بعد توقّف دام سنوات عدة، عاد المخرج علي رجب إلى السينما من خلال فيلم «ريكلام» بطولة كلّ من غادة عبد الرازق ورانيا يوسف، إلا أن الفيلم توقّف مراراً بسبب خلافات كثيرة بين أبطاله كما أشيع.عن صحّة هذه الخلافات والأسباب الحقيقية وراء توقُّف الفيلم كان اللقاء التالي مع رجب. لماذا ابتعدت هذه السنوات كلّها عن الإخراج السينمائي؟لأسباب عدة أهمّها مواقفي السابقة من وزير الإعلام السابق أنس الفقي الذي كنت أهاجمه في كل مناسبة، باعتباره إحدى كوارث النظام السابق، لذلك مُنعت فترة طويلة من العمل في أي شيء تابع للدولة، كذلك مُنعت من الظهور كضيف في البرامج التلفزيونية، يضاف الى ذلك الظروف الإنتاجية الصعبة التي تمر بها السينما في مصر، إذ قلّ عدد الأفلام المنتجة سنوياً بنسبة كبيرة، وعدم حماستي لبعض الأفلام التي عُرضت لأنها غير ملائمة لي.ما الذي جعلك تختار فيلم «ريكلام» للعودة من خلاله الى السينما؟قصّته مختلفة ومتميّزة، ولم تقدَّم في السينما المصرية سابقاً، كذلك يعطي مساحة للمخرج كي يبرز إمكاناته.لكن الفيلم توقّف مراراً، فما هي الأسباب؟الظروف السياسية والأمنية التي تمرّ بها البلاد، إذ ثمة مشاهد خارجية يجب أن تصوَّر في الشارع ولم نتمكّن من تصويرها حتى الآن بسبب الانفلات الأمني الذي كان منتشراً في الشوارع المصرية، وإن كنا قد قاربنا على الانتهاء من التصوير ولم يتبقَّ لنا إلا أسبوع واحد سننجزه بعد عيد الفطر.لكن تردّد أن السبب الحقيقي هو الخلافات الشديدة بين غادة عبدالرازق ورانيا يوسف أثناء تصوير الفيلم؟هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فأجواء التصوير تميّزت بالتفاهم والودّ بين جميع العاملين أمام الكاميرا أو خلفها، كذلك كانت رانيا وغادة متعاونتين جداً وهما تتمتّعان بروح جميلة في العمل.وماذا عن الملابس المثيرة التي تردّد أنهما يتنافسان عليها ما ساهم في إشعال الخلاف بينهما؟لا توجد ملابس مثيرة في الفيلم، وهذه كلّها محاولات من بعض الصحافيين لإحداث فرقعات إعلامية، خصوصاً ألا صحافي واحداً حضر تصوير «ريكلام» ليرى هذه الملابس، ولم تُنشر أي صور سواء من الفيلم أو من كواليس تصويره، وكل ما نشر كان من حفلة الافتتاح، فمن أين جاؤوا بهذه المعلومات؟ إضافة إلى أنني في جميع أفلامي لم أقدّم أي إثارة أو ابتذال أو حتى قبلة.هل يعني ذلك أنك مع ما يسمَّى بالـ«السينما النظيفة» وضد وجود القبلات في الأفلام؟لا ليس كذلك، فأنا أرفض تصنيف السينما نظيفة أو غير نظيفة، ولا أرى أي مانع في وجود القبلات إذا كانت لها ضرورة درامية، لكني لست مع وجودها لمجرد الإثارة كما يفعل البعض.ألم تقلق من العمل مع غادة عبد الرازق بعد إدراج اسمها في القوائم السوداء؟كلا. غادة فنانة كبيرة ولها جمهورها الذي لن يتخلّى عنها، وهذا واضح من خلال الإقبال الجماهيري على مسلسل «سمارة» الذي يُعرض راهناً، ثم إنني أرى أن فكرة المقاطعة فكرة متخلّفة، لأننا قمنا بثورة من أجل الحرية وليس من أجل القمع، فكيف نحاسب أي شخص سواء كان فناناً أو غير فنان على أرائه؟وما تعليقك على ما حدث مع طلعت زكريا؟الأمر يختلف هنا لأن طلعت زكريا أساء الى الثوار ووجّه إليهم عدداً من الاتهامات من دون أن يتأكّد منها، في حين أن غادة عبد الرازق جاهرت برأيها وقالت إنها تحب الرئيس السابق حسني مبارك من دون الإساءة الى أي شخص. أعتقد بأن حرية الرأي مكفولة في ظلّ الثورة التي تسعى الى التحرّر من الطغيان.ذكرت سابقاً أنك ضد النظام ولكنك تحبّ الرئيس حسني مبارك، أما زلت على رأيك؟بالتأكيد، لأن هذا الرجل على رغم كلّ سيئاته، يملك كثيراً من الحسنات التي لا يمكن أن ينساها منصف.وهل توافق على محاكمته؟بالتأكيد، يجب أن يأخذ القانون مجراه ويقول القضاء كلمته، فإن كان مبارك مخطئاً فليحاسب، على أن تكون المحاكمة عادلة بلا تشفّي أو انتقام.ما رأيك في ما حدث أخيراً في نقابة السينمائيين، وفوز مسعد فودة بمقعد النقيب في الانتخابات الأخيرة؟مشكلة نقابة السينمائيين الحقيقية هي وجود تعارض حقيقي بين مصالحها وتوجّهات اتحاد الإذاعة والتلفزيون، لأن النقابة لو مارست دورها في تحصيل الرسوم التي أقرّها القانون وهي «%2» عن أجور الأعضاء المقيدين فيها، لكان لزاماً على اتحاد الإذاعة والتلفزيون أن يدفع ما يتراوح بين 70 و80 مليون جنيه سنوياً، لذلك نرى دائماً في الانتخابات ظاهرة الأوتوبيسات المحمّلة من التلفزيون بمئات الموظفين المقيدين في جداول النقابة من دون وجه حق على رغم أنهم لم يمارسوا المهنة سواء في السينما أو التلفزيون، فهم مجرد أصوات انتخابية، لذلك نجح مسعد فودة في المرتين ضد علي بدرخان مع أن الأخير هو الأجدر بمقعد النقيب، وقد فرغت النقابة في السنوات الأخيرة من دورها، وأصبح السينمائيون يدفعون نسبة من أجورهم من دون أي استفادة من النقابة.هل توافق الرأي مَن ينادي باستقالة أعضاء مجلس النقابة التابعين لجبهة علي بدرخان؟لا، لأن هذه الجبهة أصبحت تشكّل الغالبية داخل المجلس، فهم سبعة من أصل 12 عضواً، أي أن القرارات جميعها ستكون بموافقتهم ولن يستطيع مسعد فودة إرغامهم على شيء.إذن لماذا تنادي بإنشاء رابطة للسينمائيين؟أرى أنه من الضروري إنشاء هذه الرابطة، كي تنقّي الجداول، وتعمل على تحقيق مصالح السينمائيين داخل النقابة.
توابل
المخرج علي رجب: خلافات ريكلام مجرّد شائعات
19-08-2011