قبل أن تنضمّ هيلين ميرين إلى زميلها بريت راسل براند لإطلاق نسخة جديدة عن الشراكة التي لا تُنسى بين رئيس الخدم المضحك الذي أدى دوره جون غيلغاد والثري دادلي مور في فيلم Arthur من إنتاج عام 1981، ظهر الاثنان في الفيلم المقتبس عن رواية «العاصفة» (The Tempest) لشكسبير، في السنة الماضية، ولكنه لم يلقَ رواجاً كبيراً. الـ USA Today كتبت عنهما. كانت هي نجمة الفيلم. أما هو، فلم يكن كذلك. يقول براند، 35 عاماً، بطل نسخة الفيلم الكوميدي الجديدArthur ، إن الفيلم كلّه كان يتمحور حول مهارة هيلين المشكوك فيها، ويضيف: «أما أنا فظهرتُ في لقطات خاطفة من الفيلم. كنت مجرّد عابر سبيل. ظهرتُ في مشهد واحد كانت هيلين تلقي فيه خطاباً، وكان عليّ أن أقف هناك وأتفاعل مع ما تقوله. حاولت تضخيم ردود فعلي لأجذب الانتباه في المشهد، لكن لم ينجح الأمر مطلقاً».حازت ميرين، 65 عاماً، جوائز كثيرة لأداء دور الملكة في فيلم Elizabeth، أما هو فرجل جامح كان يتمتع بسمعة سيئة قبل أن يتحوّل إلى كوميدي وصاحب دعابات من جهة أخرى، فكيف تخطيا الاختلافات الهائلة في شخصيّتيهما لتقديم نسخة مستحدثة غريبة عن عمل يعود إلى حقبة رايغن؟يتولى براند أيضاً دور المنتج المنفّذ في «آرثر»، وكانت ميرين الممثلة المعاصرة الوحيدة التي استطاع التفكير بها لتكون مساوية في الأداء لغيلغاد. بعد اجتماع دام ساعتين، نجح خلاله براند بإلقاء سحره على ميرين، وأُبرم الاتفاق في المبدأ.تتذكر ميرين ما حصل قائلة: «لقد شردتُ عن هذا العالم لوهلة وحلّقتُ فوق الغيوم، فقلتُ في نفسي: «يا إلهي، كم هو مدهش!». لقد رغبتُ في المشاركة في هذا الفيلم من كل قلبي».مع ذلك، كانت لكلّ منهما مخاوفه الخاصة بشأن العمل مع الآخر.ظهر براند في مجموعة صغيرة من الأفلام، واشتهر بدور مغني روك فاسد في فيلمَي Forgetting Sarah Marshall في عام 2008، وGet Him to the Greek في عام 2010، لذا قال: «لقد شعرتُ بالذعر بسبب مسيرة ميرين المهنية الغنية وسمعتها الرائعة».في المقابل، تقول ميرين: «شعرتُ برعب كبير. يكفي أن ننظر إلى راسل: الساقان، الجسم، الشعر، والعينان اللتان تحدّقان بك بنظرة تبيّت نوايا سيئة، ما يشكّل فجوة في روحك... إنها مواصفات مرعبة بالنسبة إلى امرأة تقليدية مثلي».إذا ما أخذنا بالاعتبار أن هذه المرأة لا تزال، على رغم تقدّمها في السن، (هذا ما تثبته صورة التُقطت لها في عام 2008)، ولديها وشم على شكل نجمة على إبهام يدها اليسرى، فيمكن القول إنها تحتجّ على الأمور أكثر من اللزوم.أخذت ميرين على عاتقها مهمة كسر الجليد بينهما في مرحلة مبكرة: «لقد قلتَ لي: «توقفي عن احترامي!»» في حال لم يتنبّه الى ذلك، صفعته على ذراعه لرفع الكلفة بينهما.يؤكد الإثنان أنهما مجرّد صديقين. ولا ننسى أن كلاً منهما ينعم بزواج سعيد: فهي متزوجة من المخرج تايلور هاكفورد (من أفلامهRay ) منذ عام 1997، وهو متزوج من مغنية البوب الناجحة كايتي بيري (إحدى أشهر أغانيها: I Kissed a Girl) منذ شهر أكتوبر.في هذا الإطار، تقول ميرين: «نعم، تجمعنا صداقة، ولكننا صديقان غريبان. صداقتنا علاقة من نوع آخر. لا يعني ذلك أنني وراسل نتجول معاً طوال الوقت. لا يحصل ذلك. فأنا لم أزره في منزله ولا هو زارني في منزلي. ولم نخرج يوماً في موعد مزدوج، ولا خرجنا يوماً لتناول العشاء معاً».بحسب قول براند الذي أقلع عن المخدرات والكحول منذ تسع سنوات تقريباً، «إنها صداقة سطحية للغاية».حرص هذان الصديقان أيضاً على تجنّب التلميح إلى أن المربية هوبسون تكنّ أي أحاسيس أخرى، عدا عن مشاعر الأمومة، تجاه الشاب الثري.يقول المخرج جايسون واينر، الذي أخرج وأنتج الموسم الأول من المسلسل الكوميدي الناجح Modern Family الذي عُرض على قناة «آي. بي. سي»: «شخصية هيلين عبارة عن أم بديلة لآرثر في الفيلم. كانت تعي ضرورة التخلّص من مواصفاتها الجذابة كامرأة».هل هذه المزحة هدفها التغزّل بها؟ طبعاً! لكنه مزاح إيجابي. يضيف واينر: «لا أعرف إذا كان راسل يمازحني، لكنه يعترف بأنه منجذب فعلاً الى ميرين. بكل صراحة، هما معجبان ببعضهما البعض، وكانت مهمّتي كمخرج تقضي بترجمة ذلك الإعجاب على الشاشة».فضلاً عن ذلك، شخصية آرثر التي يجسّدها براند عبارة عن شخص مدلل أكثر من شخصية مور السكّير، وتدور الأحداث هنا في موقع مختلف مليء بالألعاب والأغراض. وبدل التجوّل في سيارة رولز رويس، اختار براند سيارة باتمان. إنها السيارة نفسها التي استُعملت في أفلام «باتمان».لاستكمال الأجواء الخيالية التي ترافق عادةً الأبطال الخارقين، ارتدى براند أيضاً بذلة باتمان الشهيرة التي لبسها جورج كلوني في فيلمه، عام 1997، مع الأكسسوارات التي ترافقها.عندها سألته ميرين: «هل طُبع اسمه عليها؟». فأجاب براند: «لا، لكنّ رائحته فيها، وأظن أن هذا الأمر ساهم في تحسين أدائي».على رغم جو المزاح الذي يسود بينهما، من الواضح أن الفيلم يحمل معنى مهماً بالنسبة إليهما معاً. يعترف براند بأن ممثلة غريبة منتمية إلى الطبقة العاملة (غريتا غيرويغ المعروفة في أفلام الميزانية المنخفضة) هي التي ألهمته كي يتقن أساليبه التمثيلية: «السبب الذي جعلني أتقمّص شخصية آرثر لهذه الدرجة هو كونه رجلاً تغيرت حياته حين وقع في الحب. خضت هذه التجربة بنفسي. وقعت في حب امراة، وتزوجت، وتغيرت حياتي، وأنا سعيد بمسار الأمور. أنا أكثر سعادة اليوم عندما أقدم جوائز الأوسكار إلى جانب السيدة هيلين ميرين بدل أن أشتري المخدرات في شرق لندن».بدل التصرّف مثل الرجل الفاسد والمشاغب الذي أمضى اليوم الذي تبع اعتداءات 11 سبتمبر وهو يقدّم مشاهد ساخرة في برنامج على قناة «أم. تي. في» ويرتدي زي أسامة بن لادن، يفضّل براند الآن استغلال ماضيه كرجل سيئ في أدوار سينمائية. حتى شخصيّته في فيلم الرسوم المتحركة «هوب» (Hop) بدور أرنب الفصح فيها نفحة من التمرّد.بالنسبة إلى ميرين، من المتوقّع أن تفاجئ معجبيها في هذه المرحلة المتقدّمة من مسيرتها المهنية. فهي أدت دورها الراقي على أكمل وجه في شخصية السيدة تولستوي المعذبة في فيلم The Last Station، عام 2009، (وبفضل هذا الدور ترشّحت لجائزة الأوسكار للمرة الرابعة). لكنها أمضت السنة الماضية وهي تجسّد دور امرأة تدير بيت دعارة في فيلم Love Ranch، ودور قاتلة في فيلم Red. وها هي تشارك الآن في أول فيلم يمكن اعتباره كوميدياً في مسيرتها الطويلة، مع أن فيلمَي Calendar Girls، في عام 2003، وRaising Helen في عام 2004، كانا قريبين بعض الشيء من النوع الكوميدي.بعد نيلها لقب أفضل ممثلة عن دورها في فيلم The Queen، عام 2006، حصلت على حرية توسيع خياراتها، بحسب قولها. تضيف قائلة: «صحيح أن عالم الصناعة السينمائية الأميركية كان يعرفني، لكن أظنّ أن حفلة جوائز الأوسكار جعلته ينظر إليّ بطريقة مختلفة. كان جيري بروكهايمر أول من أخذ المبادرة، في إشارة إلى منتج أحد أجزاء فيلم National Treasure في عام 2007. بدأ الناس يفهمون أنني لا أمانع الظهور بصورة الحمقاء».لا تخشى ميرين التغيير لدرجة أنها وافقت على المشاركة في حلقة من برنامج Saturday Night Live أخيراً. بدوره، لم يمانع غيلغاد أداء دور الأضحوكة. إذ تجرّآ معاً على الظهور في الفيلم المبتذل «كاليغولا» (Caligula) الذي يعج بالعنف والذوق السيئ، في عام 1979.تعليقاً على ذلك، تقول ميرين: «قررتُ أن يكون جون غيلغاد ملاكي الحارس بطريقة ما. هو أشبه بظلي». هما لا يتشاركان شخصية هوبسون فحسب، بل أديا دور «بروسبيرو» (وفي حالتها «بروسبيرا») في «العاصفة». كذلك، كان الممثل المسرحي والسينمائي المرموق غيلغاد، الذي توفي في عام 2000 عن عمر يناهز الـ96 عاماً بعدما فاز بجائزة أوسكار عن دوره المساعد في «آرثر»، مصدر إلهام بالنسبة إلى ميرين حين بدأت مسيرتها المهنية في عمر العشرين.تضيف ميرين: «كان محترماً جداً وبلغ أقصى درجات الرقيّ. لكن من بين جميع الممثلين في ذلك الجيل، من أمثال رالف ريتشاردسون ولورانس أوليفييه وبول سكوفيلد، كان الوحيد الذي مثّل أفلاماً مثل «آرثر» و{كاليغولا». لقد تحلى بالشجاعة الكافية لأداء تلك الأدوار غير المتوقّعة. أردتُ أن أكون ممثلة جدية، لكنني رغبتُ أيضاً في التحلّي بالشجاعة للقيام بأمور لا يتوقّعها أحد مني».تشمل تلك الأمور الارتجال خلال تصوير «آرثر»، وهي موهبة لم تكن تملكها بحسب قولها. في هذا الإطار يقول براند إنّ ميرين تستطيع الارتجال، بل تبرع في ذلك، لا سيما حين استرسلت في قراءة مقتطفات للشخصيات المفضّلة في قصة «آرثر» بصوتٍ عال.ويختم قائلاً: «جسّدت طريقتها في الارتجال نسخة حماسية من قصة «الضفدع والعلجوم» (Frog and Toad)، وتصرّفت بطريقة مشينة تفوق الوصف، لدرجة أنّ المشهد لم يكن مناسباً للأطفال ولا الراشدين، ولا حتى أسوأ أنواع المنحرفين».
توابل
هيلين ميرين وبريت براند... ثنائيّ انتصر على فارق السن
05-06-2011