هذه الفكرة تجوب في خواطر بعض الأشخاص من زعماء الطوائف المفترضين هذه الأيام، لأنه الوقت المناسب ليثيروا بعض المشاكسات كي يتم القبض عليهم والتحقيق معهم من قبل مباحث أمن الدولة، فهم يرون في ذلك إنجازاً للأمر، وتبدأ المتعة عندما تصل المعلومة إلى أحدهم بتحرك رجال المباحث قاصدين بيته للقبض عليه، فيقوم بالاتصال بوسائل الإعلام للحضور والتغطية، ويقوم مساعدوه بإرسال رسائل بالهاتف إلى كل "الليستة" لإعلامهم بالخبر، فتكتمل اللوحة بوصول الجميع.وفي الوقت المناسب يخرج من البيت رافعاً قبضة يده اليمنى إلى الأعلى وسط هتافات الموجودين من أنصاره دون أن يعرفوا ما الموضوع؟! وقد جهزوا ميكرفوناً ليلقي خطاباً مقتضباً يدعو فيه إلى التهدئة، ويؤكد أنه على استعداد أن يضحي بحريته وحياته أيضاً أمام تحقيق مطالبهم وإيصال صوتهم، ومن ثم يركب سيارة رجال الأمن ليتحركوا ويتحرك معهم الموجودون في موكب مهيب إلى أن يصلوا مبنى أمن الدولة، وتعلو الهتافات لإطلاق سراح ملهمهم ليوم أو يومين إلى أن يتم إخلاء سبيله، وذلك لعدم كفاية الأدلة أو لأسباب أخرى، فيخرج من المبنى بنفس القبضة اليمنى إلى أعلى ويتم حمله على الأكتاف، حينئذ يبتسم ويعرف أنه ضمن مقعده في مجلس الأمة سواء عن طريق "التشاوريات" أو انتخابات عامة دون أن يكلف جيبه بمصاريف الدعاية والبوفيهات المكلفة! ومن هنا أتمنى على رجال أمن الدولة الساهرين على أمن الوطن والمرهقين بتصديهم للأخطار الإقليمية والمحلية أن يغلقوا جميع الثغرات والمداخل والمخارج في دعاوى الاتهام لهؤلاء إن وجدت، وأتمنى أن يحدث ذلك ليتمتعوا بعضوية السنوات الأربع، ولكن في "السجن المركزي".
مقالات
أتمنى لو يقبض عليّ أمن الدولة
17-12-2011