تعدّ شركة I Films إحدى أهم شركات صناعة الأفلام الوثائقية في مصر وتديرها مجموعة من الشباب يتقدّمهم الإعلامي والمخرج البراء أشرف. عن صناعة الأفلام الوثائقية والدور الذي تؤديه في التوعية ورصد الحقائق كان اللقاء التالي مع أشرف. لماذا اخترت العمل في الأفلام الوثائقية؟أنا في الأصل صحافي، إذ درست الصحافة وعملت في أحد المواقع الإخبارية الإلكترونية ومن خلاله أتيح لي تقديم المعلومة بكل صورها صوتاً وصورةً وتعليقاً مكتوباً، فاستهوتني فكرة التوثيق. بعدها حصلت على منحة من «معهد الجزيرة للتدريب» في الدوحة، وفيه تعلّمت كيفية صناعة الأفلام الوثائقية التي حققت لي الإشباع التام على رغم كل المعوقات التي تواجه هذا الفن، في مقدّمها: محدودية جمهور الأفلام الوثائقية العربية، والميزانيات القليلة جداً المتاحة للإنتاج إذا ما قارناها بالغرب.ما الذي دفعك الى إطلاق شركة لإنتاج الأفلام الوثائقية وليس الاكتفاء بإخراجها؟الشركة ليست ملكي الشخصي لكنها لعدد من الشباب نعمل على إنتاج الوثائقيات وصناعة الإعلام المرئي.برأيك ما هو سبب محدودية جمهور الأفلام الوثائقية؟البعض الذي يقدّم هذه النوعية من الأفلام بطريقة تنفر ولا تقرّب، ففي تصوّري أن الدور الأهم للأفلام الوثائقية، وعلى عكس ما هو معروف عنها، هو الترفيه وليس مجرد إعطاء كميات كبيرة ومكثّفة من المعلومات. كذلك لا يجب أن يكون الفيلم الوثائقي جامداً ومملاً، لأن المشاهد يحتاج دائماً إلى جرعة من الموسيقى والضحك والمشاهدة الممتعة، بدليل أن الأفلام الوثائقية في البلاد الأوروبية راهناً تُعرض في دور العرض وتنافس على الإيرادات. في النهاية يجب أن يكون الفيلم مزيجاً من المعلومات الموثّقة من دون إغفال للحبكة الدراميّة.إذا دقّقنا في الأفلام السينمائية المنتجة خلال العشر سنوات الأخيرة نجد أنها تتضمّن لمحات من الوثائقي مثل «يعقوبيان» و{حليم» و{أيام السادات» و{واحد صفر»، بل إن البعض قد يعتبرها وثائقية. المهم أن الوثائقي والدراما يجب أن يكونا وجهين لعملة واحدة لأي فيلم والأهم أن يرى فيه المشاهد نفسه.ما هو أبرز إنتاجكم؟ قدّمنا فيلماً وثائقياً طويلاً عن حياة العالم الكبير مصطفى محمود باسم «العالم والإيمان»، بالإضافة الى أفلام: «تلفزيون الحارة» و»مشمش أفندي» و{الطريق إلى كيلي» و{غير مصنف»، و{كشكول رسام» الذي يتمحور حول حياة الفنان محيي الدين اللباد.أنتجنا أيضاً حلقات لبرنامج بعنوان «مسحراتي الثورة»، وهي عبارة عن إعادة إنتاج لفكرة المسحراتي القديمة، لكن في إطار الثورة المصرية، من خلال أشعار لناصر فرغلي وغناء مجموعة من الشباب الذين ظهروا خلال الثورة، وسيناقش البرنامج موضوعات مهمة مثل الانتخابات والدستور الجديد والفتنة الطائفية. كذلك أنتجنا سلسلة أفلام باسم «في انتظار رمضان» عن بعض الشخصيات التي تنتظر رمضان كل عام وناقشنا ذلك عبر زوايا اجتماعية جديدة. وأخيراً فيلم «يوم بطعم الفرحة» الذي يوثّق للفساد في عصر الرئيس السابق حسني مبارك من خلال معايشة أحد أكثر أحياء مصر فقراً وهو «أسطبل عنتر»، ورصد حالة سكانه الاقتصادية المتردّية.هل يمكن اعتبار كتابك «البدين» توثيقاً لحياتك الشخصية؟منذ زمن طويل وأنا مشغول بفكرة كتابة نصوص عن شخصيات غير جذابة، من هنا جاءت فكرة كتاب «البدين»، وقد كتبته خلال خمس سنوات هي عمر مدوّنتي على الإنترنت.بالطبع أجد نفسي داخل كل حكاية في الكتاب، لأنني الكاتب من جهة، ومن جهة أخرى لأن معظم الحكايات يستند إلى قصص واقعية. على أية حال، الكتاب خطوة كان لا بد منها، لكني أعتقد أن القادم سيكون على درجة أفضل من حيث العمق.أشرت إلى أن شركتكم ليس هدفها إنتاج الوثائقيات فحسب بل أيضاً صناعة الإعلام المرئي، فكيف ستتشابك مع آليات الإعلام؟الأمر ليس سهلاً بالتأكيد، لأن الإعلام للأسف عوّد المتلقّي على درجة محدودة من الطموح والتوقعات، من ثم فإن المتلقي المصري أو العربي عموماً بات لديه نوع من البلادة لا تحمّسه للمطالبة برفع السقف، وهذا ما انعكس على الإعلام الذي لم يحاول تطوير نفسه، لكن بعد الثورة أصبح الموضوع مختلفاً تماماً، إذ لم يعد بالإمكان خداع المشاهد بل على العكس الأخير هو الذي خدع الإعلام واعتمد على نفسه بواسطة الـ «فيسبوك» و{يوتيوب» و{تويتر» والمدوّنات، وكلّها وسائل صنعها الجمهور بنفسه كوسيط إعلامي.
توابل
المخرج والإعلامي البراء أشرف: في عصر الإنترنت لم يعد بالإمكان خداع المشاهد
08-08-2011