اعلنت الكويت التزامها بمحاربة مرض نقص المناعة البشرية (ايدز)، داعية المجتمع الدولي في الوقت ذاته الى بذل المزيد للقضاء على هذا الوباء رغم التقدم الملموس الذي تم احرازه في هذا المجال لانقاذ العديد من الارواح.جاء ذلك خلال الكلمة التي أالقتها رئيسة مكتب مكافحة الايدز والاحصاءات والمعلومات التابع لوزارة الصحة الكويتية د. هند الشومر امس الاول خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة رفيع المستوى بشأن فيروس "الايدز". وقالت الشومر "على المجتمع الدولي ان يسعد بالنتائج الملموسة التي تم تحقيقها حتى الآن في ما يتعلق بهذا المرض، والمتمثلة في زيادة فرص الحصول على العلاج ما ادى الى انقاذ حياة الملايين من المصابين والحد من وصمة العار والتمييز الذي يلاقونه"، لافتة الى انه "رغم الانجازات التي تم تحقيقها حتى الان يتعين علينا الاعتراف بأنه لا يزال امامنا الكثير لعمله بغية الوصول لاهدافنا كما ورد في اعلان الالتزام لعام 2001 بشأن الايدز والاعلان السياسي لعام 2006".فرصة فريدةوبينت الشومر أن "هذا الاجتماع العالي المستوى فرصة فريدة لنا لتجديد التزامنا ودعم جهودنا المستمرة التي تهدف الى محاربة مرض (الايدز) وتحقيق اهدافنا الرامية الى الوصول الى عالم خال من العدوى بالفيروس وخالية من الوفيات ذات الصلة به"، مشددة على ان الكويت "ملتزمة بمكافحة هذا الوباء ضمن التزامها بتحقيق الاهداف الانمائية للالفية الجديدة التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2015".وذكرت الشومر أنه "منذ اعلان اول حالة اصابة بهذا المرض في الكويت في عام 1984 قامت الحكومة الكويتية من خلال مرسوم وزاري في القطاعات العالية المستوى بوضع خطة استراتيجية وطنية تركز على التعليم والوقاية والعلاج"، مشيرة الى ان "دولة الكويت من الدول الرائدة التي تمتلك قانونا لمنع ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والذي يشمل الاطار القانوني لتنفيذ استراتيجية وطنية وضمان حقوق الناس الذين يعيشون مع الفيروس ويضمن لهم العمل والتعليم والعلاج وحماية خصوصية وسرية المعلومات الخاصة بهم ومكافحة الوصمة والتمييز التي تلاحقهم".وقال "ان دولة الكويت قامت خلال العقدين الاخيرين ومن منطلق ايمانها بضرورة مكافحة ومعالجة هذا المرض باستضافة اربعة مؤتمرات دولية خاصة به بالاضافة الى نشرها للعديد من البحوث والدراسات ذات الصلة.وذكرت ايضا ان القانون في الكويت يلزم الافراد المقبلين على الزواج بإجراء فحوصات طبية من ضمنها فحص مرض الايدز وذلك لضمان عدم انتقاله بين الاشخاص، لافتة الى ان نتائج هذه الفحوصات في النهاية لا تلزم الاطراف بالعدول عن الزواج في حال رغبوا في اتمامه، وقالت "نجحنا في منع انتقال عدوى الايدز من الام المصابة به الى اطفالها وذلك من خلال العلاج المبكر وحسن المتابعة".علاج بالمجانوفي ما يتعلق بتوافر الادوية والعلاجات لهذا الوباء في الكويت بينت الشومر "ان علاج هذا المرض متوافر في الكويت وان البروتوكول الملحق به يتوافق مع المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية كما انه متاح بالمجان لجميع المصابين بغض النظر عن جنسيتهم او جنسهم".ولفتت الى ان الكويت تتبرع طوعا وبشكل سنوي بـ 500 الف دولار للصندوق العالمي لمكافحة الامراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية والدرن والملاريا وتشارك بنشاط مع مختلف المنظمات الدولية والوكالات والبرامج المتعلقة بفيروس الايدز.وقالت ان الكويت قدمت الى برنامج الامم المتحدة المشترك المعني بفيروس الايدز في تقرير مارس 2010 اول حالة مصابه به في الكويت بالاضافة الى رؤيتها وخطة العمل المستقبلية التي وضعتها في هذا المجال لاستكمال وتنفيذ الخطة الاستراتيجية والسياسة التشغيلية، وذكرت في النهاية "اننا نتطلع الى تبادل خبراتنا ومعلوماتنا في هذا المجال مع الدول الاعضاء لتحقيق اهدافنا".وكان اجتماع الجمعية العامة بشأن فيروس نقص المناعة البشرية افتتح اعماله يوم الاربعاء الماضي بمشاركة ثلاثة آلاف شخصية من ضمنها 30 من رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين بالاضافة الى ممثلي المنظمات الدولية والمدنية وافراد يعيشون بهذا المرض لرسم مسار لمستقبل الاستجابة للايدز.قرارات جريئةمن جهتهم، اعرب المشاركون في الاجتماع عن بالغ القلق تجاه مرض (الايدز) الذي راح ضحيته 30 مليون شخص ويتم 16 مليون طفل منذ اكتشافه لاول مرة في العام 1981، ووعدوا بتنفيذ قرارات "جريئة وحاسمة" للقضاء على هذه المأساة الانسانية العالمية التي لم يسبق لها مثيل رغم ما تم احرازه من تقدم كبير في العقد الماضي في مجال مكافحته.وإذ قال نيابة عن المجموعة العربية بشار الجعفري من سورية "إنه ينبغي على الجمعية ان تأخذ القيم الدينية والثقافية للدول الاعضاء بعين الاعتبار"، اعربت الجمعية، عبر بيان، عن قلقها العميق ازاء عدم تمكن العديد من البلدان من تحقيق الاهداف المنصوص عليها في اعلانات 2001 و2006 حول هذا الموضوع، مشددة على الحاجة الملحة الى الزام هذه الدول بالالتزام والتنفيذ الكامل للاهداف، ووعدت باغتنام نقطة التحول هذه ومضاعفة الجهود لتحقيقها بحلول عام 2015 بالاضافة الى توفير سبل الوقاية من الاصابة بهذا المرض والعلاج والرعاية والدعم للجميع لتحقيق الاهداف الانمائية للالفية السادسة المتعلقة بوقف انتشار هذا الفيروس بحلول عام 2015، اضافة الى التزام الجمعية كذلك بخفض الانتقال الجنسي لفيروس نقص المناعة البشرية وكذلك بين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن وانتقاله من الام الى طفلها بالاضافة الى تقليل وفيات الامهات المصابات الى حد كبير.كما تلتزم الجمعية بخفض الوفيات الناجمة عن مرض السل لدى الاشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية بالاضافة الى توفير العقاقير المضادة للفيروس لـ 15 مليون شخص يعيشون مع المرض.وفي السياق ذاته، اعربت الجمعية عن التزامها بسد الفجوة في مصادر تمويل مكافحة مرض الايدز التي تبلغ 6 مليارات دولار سنويا بحلول عام 2015 من خلال زيادة الاستثمار الاستراتيجي والتمويل والوصول الى مستوى كبير من الانفاق العالمي السنوي له.وقدر برنامج الامم المتحدة المشترك التمويل المطلوب ما بين 22 و24 مليار دولار في البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل من خلال زيادة المصادر الوطنية والتمويل التقليدي بما في ذلك المساعدة الانمائية الرسمية.(كونا)
محليات
الكويت تؤكد للأمم المتحدة التزامها بمحاربة "الإيدز"
11-06-2011