بينما مصر منشغلة بـ «قضية العشق والدم» التي يقضي فيها رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى عقوبة بالسجن المؤبد لاتهامه بالتحريض على قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، يدور في لبنان صراع بين عبد الستار تميم والد سوزان وعادل معتوق زوجها المزعوم، على تقاسم ثروتها ومجوهراتها... تبقى سوزان، وسط هذه المعارك والتجاذبات «الضحية» الوحيدة، فكلما اشتعل الصراع حولها عادت الألسن لتتحدث عن سيرتها بمآسيها وأحزانها.

Ad

آخر المستجدات في قضية مقتل سوزان تميم أن المنتج عادل معتوق وزع بياناً، أخيراً، أعلن فيه أن القضاء اللبناني أصدر مذكرة توقيف غيابية بحق الشقيقين المصريين هشام وطارق طلعت مصطفى ومحسن السكّري، ذلك بموجب الدعوى التي رفعها معتوق على كلّ من والد سوزان عبد الستّار تميم والمدعو هشام طلعت مصطفى وطارق طلعت مصطفى ومحسن السكّري، بتهمة قتل زوجته وتسهيل وصول القاتل إليها، وهي الدعوى ذاتها التي رفعها معتوق في حينه... وقد حضر والد سوزان، المدعى عليه عبد الستار تميم، ولم يحضر كل من هشام طلعت وشقيقه طارق وشريكهما محسن السكري، وبعدما أصدر القضاء اللبناني مذكرات جلب بحق المدعى عليهم ولم يحضر سوى عبد الستار تميم، صدرت بحق الممتنعين عن الحضور مذكرات توقيف غيابية.

زوج شرعي

في البداية، اتهم عبد الستار تميم مجهولاً بارتكاب جريمة قتل ابنته، ثم ما لبث أن اتهم رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى وظل على موقفه حتى كان التنازل الشهير مقابل دفع هشام طلعت له مبلغ 15 مليون دولار تقاسمه ووالدتها ثريا ظريف وشقيقها خليل.

وسط هذه البلبلة والقيل والقال، وقف المنتج عادل معتوق بالمرصاد لعبد الستار تميم واتهمه بطريقة غير مباشرة بأنه وراء مقتل ابنته لأنه لم يحمها بما فيه الكفاية، ويصرّ لغاية اليوم على أنه الزوج الوحيد والشرعي لسوزان تميم على رغم كل ما قيل واشيع عن أن زواجه منها هو غير شرعي، ويستفيد من أي مناسبة إعلامية ليفتح النار على عائلة سوزان ووالدها خصوصاً، إذ اتهمه أخيراً بسوء الأمانة.

بدوره، لا يترك والد سوزان فرصة إلا ويؤكد فيها أن هدف عادل معتوق هو المال فقط، ربما تكون هذه وجهة نظر قد يؤخذ بها لأن عادل معتوق يدرك أن خصمه هو ملياردير ولم يفقده وجوده خلف القضبان ثروته، ربما فقد نفوذاً كونه كان أحد أعمدة «الحزب الوطني» المنحلّ عقب ثورة 25 يناير، لكن عائلة طلعت مصطفى، المعروفة بأنها إحدى أثرى العائلات في مدينة الإسكندرية، لم تفقد شعبيتها وما زالت تحافظ على نفوذها وسلطتها.

أما عادل معتوق، فأكد في أكثر من مناسبة أن سوزان تميم لم تترك ثروة، وهدفه كزوج شرعي ووحيد لها هو اقتصاص العدالة من قتلتها، خصوصاً أنه تحفّظ على الحكم الثاني المخفف من إعدام إلى أشغال شاقة الذي طاول المتهمين، ويدرك أن محاميّي هشام طلعت الذين يطلق عليهم لقب «فريق الأحلام» لن يتركوا موكلهم يفني شبابه وراء القضبان.

ثروة مفقودة

إذا كان عادل معتوق متأكداً من أن زوجته لم تترك ثروة فيعني ذلك أنه على علم بكل كبيرة وصغيرة في حياتها، مع أنه كان يجهل مكان وجودها عند مقتلها، وكان يعتقد أنها في لندن. يروي أحد الأشخاص أنه التقى عادل، صدفة، قبل أسبوع واحد من مقتل سوزان، وذلك في حفلة فنية أقيمت في المنتجع الذي يملكه معتوق، وعندما سأله عن مكان سوزان أجابه أنه لا يعرف عنها شيئاً. فإذا كان لا يعلم عنها شيئاً فكيف يؤكد أنها لا تملك ثروة تذكر، وأنه تيقّن من ذلك بعد تنازل عائلة تميم عن اتهام هشام طلعت في شبه صفقة؟ ربما علمت العائلة أن ابنتها لا تملك ثروة فعلاً، وما حصلت عليه من هذا التنازل هو ثروة سوزان الحقيقية.

لا يترك عادل معتوق فرصة إلا ويذكّر العائلة بأنها باعت ابنتها عن طريق هذه الصفقة، وأن سوزان تملك ثروة وستكون له حصة من الإرث شأنه شأن عائلتها حينما يثبت أنه زوج شرعي لها، وهذا ما لا يريده عبد الستار ويواجه عادل معتوق باستمرار بجملة واحدة: «لم يطلّق علي مزنر سوزان وعادل هو زوج غير شرعي». يُذكر أن علي مزنر هو الزوج الأول لسوزان.

ثمة سؤال يُطرح: أين مجوهرات سوزان تميم؟ لا ينكر أحد أن سوزان تملك مجوهرات لا يستهان بثمنها، يكفي تلك التي أغدقها عليها هشام طلعت، فهل هي موجودة في سويسرا حيث تردد أن سوزان تملك رصيداً في أحد مصارفها؟

لمن الغلبة؟

مشكلة الأفرقاء المعنيين أنهم يشددون على أن ما يهمهم هو معاقبة قتلة سوزان وأن المال آخر ما يفكرون به، فهل هذا القول صحيح؟ إذا كان صحيحاً لماذا يصرون على أن يكون القضاء المكان الوحيد الذي يلتقون فيه؟ يؤكد عبد الستار تميم أن ابنته لم تكن تريد عادل معتوق زوجاً لها، وهدفت المساومة الشهيرة التي حصلت بين هشام وعادل إلى تحرير سوزان من عادل إلا أنها لم تتم في اللحظات الأخيرة. إذاً هذا دليل على أن سوزان أرادت التخلص من عادل معتوق، من هنا يصرّ الوالد على التصدي له حتى آخر رمق.

في المقابل، يريد عادل إثبات أنه الوحيد الأمين على سوزان، حية كانت أم ميتة، بدليل أنه، على رغم رفضها له وهروبها منه سواء باتجاه هشام طلعت مصطفى أو غيره، فقد أقام لها عزاء في لبنان وسافر إلى دبي بعد وقوع الجريمة ووصلها بالتزامن مع وصول والدها عبد الستار تميم الذي استلم جثتها، واتخذ صفة الادعاء الشخصي على قاتلها قبل أن تعرف هويته.

هكذا تستمر المعركة بين الرجلين حتى آخر سلاح، فلمن تكون الغلبة في النهاية؟ وحدها المحكمة قادرة على إعطاء كلمة الفصل في هذا الصراع المفتوح على الاحتمالات كافة.