شُغل بالهمِّ الإعلامي وتنقّل بين الكويت والقاهرة وبيروت استعرض خالد خلف، في محاضرته « ذكريات أديب»، نشأته ودراسته وأهم المراحل الأدبية في حياته الثقافية. أقامت رابطة الأدباء أمس الأول محاضرة بعنوان "ذكريات أديب”، ألقاها خالد خلف، وأدار المحاضرة طلال الرميضي.بدأت المحاضرة بكلمة تعريفية لطلال الرميضي، تناول فيها حياة خلف العلمية والمهنية سارداً سيرته الذاتية الحافلة بالعطاء، ومسلطاً الضوء على دوره الرائد في الأدب والصحافة.واستهل خلف محاضرته بالعتب على الحضور الضئيل لندوته الأدبية، واصفاً هذا التصرف بأنه غير جائز، خصوصاً أن الندوة قد سبق الإعلان عنها قائلاً:" لو كانت هذه الندوة خاصة بالانتخابات لكانت الصالة ممتلئة فالجميع يهتمون بالشأن السياسي، لكن الأدب ليس هناك من يهتم به".بعثة القاهرةوانتقل خلف بعد ذلك إلى تسليط الضوء على أربع مراحل مهمة في حياته، متضمنة نشأته وأبرز المراحل الدراسية التي أتمها في الكويت وخارجها وصولاً إلى خوض تجربة الصحافة، فقد ولد في عام 1931، في منطقة الميدان وترتيبه هو الثاني لعائلة مكونة من أربعة أشقاء، والتحق في سن صغيرة بمدرسة السيد هاشم الرفاعي يومين فقط! والسبب بحسب ما أشار ضيق المكان وظلمته في تلك المدرسة، فالجو العام بالنسبة لطفل في سنه كان مخيفاً وموحشاً، كما هو الحال مع غالبية المدارس حينئذ التي كانت تتسم بالبساطة، وبعد أعوام قليلة ألحقه والده بمدرسة حمادة التي كانت آنذاك مختلفة اختلافا كلياً عن سابقتها، فقد كانت تمتاز باحتوائها على شبابيك تسمح بدخول النور إضافة إلى وجود "الحوش" كوسيلة وحيدة من وسائل الترفيه للطلبة وقتئذ، إلى أن تم افتتاح مدرسة الشرقية كمدرسة نظامية ليلتحق بها ويتمم مرحلة رياض الأطفال والابتدائية في سنة 1945، وفي هذا العام تحديداً تقرر إرسال بعثة كبيرة من الطلبة إلى القاهرة لجميع المراحل الدراسية، فالتحق خلف وسبعة من زملائه بمدرسة "خليل آغا" الثانية، وهي مدرسة ابتدائية أضيفت إليها صفوف للمرحلة الثانوية، واصفاً هذه التجربة بالرائعة بالنسبة له وللبعثة الكويتية بأسرها، لأنها نقلة نوعية للكويت وللتعليم على حد سواء، في ظل الحياة البسيطة والهادئة التي كانت تسود البلاد حينئذ.وألمح خلف أن سفره للقاهرة قد أدخل في نفسه ونفوس زملائه شيئاً من الثورة والفوضى، وما إن ابتعث لاستكمال دراسته في بريطانيا، حتى بدأت تلك الثورة الداخلية بالظهور ساخطة، على الوضع الإداري من قبل البريطانيين تجاه الطلبة الكويتيين، وكانت تلك الثورة مؤذية من قبل خلف تحديداً، وقررت حينذاك دائرة المعارف أن تلغي بعثته، ليعود إلى القاهرة ويلتحق بكلية التجارة في جامعة عين شمس، وتوالت بعدها تنقلاته من القاهرة إلى الكويت ثم إلى بيروت وغيرها، والسبب يعود إلى عدم قدرته على تحديد وجهة صحيحة.جرأة وحريةثم تناول خلف أحداث العدوان الثلاثي على مصر، وكان يعمل حينئذ في نفط الكويت، وكانت هناك جريدة يومية خاصة بالشركة اسمها "النشرة" و"الكويتي"، وهي أسبوعية وكانت تحوي شتائم وهجوماً على مصر وعلى عبد الناصر من قبل البريطانيين في الشركة، وعرضت الجريدة على سمو الشيخ جابر الأحمد رحمة الله عليه، الذي كان مشرفاً على آبار النفط والمناطق النفطية، فأمر، رحمة الله عليه، إدارة الإعلام بإغلاق الصحيفة، خصوصاً أن رئيس تحريرها غير كويتي ولا تنطبق عليها شروط الصحافة المحلية التي تنص على أن يكون رئيس تحرير الصحف كويتياً، ليصبح خلف رئيس تحرير لها، ويبدأ مشواره بالتحريض على وضع قوانين للصحافة الكويتية، وليتقلد بعدئذ رئاسة تحرير جريدة "الشعب" القومية، مستعرضاً بعدها محطات مختلفة في حياته في مجال الصحافة اليومية، والهجوم الذي تعرض له من قبل المعارضين والحكومة بسبب جرأته وحرية ما يكتب، وصولاً إلى دخوله المجلس.
توابل
الأديب خالد خلف يسرد رحلة العلم
06-01-2012