نواف التركي شاعر يحلم بالمدينة الأفلاطونية. تمسك بمقولة "المدرسة الحفراوية" نسبة الى مدينة الحفر لأنها كما يقول: البساطة العميقة والعمق البسيط،

ويرى انها امتداد لـ"مدرسة الجهراء".

Ad

• الجهراء – حفر الباطن – الجبيل محطات في حياة نواف التركي... فكيف هو أثرها على نصوصك؟

- لكل منطقة تأثيرها ونمط حياتها الذي لا يمرّ مرور الكرام على الشاعر, ما بين طفولة ومرحلة مراهقة ثمّ نضج، الأماكن- الشخصيات- الأصدقاء... كل هذه الأشياء تترك أثرها في تشكيل هوية الشاعر.

• كيف أصبح الشعر مناطقياً؟ أوَلم يُزلْ العالم الافتراضي هذه الخطوط الجغرافية؟

- هذه الخطوط لا تزال، مهما اقترب بعضنا من بعض، فهي تراكمات تاريخية ونفسيّة وثقافية، وبرأيي فإن تجاوزها خطأ كبير، يجب أنّ يكون الشاعر سفير بيئته، ينطلق من أسس ثابتة نفسياً، ومن موروث عميق يساهم في تشكيله.

• تمسكك بمقولة "المدرسة الحفراوية " نابع من يقين... فما منهج هذه المدرسة؟

- بساطة المفردة وعدم التكلّف، تحديث الجملة الشعرية وعدم الإغراق في الرمزية، هي البساطة العميقة، أو العمق البسيط ولك أن تختار.

• الشعراء من الجهراء إلى عرعر يدورون في نفس الفلك... فما السر وما العوامل المؤثرة في ثقافتهم؟

- ربما لأنّهم تاريخياً يدورون في فلك واحد ومناطقياً كذلك، شعراؤهم ينطلقون من مدرسة واحدة مع اختلافهم البسيط في خصوصية كلّ منطقة، وهو اختلاف تستطيع تمييزه وتمييز شعراء كل منطقة على حدة.

• ما مدى تأثر الشعر بالحراك السياسي الجاري في المنطقة؟

- لو عدت إلى ما سبق هذا الحراك لوجدت نماذج لشعراء جنّدوا أنفسهم لقضايا مجتمعهم وبصوت واضح لا يشوبه الضعف أو الخوف، إسقاطات الشعراء ليست بمنأى عن السياسة إن لم تكن في عمقها.

• المجتمعات الخليجية لم تتقبل شعر التفعيلة إلا قلة قليلة، بينما نراه مزدهراً في المجتمعات العربية الأخرى فما سبب عدم التقبل؟

- المجتمعات الخليجية تمتلك موروثا عظيما من القصائد العمودية، من الصعب تجاوز كلّ هذا التاريخ والقبول بالتجديد ببساطة، وبرأيي فإن التفعيلة في الخليج تمتلك القبول الجميل وتسير جنباً إلى جنب مع الشعر العمودي، وهي موازنة نفسيّة صعبة.

• ما حكاية عمران في تلك القصيدة؟ ولماذا اندثر هذا الغرض الشعري؟

- حكاية عمران هي حكاية مواطن بسيط يحلم بالمدينة الأفلاطونية، ربما رغبة في استقرار الحالة السياسية، وربما خوفاً من المغامرة نحو المجهول في مجتمع قيوده كثيرة جداً.

• الشعراء يمثلون "ردة فعل" الحراك في محيطهم... فهل ممكن أن يكون الشعراء "فعلاً" يحرك محيطهم؟

- الشاعر ردّة فعل ربما، لكن لو بحثت لوجدت أنّ الشعراء فعل محرّك في أكثر القضايا، هم يعكسون مجتمعاتهم وغالباً مجتمعاتنا ردّة فعل، فلا تعتقد أنّ الشاعر يملك سماء ثامنة، فالسماوات سبع فقط.