يهربون منه ثم يعودون إليه، هذه حقيقة العلاقة بين الفنانين والإعلام عموماً، ويمكن تلمّسها عبر أكثر من حالة فنية تعالى أصحابها على الإعلام ثم عادوا إلى الارتماء في أحضانه. السؤال الذي يطرح نفسه: ما أهمية الإعلام بالنسبة إلى الفنان، وما شكل العلاقة الأمثل بينهما؟في الفترة الأخيرة، أدرك بعض النجوم أهمية الإعلام في صناعة نجوميّتهم بعدما أنكروها طويلاً وردّدوا أنهم ليسوا في حاجة إلى وسائله المختلفة. أول هذه الأمثلة محمد سعد، فقد شهدت علاقته بالإعلاميين مفارقات عدة، وبلغت درجة عالية من السوء حتى أنه كان يعتدي على الصحافيين بالقول والفعل في حال لم تكن تصرفاتهم على هواه، ويرفض إجراء أحاديث صحافية. لكن تراجع أسهمه في بورصة الإيرادات في أفلامه الثلاثة الأخيرة، جعله يقرر فتح صفحة جديدة مع الإعلام، خصوصاً بعد فيلمه الأخير «تك تك بوم» الذي أدى بطولته مع درّة وجاء مخيّباً للآمال، ولم يستطع منافسة غيره على صعيد الإيرادات. في محاولة منه لاسترجاع شعبيّته وتلطيف الأجواء مع وسائل الإعلام، جال محمد سعد على الصحف والمجلات وأجرى أكثر من حوار، على غير عادته، في فترة قصيرة علّه يعود إلى القمة مجدداً.حسن حسنيلحسن حسني قصة أخرى مع وسائل الإعلام، ففي بداياته كان منفتحاً عليها قبل أن يحدث سوء تفاهم بينه وبين إحداها، فقاطع وسائل الإعلام ورفض الإدلاء بتصاريح صحافية أو حوارات إعلامية. لكن مشاركته في بطولة المسلسل السوري «صايعين ضايعين» الذي عُرض على شاشة رمضان الماضي، جعلته يعود تدريجاً إلى الإعلام، فأدلى بتصريحات صحافية عبّر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذه التجربة الجديدة وبدوره في المسلسل الذي يمزج بين الدراما السورية والدراما المصرية.أما ثاني تصريحاته فجاء تعقيباً على انتقاد أحد الفنانين المسلسل مع أنه يشارك فيه، فاستاء حسني موضحاً أن المسلسل أعطى هذا الفنان فرصة للانتشار ومساحة كبيرة للتمثيل، ما يوحي بأن حسني يتلمّس طريقه للعودة إلى وسائل الإعلام وتعتبر تصريحاته الأخيرة البداية.فسَّر البعض قرار عودة حسني هذه بابتعاده عن السينما في الفترة الأخيرة وعدم مشاركته في الأفلام على غير عادته، وهذا ما لم يجد له حلاً سوى الانتشار إعلامياً علّه يحوز الانتشار السينمائي قريباً.أحمد حلميابتعد أحمد حلمي سنوات عن الإعلام والصحافة، لكنه لم يجد مشكلة في إجراء حوارات صحافية بناء على اقتراح المخرج شريف عرفة، وفق ما يتردّد في كواليس فيلم «إكس لارج»، وأجّل هذه الخطوة إلى الانتهاء من التصوير.فسَّر البعض استجابة حلمي لاقتراح عرفة بتزايد شعبية أحمد مكي الذي يعتمد على الإعلام بشكل أساسي، ويحرص على توطيد علاقته به وإجراء حوارات صحافية في موعد نزول فيلمه سنوياً، وعمله لهذا العام «حزلئوم في الفضاء» سيُعرض في موعد عرض فيلم أحمد حلمي «إكس لارج» أي عيد الأضحى، ما يضع كلاً منهما في خانة المقارنة كما حدث في العامين الماضيين.الحل الأمثليرى البعض أن الحل الأمثل للعلاقة بين الإعلام والنجم هو الوسطية، أي البعد عن الانفتاح الواسع من جهة وعن الانغلاق الإعلامي من جهة أخرى. في هذا المجال، يوضح أحمد السقا أن العلاقة بين الصحافي والفنان تكاملية، «تشبه العلاقة بين لاعب كرة القدم وبين الحكم أو بين التاجر والمستهلك، فكل منهما يكمّل الآخر. أما فكرة الابتعاد عن الأضواء أو مقاطعة الإعلام فهي تصوّر خاطئ لدى بعض الفنانين».بدوره، يوضح أحمد عز أن علاقته بالصحافة لا تقل أهمية عن علاقته بالجمهور باعتبار أن العلاقات كافة يجب أن تتكامل.أخيراً، يبرّر محمد سعد موقفه من الصحافة، في أكثر من حوار صحافي أجراه أخيراً، بمعاناته منها بعد الهجوم الذي شنّته عليه في أعقاب عرض فيلم «اللمبي»، ما دفعه إلى الابتعاد عنها لفترة لكنه عاد إليها بعد تعاقده مع «الشركة العربية» التي نظّمت له حوارات صحافية.
توابل
محمد سعد وأحمد حلمي وحسن حسني... إلى أحضان الصحافة بعد مقاطعتها
10-10-2011