حمّل وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية الأساتذة الوافدين من المشرق العربي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ومعظمهم من مصر وسورية، مسؤولية بروز التيارات الدينية في بلاده، معتبرا أن الجزائر تدفع ثمن ذلك من خلال العنف المسلح. وأبدى ولد قابلية، في تصريح نقلته إذاعة الجزائر الحكومية أمس، بخصوص علاقة جيل ثورة التحرير الجزائرية (1954-1962) بجيل الاستقلال، أسفه "لعدم إقامة روابط بين الجيلين في الخمسين سنة التي تلت الاستقلال"، مشيراً إلى أن "الشباب الجزائري تلقى تكوينا (تربية) مختلفا يحمل صبغة العروبة والدين". وأضاف: "لسوء حظنا كان لدينا جيل من الأساتذة القادمين من الشرق الأوسط الذين لوّثوا عقول أبنائنا ونحن الآن ندفع ثمن ذلك مع بروز هذه التيارات الدينية الغريبة عن تقاليدنا".

وكانت الجزائر شهدت منذ سبعينيات القرن الماضي موجة هجرة أساتذة من المشرق العربي يحملون في معظمهم فكر "الإخوان المسلمين". وانتشرت فيها جماعات وأحزاب إسلامية كادت تسيطر على الحكم عام 1992 لولا تدخل الجيش.

Ad

على صعيد آخر، كشف مصدر جزائري أمس، أن الآلاف من قوات الحرس البلدي "شرطة القرى" قرروا تنظيم اعتصام وطني اليوم أمام المقرات الرئيسة للمحافظات لدفع الحكومة إلى تلبية مطالبهم المهنية والاجتماعية التي كانت وعدتهم بها في أبريل الماضي.

وتتلخص مطالب قوات الحرس البلدي في أن يشملهم قرار الحكومة برفع أجور الأجهزة الأمنية الأخرى، ورفض قرار وزارة الداخلية التي قررت إعادة توزيعهم على الجيش وحراسة المؤسسات الرسمية. وقررت الحكومة حل هذا الجهاز بعد أن أوقفت التوظيف فيه عام 2006 عقب تراجع الإرهاب في البلاد.

الى ذلك، لقي أمس ثلاثة مسلحين مصرعهم في عملية انتحارية أحبطتها قوات الأمن الجزائرية بشرق البلاد، وذكرت صحف جزائرية أن العملية وقعت مساء أمس الأول بالقرب من مدينة الثنية 70 كيلومترا شرق العاصمة، وذلك عندما حاول المسلحون الثلاثة دخول مدينة الثنية لتنفيذ العملية الانتحارية إلا أن قوات الأمن تصدت لهم وأمرتهم بالتوقف.

(الجزائر- يو بي أي، د ب أ)