أكد النائب السابق د. جمعان الحربش أن "يوم 8/12/2010، عندما تم الاعتداء على الشعب الكويتي بأسره، يعتبر تاريخيا لما يحمله من معان وطنية راسخة تجسدت في التصدي لمظاهر الفساد، ونزولا عند رغبة ولي الامر في عدم إقامة التجمعات الحاشدة قمنا بتحويل هذه الذكرى السنوية الى مؤتمر صحافي"، لافتاً إلى أنه في مثل هذا اليوم ضربت الامة بأسرها، وكان من المفترض أن يكون هذا التجمع حاشداً.

Ad

وقال الحربش، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أمس بديوانه في منطقة الصليبيخات، إنه في مثل هذا اليوم من العام الماضي قمنا بالاعتراض على انتهاك مواد الدستور، وسحب النائب السابق د. فيصل المسلم، ورفع الحصانة عنه بطريقة غير دستورية، مذكراً بالحشود العسكرية والباصات الخاصة بوزارة الداخلية التي حولت المنطقة إلى ثكنة عسكرية، عندما كان عائدا من مجلس الأمة إلى بيته.

نية مبيتة

وذكر ان بعض الحضور تلقى اتصالات وطلب منه عدم الحضور والتواجد في تلك الندوة، مؤكدا في الوقت نفسه أن النية كانت مبيتة لضرب المواطنين منذ البداية، مضيفاً أنهم يريدون أن تكون العلاقة بين الشعب والسلطة علاقة "عصى" على حد وصفه، قائلا: "من رأى تلك القوات المحتشدة في ذلك اليوم يعتقد أنها ذاهبة لمطاردة خلية إرهابية".

وأضاف الحربش: "كانت هناك تعليمات للمخفر بعدم تسلم أي شكوى ضد القوات المعتدية"، لافتا إلى أنه "في الوقت نفسه كان يتم الدفع ببعض الأشخاص إلى تقديم شكاوى كيدية ضدي"، قائلا: "مازلت أتذكر وقفة النواب الأحرار معنا وأحيي جميع النواب الذين صوتوا مع الاستجواب التاريخي، والذين وقفوا في موقفهم ذلك مع الشعب الكويتي الحر الذي رفض الا أن يتمتع بالحرية".

وأشار إلى أنه "اليوم ذهبت هذه الحكومة، التي قامت بذلك الاعتداء، وهناك كثيرون دفعوا الثمن من أجل التمتع بالحرية التي منحها لهم الدستور"، كاشفا في الوقت نفسه أنه حتى اليوم لم يسمح لنا بحق التقاضي على ما حدث, طالباً بأن يسمح للجميع بحق التقاضي، خاصة أن وزير الداخلية السابق أمر بأن تستدعى القيادات التي لها علاقة بأحداث ضرب المواطنين في ديوانية الحربش.

ذكرى أليمة

من جانبه، قال النائب السابق عبدالرحمن العنجري: "لقد كانت ذكرى 8 ديسمبر من العام الماضي أليمة، ولم نكن نتوقع أن يكون هناك نهج وتفكير في الاعتداء على المواطنين والنواب في الندوة التي كانت تتحدث عن حقوق المواطنين التي كفلها الدستور".

وأضاف: "كانت هناك رسالة أراد رئيس الوزراء السابق إيصالها إلى الشعب، مفادها أن هناك حدودا يجب ألا تتعدوها"، قائلا: "اذكر انه بعد أن انهينا الندوة أراد الحضور أن يخرجوا إلى منازلهم، ولكن القوات الخاصة اغلقت الشوارع، فخرجنا لهم نحن النواب لنقول لهم إننا انتهينا، وان الناس يريدون أن يذهبوا، لكنهم بادرونا بالضرب دون أن يستمعوا لما نقول".

وتابع: "في مثل هذا الوقت من العام الماضي كانت الأنظمة الدكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن موجودة، لكنها اليوم سقطت جميعا عبر إرادة الشعوب ولم يعد لها أي وجود"، لافتا إلى أن "الكويت تمر بمفترق طرق، والحكومة الحالية برئاسة الشيخ جابر المبارك ليس بيننا وبينها ثار، لكن أمامها ملفين، الأول: القبيضة، والثاني: التحويلات من حساب رئيس الوزراء السابق، وهذه القضايا يجب أن تتحرك قضائيا وأن يحاسب المذنبون".

غزو جديد

من ناحيته، قال النائب السابق مبارك الوعلان: "لن ننسى أحداث ديوانية الحربش، التي أهينت خلالها كرامة الشعب الكويتي، إذ أتذكر أنه في تلك الندوة فوجئنا بعدد الآليات والقوات الكبيرة وكأنها تواجه غزوا جديدا"، مضيفا "لقد كانت أحداث ديوانية الحربش إيجابية، لأنها جعلتنا نعقد العزم على ألا نتراجع حتى يصعد الشيخ ناصر المحمد منصة الاستجواب"، مستذكراً أنه "في اليوم التالي كانت هناك محاولة للتعتيم الإعلامي، إلا أن احدى القنوات الخارجية فتحت لنا المجال لنظهر الحقيقة".

وذكر أنهم "من خلال تلك التصرفات يريدون ان يعيدوا البلد إلى مرحلة الصفر، عندما كانت تتم معاقبة المخطئ في قصر نايف"، مشدداً على ان الشعب الكويتي حر ويستحق أن نقف له وقفة احترام.

وأكد أن "عصر المطاعات والعصى انتهى الى غير رجعة، وبدأ عهد القانون واحترام الدستور"، مضيفاً "سبق أن قلنا إننا أول من يحترم ويدافع عن الأسرة الحاكمة"، مشيراً إلى أن "هناك مافيا فساد مازالت موجودة، وعلى المجلس القادم أن يسعى إلى حل شفراتها".

ولي الأمر

بدوره، قال النائب السابق فلاح الصواغ: "في ذلك اليوم عندما أبلغنا النائب السابق جاسم الخرافي أنه لا يجوز وضع كراسي في الخارج وأمام الديوانية، وقال له الحربش بأنه سيزيل جميع الكراسي، وبالفعل امتثلنا لأوامر ولي الأمر، وخلال تلك الندوة كنا جميعا في داخل الديوانية".

وأضاف: "لكن عندما أتينا إلى الندوة فوجئنا بوجود عدد كبير من الآليات والقوات من وزارة الداخلية، وعندما طلبت القوات إنهاء الندوة انهيناها في أقل من 5 دقائق، ولكن كانت هناك تعليمات أخرى وجهت إلى شكري النجار بأن يقوم بضرب المواطنين".

وتابع الصواغ ان "الحكومة السابقة حصلت على جزائها، وهو سقوط رئيسها وقبله وزير الداخلية، الذي كان ملازما للرئيس في ضرب الشعب الكويتي"، مؤكداً "اليوم رجعت الكرامة لهذا المنزل وللشعب الكويتي بعد أن سقطت رموز الفساد"، مطالباً وزير الداخلية القادم بمحاسبة القيادات التي قامت بتلك الأحداث وتسريحهم من الخدمة.

وأشار إلى أن الشعب الكويتي أمام مسؤولية كبيرة في اختيار من يستحق حمل الأمانة، ويستطيع أن يحافظ على كرامة الأمة، مشدداً على ان "الكويت بأمر اميرها وهي دولة القانون والحرية والكرامة والعدل"، مضيفاً "نريد ان نتعاون في ما بيننا فأمامنا مسؤوليات في المرحلة المقبلة بجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا ومنارة اقتصادية، وهي تعليمات وتوجيهات سمو الامير ونريد ترجمتها".

نهج قمعي

وقال النائب السابق مسلم البراك: "اليوم وبعد مضي عام نستطيع أن نقول ان هناك الكويت والدستور والكرامة والإرادة والعزة"، مضيفا "في 8/12 من العام الماضي أراد رئيس الوزراء مع وزير الداخلية في ذلك الوقت تغيير النهج إلى نهج قمعي، ولكن تصدى الشرفاء".

وذكر: "الأمر اليوم في الانتخابات، وعندما يختارون الشرفاء والأبطال من أمثال الحربش"، مضيفا "اليوم هناك كلمة ارحل وهي من صناعة الشباب الكويتيين الوطنيين، التي ذهبت إلى تونس لتزيح بن علي ومصر لتجبر حسني مبارك على التنحي وليبيا لتطيح بنظام القذافي، ثم إلى اليمن، وستصل إلى سورية قريبا".

وتابع: "ان الدائرة الثانية الانتخابية كما أخرجت جمعان الحربش أخرجت السجان الذي لم نسمع منه أي كلمة بعد تعرض النواب والمواطنين في ديوانية الحربش للضرب"، مضيفاً "من أمر بالضرب هو رئيس الوزراء السابق ومن نفذ هو وزير الداخلية السابق، واليوم جاسم الخرافي يقول إن مرسوم حل المجلس غير صحيح".

كرامة الكويت

وذكر النائب السابق د. وليد الطبطبائي: "في هذه اللحظة نستطيع أن نقول إن الكويت تكللت بالكرامة، وتخيلوا أننا نمر في هذه اللحظة وفي ذكرى هذه المناسبة في ظل وجود رئيس الوزراء السابق ووزير الداخلية السابق وشكري النجار، ولكن من الله علينا ألا يدور الحول بوجودهم".

وتابع: "اننا امام مرحلة تاريخية وفجر جديد، فعلينا اختيار برلمان متميز في المرحلة القادمة من صناعة ابناء الشعب الكويتي"، مضيفا "عليكم ان تنتبهوا ولا تتركوا احدا يسرق الانجازات التي حققتموها، واليوم انتهت كلمتنا وبقيت كلمة الشعب، وعليكم حسن الاختيار حتى لا يعود المجلس السابق".

وأشار إلى أن "السبب في وجودنا بندوة الحربش هو تعليق الجلسات، حيث قررنا أن نلجأ إلى الشارع، وبدأنا ننظم الندوات وكانت الأولى في ديوانية أحمد السعدون، والثانية عند الحربش، وحاولوا تقليل عدد الحضور عندما أغلقوا الشوارع، ثم قاموا بضرب المواطنين حتى يمنعوا استمرار الندوات".

مكان غير عادي

وتحدث د. عبيد الوسمي قائلا: "إنه وللمرة الثانية أقف في مكان وتوقيت أعتبره غير عادي، ففي ذلك اليوم أصبحت تلك الأحداث منعطفا في الحياة السياسية الكويتية، وبعد 10 أيام من أحداث ديوانية الحربش بدأت أحداث ثورة تونس، وتلتها بقية الثورات".

وذكر: "الثامن من ديسمبر الماضي كان بمنزلة الانتحار السياسي للحكومة التي كانت غالبية أعضائها فاسدين"، مضيفا "في هذا المكان تشكلت أهم الأحداث التي أعادت الفعالية للشعب الكويتي الذي يعي أن عليه أن يحارب الفساد".

وتمنى الوسمي من الحكومة أن تثمن بيت الحربش وتجعله ذكرى للحياة السياسية الكويتية في المستقبل، خاصة أنه المكان الذي حمانا من "مطاعات" القوات الخاصة، مؤكدا أن "المجلس القادم سيكون هو الأصعب في الحياة الديمقراطية الكويتية، لأن هناك كثيرا من ملفات الفساد العالقة التي يجب أن تفتح ويحاسب المسؤول عنها، وفي مقدمتها أحداث ديوانية الحربش".