لم تعد حالة تكيّس المبيض، التي تعتبر أحد الأمراض الأكثر شيوعاً لدى النساء والسبب الأبرز لزيارتهن الطبيب النسائي، تتطلّب الخضوع لجراحة لاستئصال المبيض، ولم تعد تشير إلى أن المرأة عاقر. اليوم، تطوّر الطب وبالإمكان معالجة هذه المشكلة الصحية بقليل من العلاج وكثير من المراقبة.

Ad

هل تشعرين بآلام مزمنة في منطقة أسفل البطن أو بأوجاع قوية لا تحتمل أثناء ممارسة العلاقة الجنسية؟ هل تشعرين بمغص في المعدة، وتعانين من نزيف في أيام غير أيام الدورة الشهرية؟ قد تدلّ هذه العوارض على وجود كيس على المبيض.

لكن من الممكن جداً ألا تظهر أي عوارض تدلّ على وجود هذا الكيس. بالتالي، تكتشفين بالصدفة وجود الكيس أثناء إجراء صورة الموجات ما فوق الصوتية التي يصفها الطبيب للنساء الحوامل غالباً أو اللواتي يعانين مشاكل في الإنجاب. في كل الأحوال، عند شعورك بالعوارض الآنفة الذكر لا تتردّدي في زيارة طبيبك النسائي الذي سيخضعك لفحص نسائي شامل ويجري لك صورة للتأكد من وجود أي كيس على المبيض وتحديد طبيعته.

يختلف العلاج المتبّع للتخلص من الأكياس الوظيفية، التي تعتبر النوع الأكثر شيوعاً بين النساء، عن العلاج المتّبع لمعالجة أكياس أخرى معروفة بالأكياس العضوية. فأكياس المبيض الوظيفية هي في الأساس بقايا من الجُريب الأنثوي الذي أفرغ محتواه بعد إفرازه مشيج أولي في منتصف الدورة الشهرية.

العلاج كفيل بمعالجة الأكياس قبل انقطاع الطمث

الأكياس الوظيفية شائعة على نحو كبير في مرحلة المراهقة والفترة التي تسبق سنّ اليأس، نتيجة التغيّرات الهرمونية الكبيرة التي يشهدها الجسم. تنتج كذلك هذه الأكياس من تغيرات يمرّ بها المبيض خلال علاجات العقم.

عندما يكون طول كيس المبيض أقل من 40 ملم وتكون صورة الموجات ما فوق الصوتية نظيفة، أي لا تدل على وجود أي أورام محتملة، يصف عادةً الطبيب النسائي للمرأة حبوباً تحتوي على الأستروجين والبروجيستيرون أو حبوب بروجيستيرون فحسب لمدّة ثلاثة أشهر. بعد انقضاء فترة الثلاثة الأشهر تلك، تُجرى صورة جديدة لتفحّص حالة مبيض المرأة، فيظهر غالباً أن الكيس اختفى.

يفضل الطب إجراء جراحات للنساء بعد انقطاع الطمث

في حال كان لدى المرأة كيس على المبيض يتجاوز طوله الأربعين ملم، أي كيس قد يتسبّب بتعقيدات صحية مثل النزيف أو أورام خبيثة، يفضّل الأطباء إخضاع المريضة إلى جراحة لاستئصاله.

تستغرق هذه الجراحة أقل من ساعة وتُجرى في تسع حالات من أصل كل عشر حالات بواسطة التنظير العام، جراحة آمنة لا تؤثر على قدرة المرأة الإنجابية. في حال اضطرّ الجرّاح إلى استئصال المبيض، سيستطيع المبيض الثاني الحلول مكانه والقيام بعمله.

في المقابل، عندما يلاحظ الطبيب انعدام أي نشاط في المبيضين، يتجّه في تشخيصه نحو الأكياس العضوية. بما أنه يمكن لهذا النوع من الأكياس أن يكون خبيثاً، يطلب الأطباء عادةً من المريضة إجراء صورة الرنين المغناطيسي وفحص طبي شامل. غالباً، يميل الأطباء إلى إخضاع المرأة التي دخلت فترة انقطاع الطمث وتعاني من كيس على مبيضها لجراحة. الهدف من ذلك كلّه الحؤول دون نمو الكيس وتحوّله إلى ورم سرطاني.

في هذه الحالة أيضاً، تُجرى الجراحات بواسطة التنظير الباطني ولا تتطلّب سوى إحداث ثلاثة شقوق صغيرة في منطقة السرّة، وهي شقوق أقل بكثير من تلك التي يقوم بها الأطباء في جراحات تتطلب شقّ البطن، ناهيك بأن نتائج هذه الجراحة أقل وطأة وتعقيداً من الجراحة التقليدية.

عوارض طارئة

تتطلّب استشارة طبية

هل يتطلب التواء كيس المبيض تدخلاً طبياً عاجلاً؟

على رغم أن هذه الحالة نادراً ما تحصل، يزيد وجود كيس على المبيض من الحمولة الملقاة على كاهله. من الممكن للمبيض حينها، من دون أن نعرف السبب، أن يلتوي على نفسه ويتسبّب بالتواء القناة، ما يحول دون وصول الدماء إلى كل من المبيض والقناة ويعرّضهما إلى الإصابة بالنخر.

ماذا يحصل في حال لم يتم التدخلّ الطبي في غضون 12 إلى 24 ساعة من وقوع الحادثة؟

في حال لم يقم الجرّاح بإيصال الدم إلى كل من المبيض والقناة، سيموت المبيض، وتشعر المرأة عندها بآلام في جانب واحد من منطقة أسفل البطن ترافقها حالات من التقيؤ والغثيان، واصفرار الوجه، وحالة صدمة قصيرة. تستدعي هذه العوارض استشارة طبية طارئة.

هل ثمة تعقيدات طبيَّة أخرى أكثر ندرةً تتعلّق بالكيس على المبيض؟

نعم، نذكر منها تمزّق الكيس أو إصابته بالتهاب أو بنزيف داخلي. تترجم هذه الحالات أيضاً بآلام وأوجاع قوية، وفي حالة إصابة الكيس بالالتهاب تعاني المرأة من ارتفاع حرارة الجسم.