من القصائد القديمة والجميلة التي تناولت السيارة قصيدة "فزعة البيوك" للشاعر المرحوم عبدالله السعد اللوغاني، وهي قصيدة رد فيها الشاعر على قصيدة أخرى أرسلها إليه صديقه المرحوم الشاعر عبدالله الغصاب (أمير قرية الشعيبة) في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي. موضوع القصيدتين هو البحث عن المحبوب الذي ضاع من الشاعر عبدالله الغصاب، فقام عبدالله اللوغاني بالرد في شكل فزعة ليبحث عن المحبوب، وجمع ألفي سيارة من نوع "بيوك"، ثم وزعها على المناطق العربية في الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب بحثاً عن محبوب صديقه بن غصاب، لكن النتيجة أنه لم يعثر على المحبوب، وسنرى في نهاية القصيدة أين كان هذا المحبوب الذي استنفد كل جهود عبدالله اللوغاني ولم يعثر عليه. مطلع قصيدة بن غصاب (وهي قصيدة لم تنشر حتى الآن) كالتالي:

Ad

البارحة بالليل جفني سهيري

عزي لمن مثلي منامه اشفاقة

إحيه من شيٍّ لجا في ظميري

لولا اتنهت صار قلبي احراقة

أما قصيدة بن سعد فكان مطلعها:

حي الكتاب اللي لفا من شطيري

بالجيل بيطارٍ ولاقط عاقه

يا مرحبا به عد شوف النظيري

وماعطا عمٍّ لعبدٍ اعتاقـة

ويمضي بن سعد اللوغاني في رديته ليبدأ فزعة البيوك بحثاً عن المحبوب فيقول:

ألفين موتر جبتهم للمســيري

كلهم بيــوك جدد ادقاقه

يمشن على البترول توحي الهديري

كالرعد غربي من الريح ساقه

للشام اربع وإميةٍ للظفيــــري

وخمس اميةٍ ياصاح تنصا لعراقه

حتا بوسط بغدادربعي تديـــري

ببيوتهم لو كان وسط الاسواقــه

وحتا الحرم منهم ثلاثٍ تغيــري

كل الحجاز اتدوّر ربعٍ حماقـــه

وعنّيت انا اربع لليمن والعسيري

فيهم قرومٍ للحرايــب طفاقــــــه

وميتينٍ لم هجر والصخيـــري

والا اميتٍ لعمان تلفي اسراقـــه

علمه نجيبه ما درى به نذيري

من قبل نور الشمس يكشف اشراقه

ثم يقول إنهم عادوا من مهمة البحث، ولم يعثروا على الحبيب المفقود:

شيخ المواتر رد معه الوزيري

ماعيِّنوا من سَلّ حالك افراقه

وقبل أن يختم عبدالله السعد اللوغاني القصيدة يستدرك بأنه عرف الآن أن الحبيب موجود عند صاحبه الذي تعمد إخفاءه، فيعبر عن ذلك بقوله:

عذبتني والشوق يمّك قصيري

بالقصر اهو وياك ماله اطلاقه

والقصيدة لها تتمة لا يسع المجال هنا لاستعراض تفاصيلها، لكن يبقى أن نقول إن الشاعر عبدالله اللوغاني من مواليد 1895 وتوفي في 1967، وله من الأبناء اثنان فقط، هما المرحوم المربي عيسى عبدالله اللوغاني، الذي كان معلماً في فترة الثلاثينيات والأربعينيات، ثم أصبح ناظراً لعدد من المدارس القديمة، والمرحوم حمد عبدالله اللوغاني، أما الشاعر عبدالله الغصاب فسنتحدث عنه في حلقات قادمة إن شاء الله.