يملك قدرات تمثيلية عالية، ويهوى تجسيد الشخصيات المركبة، ورغم ذلك لا يهتم بالفوز بالبطولة المطلقة، بل بكيفية جعل دوره الصغير بطولة. كذلك يسعى إلى تحقيق التنوّع في أعماله باستمرار. إنه الممثل باسم سمرة الذي أعيد اكتشافه في رمضان الماضي فقدَّم شخصية فتحي الريان، الزوج الضعيف أمام زوجته.عن أسباب قبوله تجسيد هذا الدور وقدرته على الإلمام بتفاصيله الدقيقة، وعن ظهوره كضيف شرف في مسلسل «مسيو رمضان مبروك» وفيلم «بيبو وبشير»، وكيفية اختياره أدواره وأعماله الجديدة... كان لـ «الجريدة» معه اللقاء التالي. من رشّحك لمسلسل «الريان»؟رشّحني كلّ من المنتج محمود بركة والمخرجة شيرين عادل لدور فتحي الأخ الأكبر لأحمد ومحمد الريان. وأعجبني المسلسل لأن قصته تتناول فترة مهمة في تاريخ مصر، وتناقش قضية توظيف الأموال التي أثارت جدلاً واسعاً في الثمانينيات وشغلت الرأي العام.ما الذي حمّسك لهذا الدور؟تحمّست للدور حين عرفت أنّ فريق العمل يضمّ عدداً كبيراً من النجوم، أبرزهم خالد صالح وصلاح عبد الله والتونسية درة وريهام عبد الغفور وأحمد صفوت. وكل فنان منهم يستطيع تقديم بطولة مطلقة بمفرده. هنا شعرت بأن هذا العمل سيحقّق نسبة مشاهدة عالية من الجمهور. وبعدما قرأت السيناريو وبدأت أعرف ملامح الشخصية، وجدتها مستفزّة لاختلافها عن شخصيتي تماماً ولأنها مركّبة وتحمل مساحة تمثيل كبيرة.كيف استطعت تجسيد دور فتحي صاحب الشخصية القوية مع إخوته والضعيفة مع زوجته؟لديّ قناعة تامة بأنه لا يوجد إنسان في العالم تسير شخصيته على نمط واحد: قوي أو ضعيف، طيب أو شرير... ولا ننسى أن لكل شخصية مشاعر تتمكّن من إخفائها مثل فتحي الريان الضعيف أمام زوجته بدرية التي يتمنى رضاها دوماً ولا يستطيع رفع صوته عليها، وهو أيضاً قوي مع إخوته وصاحب قرارات صارمة في العمل، ونهم في تعاطي المخدرات وفي جمع الأموال. هذه الملامح كافة كوَّنت منه شخصية مركبة، هي التي أبحث عن تقديمها لأنها مليئة بتفاصيل دقيقة لا يمكن تجاهلها، بل لا بد من التركيز عليها لجذب المشاهد لفهم كل ما يحتوي عليه الدور. والحمد لله، تمكّنت من إبراز كل صغيرة وكبيرة فيه بشهادة الجمهور.كيف تحقّق التناغم بينك وبين ريهام عبد الغفور حتى وصلتما إلى حدّ المصداقية أمام الجمهور؟كان لجلسات ما قبل التصوير الفضل في ظهورنا بهذا الشكل، بالإضافة إلى أن ريهام فنانة محترفة لديها قدرات وطاقات تمثيلية رائعة لم تُستغل بعد. بالتالي، المفاجأة في المسلسل لم تكن في درجة تناغمنا معاً، بل في تغيير ريهام لجلدها، إذا جاز التعبير، بهذا الدور بعدما حصرها المنتجون والمخرجون في أدوار السندريلا والفتاة البريئة الطيّبة، لذا أتوقع لها نقلة كبيرة في طبيعة أدوارها التي ستقدّمها خلال الفترة المقبلة.في الدور بعدٌ كوميدي، هل جاء من إضافاتك أم من لمسات المخرجة؟لم تكن الكوميديا في دوري بالمعنى المعروف للكوميديا، وإنما ظهرت وفقاً لمقولة «شر البلية ما يضحك». فشيرين عادل بخبرتها أعطتني ملاحظات، وأنا بدوري اقترحت بعض الأمور وهي وافقت على كثير منها. ففي النهاية، لا أستطيع تقديم أي فعل إلا بعد موافقتها لأنها صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في العمل، بالإضافة إلى أنها وثقت بي وبموهبتي وساعدتني كثيراً، حتى أنني أحببت العمل معها وأتمنى تكرار التجربة.قلت في لقاءات عدة إنك لم تقابل أحمد الريان وعائلته واكتفيت بالسيناريو. هل تحتاج مسلسلات السير الذاتية إلى لقاء الأشخاص الذين تتناولهم، أم يمكن الاكتفاء بالسيناريو؟فعلاً، تعذَّر لقائي بهذه العائلة للأسف. لكن بالتأكيد كان من الأفضل لو قابلتها لأتعرف إلى تفاصيل تثري العمل. في هذه الحال، اعتمدت على خيال مؤلّفي العمل حازم الحديدي ومحمود البزاوي وعلى خيالي كممثل وكمواطن لديه معلومات عامة عن القضية التي يتناولها العمل. لذلك أشرنا على التترات إلى أن جزءاً من المسلسل جاء من خيال المؤلف وهذا أمر طبيعي في الدراما. وأشير هنا إلى أنه لم يكن لزاماً علينا لقاء العائلة لأن هدفنا ليس تقديم فيلم تسجيلي عن حياة أحمد الريان، بل عمل درامي يتضمن حبكة وأحداثاً مشوّقة، قد لا تكون وقعت لكنها ضرورية لجذب المشاهد وإلا فسيتوقّف عن مشاهدة العمل من الحلقة الثالثة.ماذا عن ظهورك كضيف شرف في مسلسل «مسيو رمضان مبروك»؟شكّلت شخصيّتي في هذا العمل فرصة مزدوجة لي، إذ قدّمت دوراً كوميدياً مختلفاً عن دوري في «الريان»، وفي الوقت نفسه تعاملت مع النجم الكبير محمد هنيدي. لكنني لم أكن ضيف شرف، بل قدّمت دور البطولة مجسداً دور محامٍ يضحك على رمضان بإعطائه معلومات خاطئة، ما تترتّب عليه أحداث كثيرة في العمل. قبلت تقديم هذا الدور بناء على رغبة صديقي المخرج سامح عبد العزيز الذي تعاونت معه سابقاً في مسلسل «الحارة» وفيلم «الفرح».على أي أساس تختار أدوارك؟أراعي في اختياري الأدوار تحقيق التنوّع، فأقدّم الشخصيات كافة: الشرير والقوي والعنيف والهادئ. فالتنوّع مطلوب لكل فنان كي لا يملّ منه الجمهور وينصرف عن متابعته.ماذا عن مشاركتك في فيلم «بيبو وبشير»؟طلبت مني المخرجة مريم أبو عوف الانضمام إلى فريق العمل، وتجسيد شخصية فلاح تاجر عسل يقابل بطلَي الفيلم، منة شلبي وآسر ياسين، بالصدفة في القطار وتحدث بينهم مواقف كوميدية.ألم ترَ في تقديمك دوراً صغيراً في «بيبو وبشير» خطوة إلى الوراء في مشوارك؟البطولة في حدّ ذاتها لا تشغلني، فكل عمل أقدّمه أعتبره بطولة مهما كان حجمه والدليل حصولي على جوائز عدة. وقد وافقت على المشاركة في الفيلم لأحقق التنوّع الذي أسعى إليه وهذا ما يفعله أكبر الممثلين في العالم، فهؤلاء يقبلون بالأدوار المعروضة عليهم كافة ما دامت ستحقق لهم التنوع بعيداً عن حجمها. عموماً، المشاركة في أي عمل سواء أكانت بطولة أم دوراً صغيراً أو حتى ضيف شرف، ستعجب الجمهور وفقاً لجودة الأداء لأنه يحترم الفنان بمضمون ما يقدّمه وليس لأنه بطل العمل.ماذا عن فيلم «مركز التجارة العالمي»؟توقّف لأسباب إنتاجية بحتة.وجديدك؟أصوِّر فيلم «محمود وريم وفاطمة» مع المخرج يسري نصرالله والمؤلف عمرو شامة، وهو يجمع بين الطابع الدرامي والوثائقي وتشاركني البطولة فيه منة شلبي وناهد السباعي.أجسّد دور شاب فقير يُدعى «محمود البيطار»، متزوّج من ناهد ويتعرّض لمواقف مختلفة ترصد حياة المواطنين في مرحلة ما بعد الثورة.
توابل
باسم سمرة: فتحي الريان استفزَّني بشخصيَّته المركَّبة
18-09-2011