عرض المشاركون في ندوة ملتقى الثلاثاء أوراقا نقدية تناقش ديوان «كرسي شاغر» للشاعر نادي حافظ، وقد تناولت الأوراق المقدمة دلالات اللغة والحالة الشعورية السائدة في النصوص. أقام ملتقى الثلاثاء أمس الأول ندوة نقاشية لديوان الشاعر نادي حافظ "كرسي شاغر"، الصادر حديثاً عن دار مسعى، ضمن أنشطة الملتقى الأسبوعية في مقر جمعية الخريجين الكويتية، بمشاركة كل من أحمد فضل شبلول ومختار عيسى ومحمد توفيق، وأدارت الأمسية إيمان جانسيز.واستهل شبلول الندوة بقراءة ورقته البحثية، التي قدم فيها مشاهد نقدية شاملة للديوان، تناول من خلالها وصف الفروقات اللغوية التي تكمن في لفظ دون آخر، وتتألق في كلمة دون أخرى، متمثلة في الإيحاءات والدلالات والإشعاعات التي بدورها لا تعمل بكل طاقاتها وتجلياتها إلا في النصوص الشعرية البليغة، حيث الكلمة تعمل في سياق مختلف عن السياق النثري.وعلى الرغم من ان نصوص حافظ تعمل في هذا السياق النثري، فإنها تكاد تكون قصائد شعرية حقيقية تفتقد إلى الوزن الخليلي المتعارف عليه الذي يعود للشاعر الخليل بن أحمد الفراهيدي مقعد الأوزان الشعرية.وأشار إلى أن قصائد نادي حافظ في احتفالها بجسدية "الكرسي الشاغر" إنما تحتفي بالحياة أو تجرب الحياة مرة أخرى، فهي تشتهي الموسيقى، وتمسك بالبحر، وتؤنث اللون، وتحرض الأمواج على القفز من الشبابيك، في سعيها الدائم نحو الحرية والصعود إلى سدرة الأعالي.سدرة القصيدةأما ورقة مختار عيسى تحت عنوان "كرسي شاغر وقلب مشغول ورأس حائرة"، فقد بدأت من فكرة استدراج نادي حافظ عبر عنوان الديوان إلى البحث عن الشغور الناعت للكرسي، الذي يستثير قصره الإحساس على ما يرسخ في المخيلة والوعي معاً، إضافة إلى غلاف الديوان الذي حتماً ما يوقع القارئ في التباس مبدئي بين عدة افتراضات عن كينونة الكرسي، وهل هو معادل موضوعي لفكرة النقص الإنساني، أو تجل رمزي لامرأة ما؟كما استعرض دواوين حافظ الثلاثة بدءاً من "منذور لرمل"، وصولاً إلى إصداره الأخير وما يحويه من نصوص بسيطة في اللغة ومألوفة التركيب، وتمتاز بغنائية شجية، وحزن يتموسق، وسموق يدنو من المتلقي، بينما يدعوه إلى استجلاء ما في سدرة القصيدة.قصيدة واحدةوتطرق محمد توفيق في ورقته البحثية "تقشير اللغة واتساع الدلالات" إلى تعري اللغة وتقشيرها الطاغي على الفكرة والرؤية المبطنة على السياق اللغوي، في نصوص حافظ المتمثلة في الموسيقى الداخلية والحالة الشعورية المتناغمة في شجنها.وقال توفيق إن نصوصه لم تخل من التكثيف الشديد في السرد الشعري، والتتابع الكاشف عن روح مغرمة بالإيغال في دهاليز الجراح الإنسانية بمسحة من التمرد اللغوي والرؤيوي في آن، كاشفاً جرأة الشاعر اللغوية وإخراجه للمفردة من حالتها المعجمية وتضفيرها في سياق يبعث في نصوصه الحياة والتخلق والإدهاش.وأشار إلى أن ديوان "كرسي شاغر" هو بمنزلة نص واحد، فالحالة الشعورية من بداية الديوان إلى نهايته واحدة، والبنية واحدة والرؤية كذلك، فهو نص واحد، مستنكراً بدوره سبب إطلاق الشاعر عناوين متعددة لقصيدة واحدة، فجميع العناوين، التي وضعت جاءت، بمنزلة حواجز لا مبرر لها، فالنص كله بحسب ما جاء به يحمل عنواناً واحداً وهو "كرسي شاغر".يذكر أن ختام الأمسية شهد مداخلات ومناقشات مستفيضة من جمهور الملتقى حول الديوان موضع الدراسة.
توابل
ملتقى الثلاثاء يناقش ديوان كرسي شاغر.. ثلاث أوراق بحثية ومناقشات مستفيضة
05-01-2012