قالت طبيبة اختصاصية ان الأداء البدني للصائم منذ فترة طلوع الفجر وحتى الغروب هو افضل من اداء غير الصائم وذلك بسبب تحسن درجة تحمل الصائم للمجهود العضلي وتحسن أداء القلب والجهاز الدوري والهضمي والتنفسي وغيرها اثناء الصيام. واوضحت د. امل جمال الطبيبة في ادارة تعزيز الصحة لـ"كونا" اليوم ان تقارير ودراسات منظمة الصحة العالمية اثبتت ان للنشاط البدني خاصة في شهر الصوم اثرا كبيرا في حماية الجسم من ترسب الدهون وتجديد الدورة الدموية وتقوية العضلات وراحه النفس مضيفة ان ذلك يهيىء للفرد القوة لأداء صيامه وصلاته وقيامه الليل.وذكرت الدكتورة جمال ان الحركة اثناء النهار عندما يكون الشخص صائما هي افضل بكثير من السكون والراحة من الناحية الفسيولوجية لأن الحركة العضلية تؤدي في فترة الانقطاع عن الطعام الى ازدياد عملية تصنيع (جلوكوز جديد) في الكبد وبعد استهلاك الجهاز العضلي الجلوكوز القادم من الكبد للحصول على الطاقة يتجه الجسم الى الدهون.وافادت بان الجسم يقوم بأكسدة الأحماض الدهنية وتحليل وحرق الدهون في الأنسجة الشحمية لذا فان الحركة أثناء الصيام هي عمل ايجابي وحيوي يزيد من كفاءة ونشاط عمل الكبد والعضلات وتخليص الجسم من الشحوم والسموم.ونصحت الصائم بأداء التمارين الرياضية بعد الافطار بساعتين اوثلاث بدلا من الصباح الباكر مبينة ان النشاط الحركي بعد الافطار يمنع ميل الجسم الى خزن السعرات الحرارية من وجبة الافطار لأن الأولوية في الطاقة تكون دائما لجزء الجسم الذي يقوم بالنشاط الرئيسي في الجسم اي العضلات.ودعت الى عدم اجراء الرياضة بعد الافطار مباشرة لان الجسم يكون مشغولا بعملية الهضم واستخراج الجلوكوز والاملاح الناقصة والمواد المفيدة من الطعام فيتركز وصول الدم الى الجهاز الهضمي للانسان ويقل وصوله الى المخ والعضلات ما يعطي المفطر الاحساس بعدم التركيز او الهبوط المفاجىء والقيئ.وعن اداء التمرينات قبل الافطار قالت الدكتورة جمال انه قد يكون مستحسنا لمن يرغب بخفض وزنه لأن تركيز جلوكوز الدم يكون قليلا و بالتالي مستوى الأنسولين في الدم يكون منخفضا مما يعمل على زوال العائق الأساسي امام طرح الدهون المخزونة تحت الجلد في مجرى الدم و استخدامها كمصدر للطاقة اللازمة لهذا النشاط الحركي كما ان نقص مستوى السكر بالدم يؤدي الى زيادة دعم الجهاز العصبي لعملية استخدام الدهون كمصدر للطاقة.و اضافت ان اداء التمارين الرياضية فى هذا التوقيت يمكن ان يؤدي الي الشعور بالدوخة و الجوع الشديد ورعشة اليدين او اضطراب نبضات القلب نتيجة عدم تحمل الجسم للنشاط الزائد و جفاف السوائل به و نقص الاملاح و الجلوكوز اللازمين لعمليه الحرق .و قالت ان رياضة المشي و السباحة هما المفضلتان عند الكثيرين خاصة السباحة التي لا تعطي الاحساس بالجفاف و التعب كما يفضل الذهاب الى المسجد مشيا على الأقدام و اداء صلاة التروايح فهذا الأمر بحد ذاته يعتبر نشاطا يوميا ذا اثر شديد الفائدة على صحة الصائم .وعن المدة الزمنية للنشاط الرياضي ذكرت ان البحوث العلمية تظهر ان الحد الأدنى من النشاط البدني المرتبط بالصحة يعادل 30-60 دقيقة مجمعة علي مدار اليوم مع مراعاة الاختلافات في الفئة العمرية و الحالة الصحية.ودعت الى ممارسة التمارين الرياضية في اماكن جيدة التهوية وبعيدا عن التلوث بعوادم السيارات والشوارع المزدحمة و في جو معتدل مبينة ان الجو الحار يزيد من فقدان جسم الإنسان للسوائل مما قد يؤدي الى اصابة الصائم بالجفاف.واكدت اهمية تعويض كمية الماء التي فقدها الجسم اثناء مزاولة الرياضة بشرب كميات كافية من السوائل بعد الافطار مضيفة ان مزاول الرياضة يجب ان يشرب الماء اكثر من الذي لا يمارسها و يجب مراعاة الغذاء الصحي المفيد طوال الشهر و عدم الاهمال في اكل الفاكهة و الخضراوات و تناول طعام يمد الصائم بالطاقة قبل القيام بأي نشاط رياضي.و نصحت بالتأخر فى السحور الى اقرب وقت قبل صلاه الفجر لكى يحتفظ الجسم بأكبر قدر من المواد السكرية داخله ليمده بالطاقة اللازمة للقيام بالنشاط اليومي.وقالت انه لا داعي لتغيير غذاء الفرد الرياضي في شهر رمضان بل التأكيد فقط على ان يكون الغذاء متوازنا يكفل حصول الرياضي على ما لا يقل عن 60 في المئة من الطاقة من المواد الكربوهيدراتية مثل الأرز و الخبز و المكرونة والفواكه.واضافت ان الفترة التي يقوم فيها الجسم ببناء مخزون الجلايكوجين في العضلات بمعدل مرتفع هي الساعات الأولى التي تلي الانتهاء من التدريب البدني الشديد الأمر الذي يعني ضرورة تناول اكبر قدر من المواد الكربوهيدراتية الصلبة والسائلة بعد التدريب مباشرة و لعدة ساعات لاحقة.واوضحت ان الأطفال اكثر عرضة للجفاف ناصحة الآباء بأن يلاحظوا اي علامات لإجهاد شديد او للاغماء خاصة في فترة ما بعد الظهر اما الكبار ومرضى السكر فيجب عليهم الابتعاد عن كل جهد عضلي مرتفع بسبب قابليتهم للاصابة و يكفي قيامهم ببعض التمرينات الهوائية كالمشي الخفيف او تمرينات التوازن و المرونة للمفاصل باستخدام الادوات المساعدة البسيطة في المنزل.ونصحت الصائمين اصحاب الأمراض المزمنة كالربو والسكر بممارسة الرياضة في الفترة المسائية فقط وذلك حتى يتمكنوا من اتخاذ اجراءات مناسبة من علاج و غذاء في حالة هبوط السكر او في ازمة الربو ذلك لأنهم سيترددون في اتخاذ اي احتياطات في وقت الصيام مما يعرض حياتهم للخطر.وذكرت ان توصيات المنظمات العلمية والصحية المعنية بصحة الإنسان ومنها منظمة الصحة العالمية تؤكد ارتباط النشاط البدني بالصحة العضوية والنفسية للفرد بما في ذلك اهميته في خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب و الجلطات الدماغية بنسبه 5 في المئة و الوقاية من داء السكري وهشاشة العظام اضافة الى خفض القلق والكآبة و تأخير اعراض مرض الزهايمر والشيخوخة.وقالت ان الابحاث تظهر ان 60 في المئة من سكان العالم مرضى بالسمنة لذلك فان للحركة والرياضة دورا جيدا في تحويل الشحوم في الجسم الى مركبات تختزنها العضلات لإنتاج الطاقة وبالتالي تقليل كمية الشحوم في الجسم وبخاصة الشحوم المتراكمة في منطقة البطن مبينة ان لذلك دورا فعالا في خفض نسبة الكولسترول الخفيف الضار وخفض نسبة الدهون الثلاثية ورفع نسبة الكولسترول الثقيل الحميد.اضافت ان دراسات منظمة الصحة العالمية تظهر ان نقص النشاط البدني يحتل المرتبة الرابعة ضمن عوامل الخطر الرئيسية الكامنة وراء الوفيات في العالم اي 6 في المئة من نسبة الوفيات العالمية وان اقل من ثلث الاطفال و الشباب في العالم يمارسون ما يكفي من النشاط البدني وان الخمول يسبب 30 في المئة من حالات امراض القلب التاجية و 27 في المئة من حالات السكري و 20 في المئة من حالات سرطان القولون.
آخر الأخبار
اختصاصية: الاداء البدني للصائم افضل من أداء غير الصائم
17-08-2011