لا أعرف إن كان يختلف أو يتفق معي آخرون، ولكني على يقين أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يعدو عن كونه شخصا مسلوب الإراده سجينا داخل القصر الجمهوري في الربوة، لا يملك أي سلطة لوقف قطار الموتالذي يجوب محطات المحافظات السورية، فهو لا يكاد يتحكم بما يأكل! فالأمور في سورية تدار من قبل مجموعة أقرب ما يمكن أن توصف به "عصابة"، وبشار ما هو إلا واجهة إعلامية لا يعرف ماذا يدور من حوله، فبعد موت حافظ الأسد والموت المفاجئ لباسل الأسد من قبله الذي كان يُعد لخلافة أبيه، دخلت هذه المجموعة في تساؤلات بشأن من يحل محل الرئيس؟فقد كانوا أمام خيارين: إما الشخصية الملهمة القوية، وإما خيال المآتة الذي يتحكمون به، ولم تجد العصابة الحاكمة شخصية توافقية في ما بينهم لكي تحكم سورية، فلا يثقون ببعضهم بعضا، لذلك أتوا بصاحب الضحكة الغبية عديم الكاريزما القيادية من لندن، ليصبح خيالاً للمآتة بعد موت باسل ومرض أبيه بالسرطان.جاءت تلك الخطوة لتهيئته لخلافة حافظ الأسد وأعادوا "تفصيل" الدستور على مقاسه، تلك المسألة هي التي تعقد الأمور في سورية وتزيدها سوءاً، فتلك العصابة صاحبة القرار الفعلي لا رادع لها، وهي لا تظهر في الصورة الراهنة، فمن سيسحل في شوارع دمشق في النهاية إن عاجلاً أم آجلاً، هو بشار الأسد، وإذا كان محظوظاً وقام بعمل خير في حياته فستكون نهايته مشنوقاً مثل رفيقه البعثي صدام حسين. هذا في أحسن الأحوال، فهو ينطبق عليه المثل الكويتي "ممساحة زفر"، فتلك العصابة تقتل، وهو الذي سيتم محاسبته!من المميزات الأقرب إلى الخيال والتي يتمتع بها أفراد تلك المجموعة وأتباعها أن لديهم حصانة ذهبية من أي ملاحقة قانونية، فمن الممكن لفرد ينتمي إلى العصابة برتبة جندي، وهو يتناول غداءه في أحد المطاعم، ويصادف وجوده وجود وزير في الحكومة السورية وتحصل مشادة بسيطة بينهما، فلا يتورع "جندي" العصابة عن إطلاق النار على "الوزير" في وضح النهار، ويبصق على جثته أمام الحضور، ويذهب إلى التهام بقية وجبته باستمتاع بدون أي خوف من أجهزه الأمن، فقط لأنه من الاستخبارات العسكرية معقل العصابة، تلك إحدى المميزات ناهيك عن النفوذ في القطاع المالي والتجاري المقصور فقط على أفراد تلك المجموعة.نتمنى، وليس كل ما نتمناه يحدث، أن يعي هذا الرئيس البعثي طبيب العيون أنه خيال للمآتة، وأن مستشاريه وكامل رفاقة بالحزب سيشاهدونه في التلفزيون وهو يعدم، بينما هم قابعون باسترخاء في أجمل منتجعات أوروبا.
مقالات
صاحب الضحكة الغبية
10-03-2012