حققت الفنانة نيللي كريم حضوراً قوياً سواء على الشاشة الصغيرة عبر مسلسل «الحارة» (عرض على شاشة رمضان 2010) أو على الشاشة الفضية من خلال ثلاثة أفلام: «الرجل الغامض بسلامته»، «وقوف متكرر»، «الزهايمر» مع عادل إمام الذي عرض في موسم عيد الأضحى الماضي.عن جديدها ومجمل مسيرتها الفنية كان الحوار التالي معها. ما أبرز المحطات التي ميزت مسيرتك الفنية لغاية اليوم؟فوزي بجائزة أحسن ممثلة منذ سنوات عن دوري في فيلم «أنت عمري» مع المخرج خالد يوسف، واختياري للمشاركة في لجنة تحكيم أفلام الديجيتال ضمن فعاليات «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الـ 34 التي جرت قبل اندلاع ثورة 25 يناير.كيف تقيّمين تجربتك في لجنة تحكيم المهرجان؟أنا سعيدة وفخورة بخاصة أن الاختيار جاء من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الذي يتمتع بسمعة عالمية وصدقية في عالم المهرجانات.ماذا عن مدرسة تعليم الباليه التي أسستها؟حاولت أن أسير فيها على خطى مدارس الباليه العالمية فلم أفلح، أغلقتها لفترة ثم عاد زوجي ووضع هيكلية جديدة لها وهو يديرها راهناً.هل تزورينها باستمرار؟تشغلني طبيعة عملي عن زيارتها، لكن أتابع نشاطاتها من وقت إلى آخر. على فكرة الباليه «ما يجبش فلوس خالص»، لأن مكسبه بسيط للغاية، وعندما فكرت في تأسيس المدرسة كان ذلك بغرض تعليم هذا الفن وليس للربح، للعلم لا أدرّب ابنتي فيها بل تذهب إلى مدرسة الباليه في نادي الجزيرة.هل تعتقدين أن حلمك بتقديم استعراض عن سامية جمال قد يتحقق؟بالطبع، فقد تحمس المخرج محمد خان للعمل، وأنا في انتظار أكثر من عرض في هذا المجال.كيف تقيّمين تجربتك في فيلميك الأخيرين؟«الرجل الغامض بسلامته» كوميدي لذيذ، أما «وقوف متكرر» فيتميّز بالجرأة لكن حواره متقن وبعيد عن الابتذال.ماذا تعلمت من عادل إمام لدى مشاركتك إياه في فيلم «الزهايمر»؟يعيش عادل إمام الشخصية بصدق، عندما يقدم الكوميديا تصدقه وعندما يقدم التراجيديا تصدقه أيضاً، لذا يصل إحساسه إلى الجمهور سريعاً وهذا سر نجاحه.ما الذي أثر فيك في فيلم «الزهايمر»؟اللمحات الإنسانية، بكيت مرتين فيه: الأولى في المشهد الذي صارحت فيه رجل الأعمال محمود شعيب (عادل إمام) بحقيقة المؤامرة التي دبرها أبناؤه لإيهامه بأنه مصاب بالزهايمر، الثانية في مشهد النهاية عندما يقول شعيب لأولاده: «نفسي يكون عندي زهايمر بجد علشان إنسى اللي عملتوه فيّ»...ما الذي يميزه عن غيره من الافلام التي عرضت في عيد الاضحى؟يجمع بين جيلين مختلفين: جيل الكبار على رأسهم: عادل إمام، سعيد صالح، لطفي لبيب، أحمد راتب، ثم جيل الشباب من بينهم: أحمد رزق، رانيا يوسف، فتحي عبد الوهاب وإيمان السيد.كيف تأقلمتِ مع جو الفيلم لا سيما أنك كنت آخر المنضمين إليه؟عقدت جلسات عمل مع أسرة الفيلم، وقد تطلبت طبيعة القصة تحضيراً جماعياً من المشاركين فيه، بعد ذلك بدأنا التصوير.كيف حضّرت لدور الممرضة الذي أديته؟قرأت السيناريو أكثر من مرة ورسمت ملامح هذه الشخصية الغنية بنواحٍ إنسانية لا تتوقف عند مهمة التمريض.ثمة انتقادات وجهت إلى مسلسل «الحارة» بأنه شبيه بفيلم «الفرح» ما ردّك؟غير صحيح، حقق المسلسل نجاحاً لأنه تميّز بصيغة مختلفة عن صيغة الفيلم.هل تعتقدين أنه نال نصيبه من النجاح وسط كمّ المسلسلات الرمضانية؟حقق ردود فعل طيبة للغاية، ثم ازدحام المسلسلات على شاشة رمضان ليس أمراً سلبياً على الإطلاق، فلكل عمل موضوعه الخاص والمختلف، وهذا في صالح المشاهد الذي يجد أصنافاً درامية متنوعة يختار بينها.ما المعايير التي تستندين اليها في اختيار أدوارك؟الموضوع والهدف الذي يسعى إليه المسلسل، بالإضافة إلى دوري والرسالة التي أقدمها من خلاله، ففي «الحارة» أديت دوراً جديداً يتمحور حول فتاة بسيطة تعيش في حارة شعبية وتساعد والدها في الاتجار بالمخدرات، وهذه الحارة بالذات هي البطل الحقيقي، أي المكان، وفق طبيعة العمل الذي يتميّز ببطولة جماعية.هل صحيح أن المخرج عرض عليك عدم وضع ماكياج؟لا يفرض المخرج شيئاً. في مسألة الماكياج اتفقت مع فريق العمل والتزمت الزميلات بهذا الاتفاق حفاظاً على الصدقية وواقعية الصورة، لا أتخيل أن تظهر فتاة شعبية يفترض أنها فقيرة بماكياج كامل على الشاشة.هل نجحتم في نقل رسالة المسلسل إلى المشاهدين؟أعتقد ذلك لأن الحارة في قلب مصر، وما يحدث في الوطن ينعكس عليها سلباً أو إيجاباً، لا بد من أن يتحوّل المسلسل مع مرور الوقت إلى وثيقة تاريخية مهمة.هل ما زالت «الحارة» المصرية كما كانت في الماضي؟في الواقع، حارة نجيب محفوظ لم يعد لها وجود، صحيح أن الشهامة والرجولة موجودتان في الحارة، لكن منظومة القيم التي كانت تميزها لم تعد كما في الماضي.يتحدث فيلم «وقوف متكرر» عن التحرش الجنسي، ألم تخشي من خوض هذه التجربة؟أنا ممثلة جريئة ولا أخشى المواضيع الصعبة طالما أنها مكتوبة بشكل جيد، أعجبني سيناريو محمد دياب وهو شاب مثقف وكاتب يتمتع بأفق واسع.ألم يزعجك أن غادة عادل اعتذرت عن الدور؟اعتذرت غادة لظروف تخصها وليس لعيب في الدور، ثم سبق لي أن اعتذرت عن أدوار وأدتها زميلات بشكل جيد، لا أضع مثل هذه الأمور في حساباتي.ماذا تضعين في حسابك إذاً؟السيناريو، الشخصية، فريق العمل وكل ما من شأنه أن يقدمني إلى الجمهور بشكل يرضيني.عرضت أعمالك في فترة متقاربة ألم يسبب ذلك حرقاً لك؟لم يكن مخططاً أن تعرض أعمالي بشكل متقارب، لكن ظروف الإنتاج والتوزيع بدّلت الخريطة في اللحظات الأخيرة، إذ تأجل فيلم «الرجل الغامض بسلامتو» من موسم سابق، عموماً يحسم تنوع الشخصيات الأمر لصالحي.هل حماستك لتقديم شخصية فتاة شعبية محاولة للهروب من حصارك في دور فتاة ارستقراطية رومنسية؟لا أقبل دوراً لأهرب من آخر، وأعتمد في اختياري على الموضوع الجيد والدور المختلف والمتميز الذي يضيف إلى رصيدي، لا علاقة للأمر بالملامح ولكن بجودة الدور وقدرتي على تفهم الشخصية وتقديمها بإتقان، يتمتع كل ممثل بروح المغامرة ورغبة في كسر السائد والمتداول والانطلاق نحو أدوار تتيح له اظهار جوانب من موهبته، وهو ما أحرص عليه دائماً وأتمنى أن أكون قد نجحت.
توابل
نيللي كريم:أنا ممثلة جريئة ولا أخشى المواضيع الصعبة
30-12-2011