماء اجتماع وقضاة ورجال دين من تفاقم ظاهرة العنف، خصوصا الاسر في الامارات بعد الكشف عن التفاصيل المريعة لمقتل وديمة مطلع الشهر، بينما ادخلت اختها ميرة (6 سنوات) الى المستشفى، لتعرضها بدورها للتعذيب والاهمال.

القضية التي دارت أحداثها في دبي شكلت صدمة للجميع، لأنها متعلقة بأسرة إماراتية والضحايا من الأطفال.

وفي تفاصيل القضية، التي نشرتها الصحف المحلية، كما روتها ميرة للنيابة العامة، فإن والد الضحية وهو اماراتي يبلغ من العمر 29 عاما وشريكته التي يقيم معها دون زواج، قد تسببا في وفاة وديمة، بعدما حلقا شعرها وسكبا الماء الساخن عليها حتى أغمي عليها، ثم قاما بركلها بالارجل، وأغلقا عليها باب الحمام، وبعد ساعات وجداها ميتة، فقاما بدفن الضحية في الصحراء قبل شهرين تقريبا.

وتعاني ميرة، التي حلق شعرها ايضا، حروقا وكدمات تغطي جسدها.

وكان والد الطفلتين انفصل عن والدتهما، التي تبلغ من العمر 24 عاما، في 2006، وآلت حضانة الطفلتين اليه في فبراير الماضي.

وحسبما روت الوالدة فإن طليقها حال دون رؤيتها لابنتيها طوال الستة أشهر الماضية، وهو صاحب سوابق ويتعاطى المخدرات.

وعم الضحية هو الذي احضر الطفلة ميرة مشوهة الى والدتها التي تقدمت ببلاغ فورا للسلطات.

وطالبت النيابة العامة في دبي بإعدام المتهم بتهمة اخفاء جثة ابنته وديمة بعد تعذيبها وشقيقتها ميرة، بالاشتراك مع عشيقته.

وبينت التحقيقات أن المتهمين استخدما مكواة لكي الصغيرتين، والسجائر لحرقهما في أماكن مختلفة من جسديهما، وسكبا عليهما الماء الساخن وصعقاهما بالكهرباء، وضرباهما بعصا، وحبساهما في حمام الشقة وخزانة الملابس.

وفتحت القضية نقاشات متشعبة في المجتمع الإماراتي الذي يتمتع باستقرار سياسي ورفاهية اجتماعية، وبحسب المسح الاول للامم المتحدة لمؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب، الذي أجري اخيرا، جاءت الإمارات في المركز الأول عربيا، وفي المركز 17 على مستوى العالم.