• طوابير الناخبين امتدت مئات الأمتار • النساء الأكثر حرصاً على التصويت • الجنزوري يعلن حكومته غداً

وسط إقبال غير مسبوق ودعوات إلى المشاركة في أكبر عملية سياسية، بدأت في مصر أمس، عمليات الاقتراع في المرحلة الأولى من أول انتخابات برلمانية بعد ثورة «25 يناير»، لاختيار أعضاء مجلس الشعب «الغرفة الأولى للبرلمان» في تسع محافظات هي القاهرة والفيوم والإسكندرية ودمياط وكفر الشيخ والأقصر والبحر الأحمر وأسيوط وبورسعيد.

Ad

دخلت مصر أمس، عهداً جديداً في أول يوم للانتخابات البرلمانية التي تشهدها بعد الثورة، وسط أجواء هادئة وإقبال كثيف، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعونه، مما أعطى دليلاً جديداً على قوة وتماسك بنيان الشعب المصري، خصوصاً في أوقات الأزمات.

وبينما لاحظ مراقبون امتداد طوابير الناخبين مئات الأمتار، في بعض الدوائر، حتى قبل بدء عملية الاقتراع، وذلك وسط ازدحام شديد من النساء الحريصات على الإدلاء بأصواتهن، شهدت لجان الاقتراع في المحافظات التسع تعاوناً من رجال الشرطة ورجال القوات المسلحة، لتنظيم عملية الاقتراع خارج اللجان.

ورغم أن التصويت مستمر في هذه المرحلة حتى السابعة من مساء اليوم، فإن المجلس العسكري قرر مدَّ فترة التصويت بجميع اللجان الانتخابية حتى التاسعة من مساء أمس، وذلك نظراً للإقبال الكبير من الناخبين على اللجان، بينما تستعد الدوائر نفسها لجولة إعادة خلال يومي 5 و6 ديسمبر المقبل.

وبينما زار رئيس المجلس المشير حسين طنطاوي إحدى لجان دائرة الوايلي في القاهرة، تم توزيع أعضاء المجلس العسكري على المحافظات لمتابعة سير العملية الانتخابية، حسبما أفاد عضو المجلس اللواء إسماعيل عتمان.

ولفت عتمان إلى أن المشير يتابع سير العلمية الانتخابية في محافظات المرحلة الأولى التسع، من خلال غرفة عمليات، بصحبة عدد كبير من العسكريين، واصفاً الإقبال الشديد بأنه "يؤكد أن الشعب المصري قادر على تحمل المسؤولية".

أمتار من الطوابير

وفي حين التزم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، بالوقوف في دوره بطابور الناخبين، للإدلاء بصوته في اللجنة الفرعية بكلية التربية الرياضية للبنات في الزمالك، بالدائرة السادسة، اعتبر رئيس مجلس الوزراء المكلف بتسيير أعمال الحكومة عصام شرف أن الانتخابات بدايةً لحلم يتحقق، مطالباً المواطنين بالمشاركة في التصويت.

إلى ذلك، دعا عمرو موسى المرشح لرئاسة الجمهورية جميع المواطنين إلى المشاركة الإيجابية في الانتخابات بالإدلاء بأصواتهم. وقال موسى، الذي حرص على الوصول مبكراً بدون حراسة للإدلاء بصوته في دائرته الانتخابية بمدرسة "فاطمة الزهراء" بالتجمع الخامس: "لا يجب أن يتخطى مواطن مواطناً آخر حتى لو كان عمرو موسى".

وأدلى شيخ الأزهر أحمد الطيب بصوته بإحدى مدارس مصر الجديدة وحرص على الوقوف في الصف في انتظار دوره للإدلاء بصوته.

اتهامات

في السياق، تبادلت قوى سياسية وحزبية الاتهامات بممارسة أعمال تزوير في بعض اللجان كان أبرزها لجنة مدرسة "الكولاج دي لاسال" في منطقة الضاهر القاهرية، التي انسحب القاضي المشرف على عملية التصويت منها، احتجاجاً على ما وصف بأنه "تجاوزات فاضحة" في التصويت.

وقال شهود عيان إن القاضي أغلق اللجنة مدة ساعتين قبل أن يرحل منها، ما دفع الناخبين إلى تحرير محضر بقسم الضاهر لتضررهم من إغلاق اللجنة ومطالبتهم بإيجاد قاض آخر لاستكمال التصويت، وقال أحد الناخبين باللجنة لـ"الجريدة" إن القاضي وجد بعض استمارات التصويت غير مختومة، وهو ما دفعه إلى إغلاق اللجنة، بينما قال آخر إن القاضي أغلق اللجنة وإن ناخبات حاولن الاعتداء عليه.

وتبادل أنصار "الكتلة المصرية" التي تضم عددا من الأحزاب الليبرالية الاتهامات مع أنصار حزب "الحرية والعدالة" التابع للإخوان، بشأن تسويد البطاقات لمصلحة مرشحي كل طرف، ودعا القاضي المنسحب من اللجنة إلى إجراء تحقيق حول وصول البطاقات غير المختومة إلى أيدي أنصار المرشحين قبل بدء التصويت.

ولم تقتصر حالة الاستقطاب الديني وتبادل الاتهامات بين حزبي "الحرية والعدالة"، و"الكتلة المصرية" على دوائر القاهرة، وإنما امتدت أيضا إلى الإسكندرية التي شهدت العديد من المناورات السياسية من قبل الأحزاب المتنافسة، حيث عادت جماعة "الإخوان" لشعارها القديم "الإسلام هو الحل" وتم وضع ملصقات بكثافة في محيط اللجان الانتخابية.

واستخدم أنصار "الكتلة المصرية" المدعومة من رجل الأعمال القبطي المعروف نجيب ساويرس مؤسس حزب "المصريين الأحرار" باستقطاب لافتات تحمل صور العالم المصري الشهير فاروق الباز والموسيقار عمار الشريعي، كما تبادل حزبا "الحرية والعدالة" و"المصريين الأحرار" الاتهامات على الموقعين الرسميين لهما، حيث اتهم أنصار حزب "الحرية والعدالة" أشخاصاً تابعين للكتلة المصرية بتوزيع مبالغ مالية فئة 50 جنيها مقابل التصويت لمرشحي قائمة الكتلة أمام لجنة كلية الاقتصاد المنزلي بمنطقة بولاق أبوالعلا، بينما اتهم الحزب محمد أبوحامد مرشح قائمة الكتلة المصرية بعمل دعاية داخل اللجان الانتخابية.

في أثناء ذلك، نفى المتحدث الرسمي باسم حزب "البناء والتنمية" التابع للجماعة الإسلامية عاصم عبدالماجد ما تردد عن نشوب توترات ومشاحنات بين مندوبي التحالف الإسلامي (مجموعة الأحزاب السلفية) ومندوبي "الإخوان" في أي من اللجان الانتخابية التي يجرى فيها الاقتراع ضمن المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية، مؤكداً أنها مجرد شائعات يرددها أعداء التيار الإسلامي، ولافتاً في تصريحات خاصة لـ"الجريدة" أن العملية الانتخابية تجرى بشكل جيد والإقبال على التصويت كبير جداً بشكل غير مسبوق، كما أن التجاوزات ضئيلة جدا.

الجنزوري

وبينما انشغلت مصر بالتصويت في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة أمس، التقى المشير طنطاوي، رئيس الوزراء الملكف كمال الجنزوري، للتشاور حول تشكيل الحكومة، والمجلس الاستشاري المعاون الذي اقترحه عمرو موسى ليضم 50 شخصية عامة تعاون الحكومة في عملها، بحسب مصادر مسؤولة. وقال الجنزوري أمس إنه سيبدأ مقابلة الوزراء الجدد غداً، على أن يتم إعلان الحكومة الجديدة مساء اليوم ذاته، أو بعد غد الخميس على أقصى تقدير، موضحاً أنه تشاور مع أعضاء المجلس والمشير بخصوص تشكيل المجلس الاستشاري الذي أُعلن عنه لمعاونة الحكومة.

وأوضح الجنزوري أنه يعتزم اتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات الغرض منها تخفيض الأسعار حتى يشعر المواطنون بنتائج الثورة الإيجابية، مشيداً باليوم الأول من عملية الانتخابية، ووصفها بأنها "منظمة بطريقة أدهشت العالم".