أصدر الطبعة الثانية من كتابه «موسوعة اللهجة الكويتية»

أكد الباحث خالد الرشيد أن دخول المفردات ذات الأصول غير العربية على اللهجة الكويتية، ما هو إلا موجة من التغيير بدافع الحاجة الآنية.

Ad

في مستهل المحاضرة التي ألقاها الباحث في اللهجة الكويتية خالد الرشيد "اسرار الموسوعة الكويتية"، تحدث الباحث في التراث الكويتي صالح المسباح عن الفرق بين ما كتبه الكتاب المحليون في اللهجة وبين ما كتبه الرشيد، وعن سبب الإقبال الجماهيري لاقتناء موسوعته، مشيداً بالتميز الذي لمسه، خلال قراءته للموسوعة وبالجهود التي بذلها الكاتب خلال رحلته الشاقة الممتدة لما يقارب العشر أعوام، سعياً منه في اقتناء مجموعة من المراجع لدراستها وتحليلها ومن ثم وسردها، إضافة إلى المقابلات التي أجراها الباحث مع عدد من الرواد، أمثال الفنان أيوب حسين والباحث الفلكي صالح العجيري والعم مرزوق الشملان للتزود بالمعلومات القيمة والمهمة والتي بدورها أثرت الموسوعة بحسب ما جاء به المسباح، إضافة إلى محاولات الكاتب في تقصي عدد من أهالي المناطق لمده بالمعلومات كسكان الفنطاس وجبله وشرق وفيلكا، معللاً بأنه السبب الرئيسي في تميز الموسوعة وانتشارها.

تاريخ العربية

بدأ بعدها الباحث خالد الرشيد بسرد تجربته في تتبع تاريخ اللغة العربية، بدايةً من القرآن الكريم ووصولاً إلى اللهجات المختلفة، مؤكداً بدوره بأن لكل دولة لهجة بحسب احتياجها، بمعنى أن هناك كثرا يجدون صعوبة في لفظ بعض الأحرف الأبجدية، مستشهداً بحرفي القاف والطاء كمثال، لتصبح جيم مثلا، وهذا ما يحدده نشاط الشخص بحسب ما جاء به الرشيد، وأشهرهم أهل القاهرة الذين لا ينطقون حرف الجيم إلا بمفردتين جهان وجورج.

وأشار إلى ان الكويتيين، الذي صنفهم الباحث ضمن النماذج النشيطة، لأن باستطاعتهم نطق ثلاثين حرفا، بعكس الجنسيات الأخرى التي لا تنطق الحرف بل تقلب الحروف كون تلك الحرف بالنسبة لهم ميتة، كأهل القاهرة سالفي الذكر.

أقسام اللهجة

وتابع الباحث في اللهجة الكويتية خالد الرشيد داعياً بدوره إلى عدم الضيق من دخول بعض المفردات ذات الأصول غير العربية على اللهجة الكويتية وإن انتشرت بين الناس بدرجة كبيرة، معتبرا هذا الأمر موجة من التغيير بدافع الحاجة الآنية لاستخدام هذه المفردات وأن هذه الموجة ستنحسر تلقائيا بانتفاء الغرض من استخدام هذه المفردات مشددا على أن اللغة العربية هي لغة القرآن لذلك فهي محفوظة دائما وكذلك اللهجة المحلية.

واستطرد الرشيد موضحاً أقسام اللهجة المحلية والتي تنقسم بدورها إلى ثلاثة أقسام هي (المولدة بتشديد الواو والمؤصلة والدخيلة)، مشيرا إلى أن دخول المفردات الأجنبية من اللغات الأخرى سواء الهندية أو الفارسية أو التركية وغيرها أمر ليس بالجديد وأن ما يحدث الآن من إضافة بعض المفردات أو المصطلحات التكنولوجية وحتى أسماء الوجبات الغذائية الأجنبية ما هو إلا امتداد لما كان يحدث بالماضي وضرورة يفرضها الاستعمال اليومي لهذه الأشياء.

مفردات اللهجة

وأوضح الرشيد أنه ذكر في كتابه (موسوعة اللهجة الكويتية) أن هناك خمس لهجات في الكويت هي لهجة أهل جبلة وشرق وفيلكا ولهجة قروية الفنطاس وقروية الجهراء، وذلك حتى تاريخ الأول من أغسطس 2011، مؤكداً أن الطبعة الثالثة من الموسوعة ستتضمن اللهجة السادسة المستحدثة وهي لهجة الوافدين العرب بسبب كثافتهم السكانية الكبيرة وتداخلهم اليومي مع المواطنين.

ولفت إلى أن اللهجة في الغالب ما تشكل حدودا نطقية للبلد لا تقل أهمية عن الحدود الجغرافية والسياسية الموثقة دوليا، معتبرا أن المسافر قديما يعرف أنه حل في الكويت بمجرد حديثه مع أي كويتي وتعرفه على مفردات اللهجة التي تختلف عن دول الجوار في الشمال والجنوب.

وأورد الباحث بعض الأشعار التراثية ذات المغزى الرائع لغويا وبيئيا وإن كان لم يستدل على اسم الشاعر بسبب قلة المراجع والباحثين في اللهجة وذلك بعكس الباحثين في أصول اللغة ومن هذه الأشعار.

ومنها (غزالة بزالة تحقرص تمقرص ضب ضباب الليل بلغتين در)

وأوضح أن هذا الشعر الذي يمثل التراث الكويتي فقط ولا يذكر في دول الجوار يرمز إلى حرارة الشمس التي تشقق الجلد وتشعر المرء بأن هناك حشرة تقرصه وتتغلغل في جسده، داعياً بأن يأتي الليل ليقضي على حرارة الشمس وأن يهطل المطر مدرارا لنفس السبب.