تعليم أطفالك المهارات التنظيمية يجب أن يبدأ في سنّ مبكرة لأن العادات التي تساعدهم وهم يمضون قدماً في حياتهم يكتسبونها في عمر صغير من خلال المنزل أو المحيط. تستطيعين تعليم طفلك كيف يهتم بألعابه ويوضّب حقائبه ويحافظ على ترتيب غرفته، وذلك بالاستناد إلى الحاسة الأقوى لديه لتسهّلي عليك مهمة تعليمه هذه المهارات ولتجعلي نظام الترتيب والتوضيب أكثر ملاءمة لشخصيّته.يبرع الأطفال اللمسيون في تعلّم مهارات التنظيم القائمة على تصنيف الأشياء وتحديد دورها. ذلك أنهم ينسون المكان الذي وضعوا فيه أغراضهم ما لم تكن أمام ناظريهم حين يحتاجون إليها. وبالتالي، سيتعيّن عليك أن تضعي فرشاة ومعجون الأسنان على المغسلة بدلاً من وضعها في خزانة الحمّام، ووضع الحقيبة المدرسية على عتبة المنزل، وتجهيز ثياب أطفالك المرتّبة كي يرتدونها فور انتهائهم من الاستحمام أو عند استيقاظهم من النوم. ويجب أن يقتصر التنظيم على التوضيب السريع لأشياء مثل الأحواض والعلب وصنارات الصيد وحتى الثياب وأغراض المدرسة. عليك تعليم أطفالك كيفية توضيب الأحذية في خزانة كبيرة موضوعة على باب مدخل البيت، وترتيب كتب المدرسة وتوضيبها في علب ملوّنة بحيث تكون لكل مادة مدرسية علبة خاصة بها، وتوضيب المعدات الرياضية في أكياس تشبه الشبك وتعليقها على عقيفة موجودة على الباب أو الحائط ما سيسهل عليهم مهمة إيجاد هذه المعدات متى احتاجوا إليها.في المقابل، يفضّل الأطفال الذين تقوى لديهم حاسة النظر وضع كل غرض في مكانه وإبعاده عن الأنظار. قد يبدو هذا التصرّف مخالفاً لحدسهم، إلا هذا النوع من الأولاد يستمتع كثيراً في تنظيم أغراضه وفي معرفة مكان تواجد كل غرض. ومع ذلك، قد يرغب هؤلاء الأطفال في الاحتفاظ بلائحة مرئية تذكّرهم بمكان الأشياء وتكون مكتوبة بخط واضح ومخبّأة في مكان ما. وعندما ترتبين مع طفلك النظري خزانته أو أدراج غرفة نومه، اقترحي عليه توضيب الأغراض وفقاً للونها أو حجمها أو دورها واسمحي له بتوضيب أشيائه بحسب نمط التصنيف أو الترتيب هذا. والأهم من ذلك كلّه، إفسحي له الكثير من المجال على رفوف الجدران كي يتمكّن من عرض مجموعات الألعاب التي لديه.الأطفال السمعيونقد يبدو الأطفال السمعيون أولاداً غير مرتّبين. إلا أن الفوضى التي يعيشون فيها يمكن معالجتها بتعليمهم مهارات التنظيم المناسبة. لتحوّلي الفوضى إلى فوضى منظّمة، من المهم أن تعملي مع طفلك على ترتيب الأشياء بدلاً من أن تفعلي ذلك بمفردك. لا نقصد بذلك أنه مسموح له أن يكون فوضوياً وغير مرتب، إنما عليك أن تدركي أهمية أن تمنحيه الحرية لينظّم أغراضه ويرتّبها على طريقته. وستلاحظين أن هذا النوع من الأطفال يفضّل استخدام الخزائن والرفوف المفتوحة ليوضّب فيها ثيابه وألعابه، ولهذا الأمر في الواقع علاقة مباشرة برغبته في عدم إصدار الأصوات في غرفته. في حال كان طفلك معتاداً على مراكمة ألعابه وثيابه على الأرض، استخدمي بعض الأغراض الأساسية التي تكتم الصوت مثل السجاد والألواح المبطّنة التي توضع على رأس السرير والستائر والكراسي بغية امتصاص الأصوات داخل الغرفة. ونعدك بأن تتفاجئي بالفارق الكبير الذي ستحدثه هذه الخطوة غير الاعتيادية في مهارات طفلك التنظيمية الطبيعية.من جهة أخرى، يميل الأطفال الذين تقوى لديهم حاسّتا التذوّق والشمّ إلى تجميع الأشياء. فهم يرغبون في الاحتفاظ بكل تذكرة مدينة ملاهٍ، وبكل هدية، وبكل لعبة أو قطعة ثياب حصلوا عليها، وبكل بطاقة، وبكل تذكار وكتاب ليتذكروا عند مشاهدتها أصغر التفاصيل. وفي هذه الحالة، ننصحك بأخذ دفتر صغير وكاميرا تصوير لتلتقطي صورة للقميص الذي أصبح صغيراً جداً على طفلك ويصرّ مع ذلك على الاحتفاظ به، أو لتلتقطي صورة للعبة قبيحة للغاية. وبعد التقاط الصورة، إجعلي طفلك يكتب في أسفل الصورة تعليقاً مفصّلاً. سيساعد هذا الإجراء في إبقاء الذكرى وفي تلبية حاجة طفلك إلى أن يختبر شخصياً فائدة التخلّص من بعض الأشياء للحصول على مساحة أوسع في غرفته. توقّعي أن تكون لدى طفلك صور كثيرة يرغب في عرضها، لذا خصّصي له خزانة أو رفاً أو حتى يمكنك وضع صوره في إطار وتعليقها على الحائط لإبقاء الأشياء مرتبة.التنظيم مهارة حياتية أساسية ويسهل على طفلك الحفاظ على هذه المهارة عندما تكون متماشية مع الحاسة الأقوى لديه. وبدلاً من جعل مهمة تعليم طفلك مهارة التنظيم والترتيب تجربة مزعجة، حاولي الاستمتاع وأنت تتعلّمين طريقة تفكير طفلك وضعي نظاماً يناسب كليكما.
توابل
علّميه مهارات التنظيم الأساسيَّة
01-10-2011