غيَّب الموتُ أمس عضو مجلس الشعب المصري السابق وآخر رؤساء الحزب الوطني "المنحل" المحامي طلعت السادات، والرئيس الحالي لحزب "مصر القومي"، عن عمرٍ يناهز 64 عاماً، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، فشلت جهود الأطباء في إنقاذ حياته، بينما كان يعتزم المشاركة في ندوة انتخابية في حي الخليفة في القاهرة اليوم.

شغل طلعت، ابن شقيق الرئيس المصري الراحل أنور السادات، منصب رئيس الحزب "الوطني" خلال الأيام الأخيرة عقب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك 11 فبراير الماضي، قبل أن تصدر محكمة مصرية حكماً قضائياً بحله، فأسَّس حزب "مصر القومي" وكان مرشحاً محتملاً لخوض انتخابات الرئاسة.

Ad

مثَّل طلعت واحداً من أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل، فقد سُجن أواخر عام 2006 بتهمة إهانة الجيش المصري، إثر تشكيكه في نزاهة تأمين القوات المسلحة لحماية عمه وقت اغتياله على أيدي قيادي في "الجماعة الإسلامية" عبود الزمر خلال احتفال القوات المسلحة بانتصار 6 أكتوبر عام 1981، مؤكداً أن المؤسسة العسكرية لم تُجر تحقيقات جادة في حادث المنصة الشهير.

وبينما مثل طلعت صوتاً معارضاً للرئيس مبارك، صار من أكثر المدافعين عن فلول "الوطني"، حيث تصدى لإحياء الحزب "المنحل"، ولم يتمتع برئاسته سوى عدة أيام، قبل صدور قرار بحله، ليؤسس حزب "مصر القومي" الذي يعد أكبر الأحزاب الجديدة، التي تضم نسبة كبيرة من الفلول ويصبح رئيسه.

جلس السادات على مقعد البرلمان لدورات عدة كعضو مُستقل، ولفت إليه الأنظار بعد رفعه حذاء في وجه أمين تنظيم الحزب الحاكم سابقاً والمحبوس حالياً أحمد عز عام 2006، في واقعة لم يشهد البرلمان المصري مثيلاً لها، بعد مشاجرة اتهم خلالها عز بالتربح من أراضي الدولة، والتلاعب لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، وهي الواقعة الذي ظل يتفاخر بها باستمرار بعد الثورة، خصوصاً في ظل النفوذ القوي الذي كان يتمتع به عز في هذا الوقت.

واتهم طلعت السادات في آخر لقاءاته الجماهيرية قبل أيام، جماعة "الإخوان المسلمين" بالسعي إلى تخريب مصر، عبر تحويلها إلى أفغانستان جديدة، مؤكداً أن مصر بحاجة إلى رئيس يكون مثل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ليحافظ على مصالح البلاد.