بدأ عرض مسلسل «روبي» بنسخته العربية والمأخوذ عن السلسلة المكسيكية التي عرضت بالاسم نفسه، وقد أعادت صياغته الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشيليان بما يتلاءم مع الحياة اللبنانية والواقع المعاش، وأخرجه السوري رامي حنا، وهو من إنتاج شركتي O3 التابعة لمجموعة MBC والسورية «سما للإنتاج» لصاحبها أديب خير.

تدور أحداث مسلسل «روبي» حول فتاة جامعية من عائلة فقيرة تتطلع الى عيش حياة مترفة بعيدًا عن الفقر، وتصادف شابًا تقع في غرامه وتتزوجه، لكنها تفاجأ بخيانته لها لذا تقرر الانتقام.

Ad

يشارك في البطولة: سيرين عبدالنور، ديامان بوعبود، بياريت قطريب، تقلا شمعون، فادي ابراهيم، شادي حداد... إضافة إلى أمير كرارة من مصر ومكسيم خليل من سورية. صوّر «روبي» في غالبيته في لبنان، وأخذ بعض المشاهد في مصر. اللافت، أن فريق العمل لم يدخل استوديو ولم يبنِ ديكوراً، بل أخذت المشاهد في أماكن حقيقية.

من تابع المسلسل في نسخته المكسيكية يلاحظ بشكل واضح أن البناء الدرامي الذي وضعته مارشيليان حافظ على خطوط الحبكة الأصلية العريضة ليصبح العمل عربي الهوى، مكسيكي الهوية. خلافاً لما ردّده البعض، ليس «روبي» جريئاً ولم يتخطَّ الحدود الحمراء في مضمونه، بل يسلّط الضوء على تغير المفاهيم في المجتمع مع مرور الزمن، والصراع الدائم بين منطق البطش والخداع والمال ومنطق الحب والإخلاص والإيمان... مواقف ومشاهد نصادفها يومياً في حياتنا أو نسمع عنها ترجمت بشكل مصور وجميل.

نجحت مرشيليان في صياغتها لهذا المسلسل، وتحفل كل حلقة بتطورات مشوّقة تجعل المشاهد يترقب أحداث الحلقة التالية. في هذا الإطار، أكدّت الكاتبة في اتصال مع «الجريدة» أن الأحداث ستتسارع مع تقدم الحلقات، مشيرة إلى أن  مسلسلات لبنانية كثيرة عالجت قضايا اجتماعية وحققت نجاحاً، إلا أن ما يميز «روبي» تنفيذه بإنتاج عربي.

لفتت مرشيليان إلى أن إعادة هيكلية بناء المسلسل الدرامي تمت بالإتفاق مع الشركة المنتجة وشملت القصة والسيناريو والحوار، مع الحفاظ على الخطوط الحبكة الدرامية الأصلية العريضة.

تميز في الأداء

تجسد سيرين عبد النور شخصيّة روبي، ويتميز أداؤها بالعفوية والإتقان في إبراز تناقضات شخصية روبي في نظرتها إلى العلاقات العاطفية وإلى الشباب، فجعلت المشاهد يصدق أنها فتاة لعوب، وتظهر، في الوقت نفسه، شخصية معذبّة وحساسة في المشاهد التي تجمعها بوالدتها.

تشير عبد النور إلى أن روبي لا تشبهها إطلاقاً، إلا أن السيناريو أثار حماستها لدرجة أنها وافقت على الدور من دون تردّد، تقول: «قدمني المسلسل بشكل جديد وأنا سعيدة بالأصداء الإيجابية والانتشار الواسع الذي يحققه في بعض الدول العربية ولبنان».

تضيف أن أكثر ما لفتها هو تسليط الضوء على الطمع والجشع ومظاهر سيئة أخرى تسيطر على مجتمعنا، في مقابل إصرار البعض على عدم التخلي عن قيم الحب والإخلاص. حول اقتباس قصة مكسيكية وتحويلها إلى مسلسل عربي توضح: «صاغت الكاتبة كلوديا مرشيليان الأحداث بشكل يتلاءم ومجتمعنا وبيئتنا».

بدوره، يؤكد المنتج أديب خير أن عبد النور كانت مرشحة للدور منذ البداية، لكن حملها حتّم البحث عن سواها، فخضعت 150 ممثلة للاختبار ولم يفين بالمطلوب، فتأخر التصوير ومن ثم عاد إلى سيرين.

توقعات في محلها

يؤدي الممثل مكسيم خليل دور طبيب يقع في غرام روبي إلا أنه يكتشف أنها تخدعه ولا تكنّ له المشاعر نفسها. يؤكد أن المسلسل أحد أهم الأعمال التي تعرض راهناً، وأنه يلمس يومياً نجاحه من خلال ردود فعل الناس الذين يلتقي بهم في الأماكن العامة، يقول: «جاءت توقعاتي في مكانها، خصوصاً بعد نسبة المشاهدة العالية التي يحققها المسلسل منذ عرض حلقاته الأولى. العمل رائع سواء من ناحية النص أو الإخراج أو الإنتاج أو من ناحية اختيار الممثلين».

بدورها، أثبتت الممثلة تقلا شمعون جدارتها في تجسيد شخصيّة والدة روبي، أم معذبة كرّست حياتها لابنتيها، إلا أن روبي خيبت آمالها. لفتت شمعون، في اتصال مع «الجريدة»، إلى  أن الأحداث ستصبح أكثر تشويقاً مع تقدّم الحلقات وأن نجاح المسلسل يعود إلى فريق العمل بأكمله وإمكانات الممثلين الذين أثبتوا تميزاً واضحاً في الأداء البعيد كل البعد عن التصنع».

أما مازن حايك، المتحدث الرسمي باسم مجموعة «أم بي سي» فيصف المسلسل بأنه نقلة نوعية في الدراما المعاصرة شكلاً ومضموناً.