ها هي الأقدار تسوقهم إلى مصائر مختلفة في "مذبحة بورسعيد"... خمسة شباب تختلف انتماءاتهم الكروية ويتفقون على الصداقة، أربعة منهم موظفون في جمرك "بورسعيد" وخامسهم من محافظة أخرى ويعمل في مجال التجارة، اتفقوا على الذهاب إلى استاد بورسعيد لمشاهدة مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي التي كان ضحاياها 74 شهيداً ومئات المصابين. يروي هشام إبراهيم (28 عاماً) أحد الأصدقاء الخمسة مأساتهم فيقول: "في استاد بورسعيد افترقنا ليشاهد كل منا المباراة في مدرجات الفريق الذي يشجعه، فذهبت أنا وحسن ومختار لمدرجات النادي المصري، بينما ذهب مصطفى وعماد لمدرجات النادي الأهلي". وأضاف: "عندما بدأت أحداث الشغب غادرنا أنا وصديقي مدرجات جمهور المصري باتجاه باب الخروج من الاستاد مع بداية الوقت المحتسب قبل نهاية المباراة، وفور خروجنا اتصلنا بالصديقين الآخرين عماد ومصطفى الذي لم يكن من بورسعيد، ورد علينا بأنه سيخرج من الاستاد إلى الفندق الذي يقيم فيه، وبعدما اشتعلت الأحداث حاولنا الاتصال بهما ولكن دون جدوى، لا أحد يجيب، فبحثنا عنهما في كل مكان حتى اكتشفنا وجود اسم عماد علي بين المتهمين، واسم مصطفى بين المتوفين". يكمل: "التقينا عماد قبل ترحيله للنيابة، وقال لنا إنه تعرض للضرب هو ومصطفى وسقطا على الأرض أمام أحد أبواب الاستاد التي كانت مغلقة، وفجأة لم يجد مصطفى إلى جواره، فبحث عنه في الشوارع المجاورة حتى أخبره رجل شرطة أن من خرجوا من الاستاد ذهبوا لقسم الشرطة". وأضاف: "توجه عماد إلى قسم الشرطة باحثاً عن مصطفى، ففوجئ أنه توفي، فارتبك، وظن شرطي أنه من الجناة فألقى القبض عليه وصار متهماً بقتل صديقه وآخرين". وقال هشام: "ذهبنا إلى المبارة 5 فعاد أحدنا قتيلاً والآخر متهماً... وثلاثة تقدموا للإدلاء بشهادتهم إلى النيابة العامة، لنحاول تبرئة ساحة صديقنا عماد المتهم، فكيف يُتَّهم صديق بقتل صديقه".
دوليات
مذبحة بورسعيد تقسِّم 5 أصدقاء... إلى ثلاثة شهود ومتهم وشهيد
06-02-2012