لا يزال تايلور لوتنر ممثلاً متخبطاً ولا يمكن الاتكال عليه عموماً. هذه واحدة من سلبيات كثيرة تشوب فيلم The Twilight Saga: Breaking Dawn، وإليكم التفاصيل...

Ad

تتراوح طريقة أداء تايلور لوتنر بين المستويين الجيد والمقبول، وبين التكلف والغرابة، وأحياناً تظهر هذه العوامل كلها في مشهد واحد، ولا يمكن أن نتوقع منه نجاحاً باهراً في مسيرته المهنية بعد انتهاء سلسلة الأفلام هذه.

من الواضح أن الممثلين الذين يؤدون دور الأميركيين الأصليين الخمسة القادرين على التحول إلى ذئاب، اختيروا بناءً على حجم عضلاتهم وليس مهاراتهم. فكلّما فتح أحدهم فمه للتكلم، يخرج المشاهد فوراً من أجواء الفيلم.

كذلك يبدو المستذئبون الذين يتم التلاعب بهم عبر الكمبيوتر غير واقعيين وأشبه بالرسوم المتحركة، يظهر ذلك تحديداً في مشهد حيث تقف تلك الذئاب لتتحدث (أو لتتواصل في ما بينها عبر التخاطر الذهني على الأقل)، فالضحك مضمون في هذه المشاهد.

لكن على رغم هذه السلبيات كلها، ينجح فيلم «ملحمة الشفق: بزوغ الفجر – الجزء الأول» في تحقيق ما لم يحققه أي جزء سابق من سلسلة أفلام «الشفق». يضمن هذا الجزء انغماس المشاهدين في أجواء الفيلم من دون انقطاع، وكل من لم يقرأ رواية ستيفاني ماير الأصلية سيصادف بعض التحولات المفاجئة، أو حتى الصادمة، في الأحداث.

في بداية الفيلم، تبلغ العلاقة الطويلة والمؤلمة بين المراهقة بيلا (كريستن ستيوارت) وحبيبها مصاص الدماء إدوارد (روبرت باتينسون) مستوى جديداً، فيقرر الثنائي الزواج أخيراً. لا يضيّع المخرج بيل كوندون (من أفلامه Dreamgirls وKinsey) وكاتبة السيناريو ميليسا روزنبرغ أي وقت لإظهار تحضيرات حفلة الزفاف. بل يعرض الفيلم اليوم السعيد في حياة بيلا وإدوارد بطريقة مباشرة وسريعة، مع التلميح إلى أن هذا الثنائي لن ينعم بالضرورة بحياة سعيدة (من خلال كوابيس بيلا مثلاً).

بعد حصول حادثة صغيرة خلال الحفلة، يقول إدوارد مازحاً، «لا معنى لأي زفاف من دون بعض الدراما العائلية، أليس كذلك؟»، في إشارةٍ إلى أن مصاصي الدماء والبشر قد لا يصبحون أفضل الأقارب بالضرورة. ثم يأتي وقت شهر العسل الذي يثبت أيضاً أن مصاصي الدماء والبشر ربما لا يشكلون ثنائيات مثالية.

بالتعاون مع المصور السينمائي غييرمو نافارو (صوّر فيلمَي Pan’s Labyrinth وJackie Brown) ، يضفي كوندون على فيلم «بزوغ الفجر» أناقة بصرية لافتة وأسلوباً تفتقر إليه الأفلام الأخرى. منذ البداية، يشعر المشاهد فوراً باختلاف هذا الفيلم، وتتضح فيه معالم النضج والثقة، وهي عوامل ضرورية لأن القصة توشك على اتخاذ منحىً مفاجئاً وغريباً أكثر من أي جزء سابق.

تتعلق أبرز الانتقادات التي طاولت أفلام «الشفق» بواقع أن الأحداث فيها لا تشهد أي تطور ملحوظ. بعد الفيلم الأول، حيث يقع إدوارد وبيلا في الحب، ركّزت الأجزاء اللاحقة على تطويل الأحداث بلا جدوى وتسليط الضوء على مثلث حب رومنسي تقليدي (مثل جميع الخلافات التي حصلت بسبب جاكوب). لكن بغض النظر عن رأيكم بفيلم «بزوغ الفجر – الجزء الأول» (إذا كنتم تكرهون كلّ ما له علاقة بسلسلة «الشفق»، فلن تغيروا رأيكم بعد مشاهدة هذا الفيلم)، لا يمكن لأحد أن يتذمر من بطء الأحداث في هذا الجزء.

يدرك كوندون أن شعبية هذه السلسلة تعود في الأساس إلى الكيمياء الموجودة بين ستيوارت وباتينسون، وهو يركز على الرابط بينهما قدر الإمكان طوال أحداث الفيلم. يُعتبر المشهد الطويل الذي يظهر فيه العريسان خلال شهر العسل على أحد سواحل البرازيل أفضل مشهد عاطفي مؤثر في جميع أجزاء أفلام «الشفق» حتى الآن. مع أن الفيلم مصنّف لمن هم فوق سن الثالثة عشر، يعرض هذا الجزء بشكل صريح ومباشر مخاوف بيلا من فقدان عذريتها (وتبرع ستيوارت في تجسيد هذه الحالة خلال مشهد صامت رائع).

كشفت مقتطفات فيلم «بزوغ الفجر – الجزء الأول» أنّ بيلا ستصبح حاملاً وأنّ الجنين سينمو في أحشائها بسرعة مخيفة، وستترافق ولادته مع عواقب هائلة ولن يُحَلّ معظمها إلا في الجزء الثاني الذي سيصدر في السنة المقبلة. لا فكرة لدينا عن المسار الذي ستتخذه القصة بعد ذلك (مع أن المشاهد يحصل على فكرة جيدة عمَّا قد يحدث من خلال مشهد يظهر بعد نهاية الفيلم). لكنّ أفضل ما يمكن قوله عن «ملحمة الشفق: بزوغ الفجر - الجزء الأول» هو أن السلسلة بأكملها كان يمكن أن تنتهي في هذا الفيلم، لكن في هذه الحالة، ما سيكون رد فعل المعجبين المهووسين بسلسلة «الشفق»؟ كان الوضع ليصبح هستيرياً حتماً!