عايدة الأيوبي فنانة شاملة، فهي تكتب كلمات أغانيها وتضع الألحان لها وتعزف على العود، غابت 12 عاماً عن الساحة الفنية وعادت بقوة مع بداية ثورة 25 يناير، فنزلت إلى ميدان التحرير وافترشت أرضه وقاومت مع الثوار وأصدرت أغنية «بحبك يا بلدي». مع بداية الموجة الثانية للثورة قدمت مع «فريق كاريوكي» أغنية «يا الميدان» التي حققت نجاحاً. عن تجربتها الفنية ومدى ارتباطها بالثورة كانت الدردشة التالية معها.ما الذي حمسك للعودة إلى الفن في هذه الظروف بالذات؟شعرت بمسؤولية تجاه ما يحدث، لذا رغبت في المشاركة بكل ما أملك من إمكانات، والتعبير عما يخالجني ويخالج الشعب المصري بالطريقة التي أجيدها وهي الفن، هكذا ولدت أغنية «بحبك يا بلدي».لا يمكن أن أفصل نفسي عن محيطي، وساهمت ولو بقدر بسيط، في نقل المشاعر التي سيطرت على وجدان المصريين في تلك الفترة، بالطريقة التي أجيدها، إيماناً مني بأن الفنان يعكس ما يدور حوله دائماً.هل حفزتك أحداث الموجة الثانية للثورة على تقديم أغنية «يا الميدان» مع «فريق كاريوكي»؟الأغنية كانت شبه جاهزة عندما عرض عليّ «فريق كاريوكي» المشاركة في غنائها، وأعتقد أن التحضير لها سبق الأحداث بأشهر، لكن توقيت صدورها جاء مناسباً، فقد عبرت عن الثورة بشكل كبير، وأعتقد أنها دخلت القلوب وبثت حالة من الشجن والاشتياق إلى الميدان.هل المقصود بالميدان ميدان التحرير؟ليس ميدان التحرير فحسب، بل ميادين التحرير في مصر كلها. المقصود هنا هو الرمز، لذلك جاء التعبيربـ«يا الميدان»، ويتضمن الكليب نفسه رموزاً أخرى لم تختلف سواء كان المتظاهرون في ميدان التحرير أو أي ميدان آخر داخل القاهرة أو خارجها، من بينها: القنابل المسيلة للدموع، دروع الأمن المركزي، ملابس المتظاهرين التي تحمل آثار الطلقات المطاطية والدماء... عموماً، تعتمد الأغنية على الرمزية سواء على مستوى الكلمات أو التصوير.هل هي مصادفة أن تعرض الأغنية بعد تجدد الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ميدان التحرير؟لا تتعلق المسألة بالمصادفة بل بالتوقيت، لدي مجموعة من الأغاني الجاهزة، لكنها لن تكون مناسبة وقد تحدث أثراً عكسياً، على رغم جودتها، لو طرحت في توقيت خاطئ، لذلك قدمت في 2011 أغاني وطنية تنبض بحبي لمصر ولأبناء بلدي.ألم تتخوفي من التعاون مع فريق غنائي جديد على الساحة الفنية؟عندما عرض عليّ «فريق كاريوكي» مشاركته الغناء، ترددت وبدت الفكرة بعيدة وتحفظت على الاستمرار فيها، لكن بعدما استمعت إلى كلمات الأغنية تغيرت وجهة نظري، وحصل توافق في الأفكار وفي أسلوب الغناء، فقررت التعاون معه، خصوصاً أن الأغنية لم تكن تجارية، ومع أولى الجلسات التحضيرية التي عقدناها تبدد كل تردد عندي.ألم يحدث أي اختلاف في وجهات النظر، أو ملاحظات على الأغنية؟كانت لي ملاحظات بسيطة، لكن في المجمل لم يكن ثمة اعتراض على أي تفصيل، على العكس منذ بداية البروفات أثرت كلمات الأغنية في نفسي.هل كانت هذه الكلمات بالذات سبباً مباشراً في نجاحها؟بالطبع، بالإضافة إلى النية الصادقة التي رافقت تنفيذ الأغنية، لذا حققت نسبة مشاهدة عالية وتمّ تداولها على صفحات الإنترنت.ما جديدك بعد هاتين الأغنيتين؟أحضّر لألبوم جديد يضمّ أغاني وطنية سبق أن قدمتها خلال 2011، بالإضافة إلى ألبوم ديني أحضّر له راهناً في عنوان «توسل ورجاء بجاه سيد الأنبياء».هل ستحصرين نفسك في هذين اللونين فحسب؟لن أحصر نفسي في لون معين وسأغني ما يتناسب معي وأقتنع به، وهذه السياسة أتبعها منذ بدأت الغناء ولن أغيرها في حال من الأحوال، لكن مع الميل إلى تقديم أغانٍ اجتماعية ووطنية، بالاضافة إلى الجانب الديني ومن الممكن أن أقدم أغاني للأطفال أيضاً.ما الأغنية التي أطلقتك في عالم الغناء؟«على بالي» (1991)، تتضمن رسالة تدعو المصريين إلى نبذ فكرة الغربة، فكانت جواز مروري إلى الجمهور الذي تأثر بها. بعد عامين أصدرت ألبومي «من زمان» الذي حقق نجاحاً، ثم ألبومي «رفيق عمري»...
توابل
عايدة الأيوبي: يا الميدان أغنية لكل ميادين التحرير في مصر
20-12-2011