للأسبوع الثالث على التوالي نظم البدون تجمعا سلميا ظهر أمس وتحديدا بعد صلاة الجمعة في منطقة تيماء تحت مسمى "دمنا من أجل الكويت" مطالبين الحكومة بتجنيسهم وحل مشكلة غير محددي الجنسية بشكل جذري ونهائي، وشارك في التجمع عدد من الفعاليات السياسية والنشاط السياسي. وكانت الأجهزة الأمنية برئاسة القائد الميداني وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام اللواء محمود الدوسري، سمحت للمتجمهرين من البدون بالتعبير عن آرائهم وتنظيم التجمع لمدة ساعتين من بعد صلاة الجمعة ولم يتم فض الاعتصام.

Ad

تجمع سلمي

وقال رئيس تجمع الكويتيين البدون أحمد التميمي ان ابناء البدون، ومن خلال التنسيق مع عدة جهات محلية مثل الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان والحركات الشبابية وبالاتفاق مع قيادات وزارة الداخلية قرروا تنظيم تجمع حضاري سلمي يهدفون من خلاله الى ايصال صوتهم إلى المسؤولين بالدولة بعيدا عن الاحتكاكات والتصادم مع رجال الأمن مثل ما حدث في التجمعات السابقة.

وأضاف التميمي أن التجمع تخلله ثلاث فقرات رئيسية، كانت الأولى عن حلم الاطفال البدون الذين يمثلون الجيل الرابع وقد ارتدوا ملابس أطباء ومهندسين وعسكريين وغيرهم من المهن بهدف ايصال رسالة إلى المعنيين بأن من حق هؤلاء الاطفال تحقيق احلامهم عن طريق منحهم الجنسية ومن ثم اكمال دراستهم.

واشار التميمي إلى ان الفقرة الثانية هي فقرة حمل علم بطول 50 مترا لتأكيد روح المواطنة لدى الشباب البدون، لافتا إلى أن طول العلم يرمز إلى 50 سنة من معاناة البدون وعدم حصولهم على حقوقهم.

تبرع بالدم

وذكر التميمي أن الفقرة الثالثة في التجمع هي فقرة التبرع بالدم التي حملت اسم "دمنا واحد" وهو شعار التجمع، مشيرا إلى ان بنك الدم وفر سيارة خاصة ومعدات لسحب الدم من 50 متبرعا من الشباب البدون وذلك بهدف التأكيد على أن دم الكويتي والبدون واحد.

رسالة سلمية

من جانبه، قالت نائب رئيس جمعية حقوق الإنسان مها البرجس في تصريح صحافي ان تنظيم التجمع السلمي للبدون وحملة التبرع بالدم ما هي إلا رسالة سلام من ابناء هذه الفئة الى الجهات المعنية بالدولة من أجل انصافهم وإنهاء مشكلتهم وتجنيس المستحق منهم وطي هذه الصفحة التي أصبحت مشكلة حقيقية لدولة الكويت في المحافل الدولية والانسانية. وأضافت البرجس أن الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان ومن منطلق عملها الإنساني البحت رصدت جميع التجمعات الماضية للبدون وما تخللها من اعتداءات واعتقالات من قبل الأجهزة الامنية للبدون، مشيرة إلى أن الجمعية رفعت تقاريرها بهذا الشأن إلى الجهات المعنية. وأوضحت البرجس أن التعامل الأمني خلال الاسبوع الماضي واليوم (امس) اختلف بشكل كلي، حيث كان تعامل الاجهزة الامنية راقيا جدا وسمحت للبدون بالتظاهر والتعبير وفقا للقانون واخذت تراقب الموقف من بعيد ودون أي تدخل وانسحبت بمجرد انتهاء الاعتصام.

قضية كل الكويت

من جانبها، طالبت الناشطة السياسية ابتهال الخطيب ابناء البدون بعدم الانجراف خلف أصوات النشاز التي تطالبهم بعدم المطالبة بحقوقهم أو الخروج بمظاهرات غير سلمية، مشددة على أن قضية البدون اصبحت قضية كل الكويت ويجب على الحكومة الاسراع بحلها.

وأضافت الخطيب ان على ابناء البدون التوحد على كلمة واحدة والتظاهر بشكل سلمي وراق والابتعاد عن الاحتكاك برجال الأمن لأن هناك ايادي تريد تحويل القضية من سلمية وقضية حق إلى فوضوية ولا سلمية، مشيرة إلى أن البدون والكويتيين كيان واحد ولا يوجد شيء اسمه بدون لأنهم كويتيون عاشوا منذ زمن طويل على هذه الأرض.

حل قريب للازمة

من جانبه، قال الشيخ عذبي الصباح إنه حضر التجمع السلمي للبدون لكي يؤكد أن الجميع يقف خلفهم لكي يتمكنوا من نيل حقوقهم، مشيرا إلى أن التصريحات الاخيرة للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود تثلج الصدر، وتبشر بخير وتدل على أن الحكومة جادة في حل القضية.

وطالب الشيخ عذبي الصباح ابناء البدون بالتحلي بالصبر والتخلي عن مظاهر العنف خلال التظاهر لأن القضية في طريقها إلى الحل، لافتا إلى ان الكل يعرف بأن هناك كثيرا من البدون ضحوا بحياتهم من أجل الكويت.

ساعتان للتعبير

من جانبه، قال وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام اللواء محمود الدوسري ان الاجهزة الامنية تعاملت بكل رقي مع التجمع السلمي للبدون ومنحتهم ساعتين للتعبير والتظاهر بشكل سلمي وعند انتهاء التجمع تم سحب القوات الامنية من الساحة التي شهدت التجمع.

وأكد الدوسري أن قوات وزارة الداخلية تواجدت في الموقع لحماية التجمع في المقام الاول، مشيرا إلى أن هذه القوات لا تتعامل مع المتجمعين من البدون إذا كان التجمع سلميا ولم يتجاوز الوقت المحدد له ولكن إذا ما حدث اي تصرف لا يمت للسلمية بصلة فإن الاجهزة الامنية قادرة وجاهزة للتعامل معه.

حضور أمني

حضر إلى موقع التجمع عدد من القيادات الأمنية على رأسها القائد الميداني وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام اللواء محمود الدوسري، ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور اللواء مصطفى الزعابي، ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون العمليات اللواء عبدالله المهنا، ومدير عام الإدارة العامة للعمليات اللواء جمال الصايغ، ومدير أمن محافظة الجهراء اللواء إبراهيم الطراح، ومدير عام الادارة العامة للمباحث الجنائية العميد محمود الطباخ، ومدير عام الادارة العامة لقوات الامن الخاصة العميد علي ماضي.

تنظيم وتوزيع مياه

كان هناك تنظيم لافت للتجمع من قبل القائمين عليه، ووُزِّعت المياه على الحضور، وكان ثمة وقت محدد لكل متحدث، وبعد انتهاء التجمع طلب القائمون عليه من الحضور الانصراف والتجمع في الأسبوع المقبل في نفس المكان.

باقة ورد للطباخ

قدم البدون المعتقلون في المظاهرات السابقة الذين أفرج عنهم مساء أمس الأول باقات ورد إلى مدير عام الإدارة العامة للمباحث الجنائية العميد محمود الطباخ تقديرا منهم لحسن المعاملة التي كان يعاملهم بها رجال المباحث الجنائية طوال فترة احتجازهم.