قدم المنتج كريم السبكي في فيلمه الأخير «واحد صحيح» تجربة سينمائية مختلفة، تضاف إلى رصيده من أفلام حملت توقيعه كمنتج مختلف تماماً في اختياراته عمَّا ميز عائلة السبكي الفنية.عن سر حماسته لهذه التجربة التي شارك بها في مهرجان «دبي» السينمائي وردود الفعل التي حققها الفيلم أخيراً كان هذا اللقاء. كيف جاءت مشاركة فيلم «واحد صحيح» في مهرجان «دبي» السينمائي في دورته الأخيرة؟خلال التحضير للفيلم لم يكن عرضه مقرراً بعد في أي مهرجان، لأنني عندما أبدأ مشروعاً سينمائياً يكون همي الأول الانتهاء منه، ثم أفكر في توقيت العرض أو إمكان المشاركة في أي مهرجان.كنت اتفقت مع مهرجان «دبي» على أن أشارك بفيلم «ساعة ونصف» في المسابقة الرسمية، لكن ذلك لم يتحقق لعدم الانتهاء من التصوير والغرافيك. لحسن الحظ، كنا في مراحل التصوير النهائية من «واحد صحيح»، فعرضت على لجنة التحكيم في المهرجان إمكان المشاركة به فأبدت إعجابها الشديد به وبمستواه الفني والجهد المبذول فيه، ومن جهتي وجدتها فرصة جيدة فلم أتردد.لكن الفيلم لم يحصل على جائزة في المسابقة الرسمية؟عدم حصول الفيلم على جائزة لا يعني أنه فيلم سيئ، لا سيما أن الجمهور تفاعل معه بشكل كبير عند عرضه لأول مرة في دبي، وحرصت على أن أحضر الثلاثة عروض التي أقيمت هناك ووجدت رد الفعل إيجابياً، ما يدل على أننا قدمنا فيلماً جديداً. في النهاية، الجوائز وحدها لا يمكن أن تكون معيار الحكم على أي عمل.كيف تنظر إلى اعتذار عدد كبير من الفنانات عن المشاركة في الفيلم؟ليس أمراً مزعجاً بالنسبة إلي كمنتج لأنني اعتدت على ذلك. ربما كانت الاعتذارات على هذا الفيلم أكبر من أي عمل آخر نظراً إلى وجود أكثر من دور في البطولة النسائية وارتباط عدد من الفنانات بتصوير أعمال أخرى وتعذر مشاركتهن معنا في المواعيد التي حددها المخرج هادي الباجوري. بتعبير أدق، كانت الاعتذارات بسبب ارتباطاتهن الفنية وليس لأي سبب آخر، بل ثمة فنانات تعاقدن على الدور واعتذرن بعد ذلك لانشغالهن. من جهتي، تفهمت هذا الواقع واستقرينا في النهاية على كل من كنده علوش ورانيا يوسف وبسمة وياسمين رئيس، وجميعهن قدمن أدوارهن بتميز.طرح الفيلم إشكالية العلاقة بين فتاة قبطية وشاب مسلم بطريقة مختلفة، فهل كان هذا مقصوداً؟الفيلم واقعي ويرصد المجتمع بصدق، لا سيما أن السيناريست تامر حبيب كتبه بإتقان وبمعالجة سينمائية مختلفة ومتميزة، فالتعقيد في العلاقة بين الشاب والفتاة ليس ضرباً من الخيال، لكنه يظهر على الشاشة لأول مرة، وهي نقطة إيجابية الهدف منها البقاء في دائرة الصدق والجودة في ما نقدمه لجمهورنا.يرى البعض أن الفيلم ينتمي إلى نوعية أفلام المهرجانات، ما قد يؤثر لاحقاً على إيراداته؟لا أعترف بهذه التقسيمات للأفلام، لأن الفيلم لا يمكن تصنيفه على أنه تجاري أو خاص بالمهرجانات كما اعتادت وسائل الإعلام أن تكتب. التصنيف الوحيد الذي أعترف به وأقبله هو التفرقة بين محتوى جيد وبسيط يصل إلى الجمهور وآخر غير جيد ومعقد. بعد مشاهدة «واحد صحيح» وجدنا رد فعل الجمهور إيجابياً لأنه فهم الفكرة، وعلى العكس ثمة أعمال متشابكة، بالتالي لا تحقق إيرادات.ألا ترى أن طرح الفيلم قبل 25 يناير المقبل يعتبر مجازفة؟دعنا نتفق على أن طرح أي عمل في الوقت الحالي يعتبر مجازفة، لكني أعتبرها مجازفة إيجابية لأن صناعة السينما لا بد من أن تستمر، لذا قررنا طرح الفيلم مبكراً كي يأخذ حقه في دور العرض. كانت لدي ثقة في أن الجمهور سيذهب لمشاهدته، وفعلاً صدق حدسي والدليل على صدق كلامي الإيرادات التي حققها من بداية عرضه وحتى الآن.هل خفَّضت أجور الفنانين المشاركين في الفيلم؟بالطبع، وجميعهم تفهموا ذلك ووافقوا عليه لأننا نعمل في ظل ظروف صعبة فضَّل فيها منتجون كثر التوقف عن العمل، علماً أن التخفيض جاء بقرار جماعي قبل بداية التصوير.متى يمكن أن تعود السينما إلى تحقيق الإيرادات التي كانت تحققها قبل الثورة؟المشكلة ليست في الظروف السياسية بل في المادة المُقدَّمة، بدليل أن الأفلام الجيدة التي طرحت في موسمي الفطر والأضحى مثل «شارع الهرم» و{إكس لارج» حققت إيرادات كبيرة، فضلاً عن أن صناعة السينما لا تتوقف على الإيرادات من دور العرض، بل يتوافر التسويق الداخلي عبر بيع العمل للفضائيات المحلية، والتسويق الخارجي لمحطات الدول العربية. المشكلة راهناً يمكن حصرها في تراجع الإيرادات وهو مصدر واحد من مصادر دخل الفيلم المتعددة.ما رأيك في الحديث عن تغيير ذوق الجمهور بعد الثورة؟لا يوجد تغيير في ذوق الجمهور، بتعبير أدق لا يمكن أن تتحدث عن تغيير في يوم واحد، فالجمهور سيظل متواجداً في دور العرض السينمائية باستمرار ويشاهد الأفلام التي يريد أن يتابعها، وهي التي تحتوي على مضمون فني جيد.ماذا عن جديدك؟أعمل على فيلم «ساعة ونصف» وهو يضم عدداً كبيراً من الفنانين من بينهم يسرا اللوزي وسمية الخشاب وأحمد بدير، ولقد انتهينا من تصويره وسيتم عرضه في موسم الصيف المقبل. تدور الأحداث في يوم واحد داخل أحد القطارات ونتعرف من خلاله إلى الشخصيات المختلفة الموجودة داخله.
توابل
المنتج كريم السبكي: لا أؤمن بتصنيف الأفلام
23-01-2012