مسلسل منع الفنانات غير المصريات من دخول مصر وممارسة أي نشاط فيها مستمرّ، ويبدو أنه في تزايد ولا رجوع عن أي قرار يتخذ بحق هذه الفنانة أو تلك، والأسباب في معظمها إما لأن هذه الفنانة صورت مشاهد فاضحة أو أخرى تهجمت على زميلتها أو امتنعت عن دفع ما يترتب عليها لنقابة الموسيقيين...

إلى أي مدى يخدم هذا المنع الفن، وهل يطوّره نحو الأفضل أم يعود به إلى الوراء؟

Ad

ترددت أنباء أخيراً عن منع مروى من الغناء في مصر بسبب تصويرها مشاهد خادشة للحياء في فيلمها الأخير. مروى فنانة لبنانية سافرت إلى مصر لإيجاد موطئ قدم لها في هوليود الشرق، لكن قدمها لم تكن راسخة مثل غيرها من اللبنانيات، فتعرضت لهزات فنية، خصوصاً عندما طرحت نفسها كممثلة إغراء ومؤدية أغان تحمل معاني خادشة للحياء.

ثمة فنانات واجهن دعوات مماثلة على رغم تحقيقهن النجاح في مصرن على غرار نيكول سابا التي أدّت أدواراً لافتة في السينما والتلفزيون وأغانيها منتشرة في العالم العربي، مع ذلك ارتفعت أصوات لمنعها من إكمال مسيرتها بعد عرض فيلم «السفاح» بحجة أنها تحرض على الخيانة الزوجية.

أما المذيعة رزان مغربي فصدرت دعوات لمنعها من ممارسة أي نشاط سواء في الإعلام التلفزيوني أو الفني، بعد تسريب فيديو عبر موقع الـ «يوتيوب» تظهر فيه بمواقف مثيرة مع شاب. دفاعاً عن نفسها، صرّحت رزان بأن هذا الشاب هو ناجي زوجها، وبأنها حرصت على إبقاء الزواج طي الكتمان لأنها لا تريد لحياتها الشخصية أن تكون على صفحات المطبوعات الفنية ومواقع الشبكة العنكبوتية.

بعد ذلك لم تظهر رزان مع زوجها ناجي، وانحسر نشاطها الفني كأنها منعت من العمل في مصر من دون إعلان ذلك بشكل رسمي.

خرجت الفنانة مادونا من مصر منذ أكثر من 15 عاماً ولم تعد إليها، وما زال قرار منعها مجهول السبب والمصدر لغاية اليوم.

منع فنانات عربيات

منعت أصالة من الغناء في مصر في عهد النقيب منير الوسيمي بحجة أنها  هاجمت حلمي بكر، الذي يعتبر أنه صاحب فضل عليها فقدم شكوى ضدها، بالإضافة إلى تهجمها على شيرين عبد الوهاب... وقد دعاها الوسيمي إلى التحقيق معها، لكنها رفضت، ثم عاد وسوّى الأمر بشكل مختلف، وقيل إن سبب الخلاف هو مادي بين النقابة وبين أصالة. من ثم دخلت أصالة في طور الحمل والولادة ولم تعد إلى ممارسة نشاطها الغنائي، إنما تكتفي راهناً بتقديم برنامجها «صولا».

أما بالنسبة إلى ميادة الحناوي وفلة فقد أصبحت قصة منعهما من الغناء في مصر معروفة للقاصي والداني.

مايا مصري وسيرين عبد النور من أبرز الفنانات الناجيات من قرار المنع، فالأولى حققت نجاحاً متواضعاً وتزوجت من المخرج إيهاب لمعي وستحصل، من خلال هذا الزواج، على الجنسية المصرية، وسيرين عبد النور أدت أدواراً بعيدة عن استفزاز مشاعر الجمهور.

ومصريات

لم تسلم مطربات مصريات من المنع من الغناء في بلدهن، فقد مُنِعت شيرين عبد الوهاب في عهد منير الوسيمي من ممارسة أي نشاط غنائي في مصر على خلفيات مالية كانت عالقة بينها وبين النقابة، فلقي هذا القرار استنكاراً من الإعلاميين والملحنين والفنانين، خصوصاً أن شيرين تعتبر من أهم الأصوات في مصر، إلى درجة أن كثراً يلقبونها بصوت مصر.

ثمة فنانات منعن من ممارسة الغناء، لكنهن وجدن مكاناً لهن في عالم التمثيل، على غرار ماريا التي كانت تلقب بمغنية الـ «كورن فليكس»، والتي غزت عالم السينما من خلال المنتج والمخرج هاني جرجس فوزي الذي قدمها بطلة في فيلم «بدون رقابة».

نجم بالمصادفة

أحد المصادر المقربة من النقيب الجديد إيمان البحر درويش أكد لـ «الجريدة» أن المعايير في منع الغناء في مصر لا تتغير في جوهرها، لكنها ستعتمد على أسس جديدة بعيدة عن موقف الكيدية، خصوصاً أن النقابة تدرك أن الذين ينادون بمنع فنانات من ممارسة العمل الفني في مصر لا يهدفون إلى تطهير الوسط الفني والارتقاء بالذوق الفني، إنما إلى الشهرة المبنية على تناول شخصيات فنية لها شعبية كبيرة.

يضيف المصدر: «عندما ينادي أحدهم بمنع هذه الفنانة أو تلك من ممارسة العمل الفني في مصر أو ترحيلها فوراً، يصبح ضيفاً دائماً على برامج الـ «توك شو» الفنية، بالإضافة إلى انتشار أخباره عبر مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، عندها يتحول نجماً بالمصادفة على حساب النجوم الحقيقيين، ربما من أشهر هؤلاء المحامي نبيل الوحش».

يؤكد المصدر أن النقابة لن تسمح، من الآن فصاعداً، بمثل هذا النوع من البلاغات الكيدية، إنما يجب أن يستند  قرار المنع إلى قوانين النقابة، وأكبر دليل على ذلك أن الأصوات التي كانت ترتفع من هنا وهناك لمحاربة هذه الفنانة أو تلك أصبحت شبه غائبة، لأن القرار أولاً وأخيراً في يد النقابة، التي إذا وجدت أن فنانة تجاوزت الخطوط الحمراء، سواء في التمثيل أو الغناء، فلن يتوانى النقيبان أشرف عبد الغفور وإيمان البحر درويش عن تطبيق اللوائح والقوانين ولن يقعا تحت سيطرة من يريدون إحداث «فرقعة إعلامية» على حساب الفنانين.