اتصل بي أحد الزملاء يستفسر عن أرقام خدمة الشكاوى والاستفسارات الخاصة بالسفارة المصرية بعد تعرضه لمشكلة تتطلب اللجوء إلى القنصلية، وعلى الرغم من علمي بأرقام الشكاوى التي تم تداولها في الفترة الأخيرة على صفحات الإنترنت فإنني لم أكن واثقا من جدوى الاتصال، وذلك في حالة رد الطرف الآخر من الأساس. وقررت أن أجرب الاتصال بشكل شخصي، وكدت أصعق من هول المفاجأة عندما جاء الرد من الطرف الآخر، ألو... ألو... أغلقت الخط وتأكدت من الرقم عدة مرات علّني قد أكون مخطئا في الطلب إلا أنني تيقنت أنني لم أخطئ، وأن الرقم صحيح، وتذكرت حينها رواية لأحد أصدقائي الذي أقسم لي أنه أنهى معاملته في القنصلية الأسبوع الماضي في زمن قياسي، إلا أنني لم أصدقه بالطبع. شجعني ذلك على الاتصال بالفعل فجاء الرد بصوت هادئ متزن يشعرك بالاهتمام مند اللحظة الأولى بشكل يدعو إلى التفاؤل بحل المشكلة عبر سماعة الهاتف، وانتهت المحادثة بشكل ودود كما بدأت مع وعد بالاتصال بصاحب المشكلة والعمل على حلها، ونظرا للتجارب السابقة وغير المطمئنة لم تفارق ذهني عبارة "أفلح إن صدق"، إلا أن سرعة الاستجابة والاتصال المتكرر من السيد "حسن علي" المسؤول عن الشكاوى بالقنصلية خيبت ظني، والتي لم تنقطع حتى تم تحديد موعد مع المستشار المختص ومقابلته بالفعل. لقد عانى المصريون سنوات طويلة من الإهمال المستمر والتذمر عند إنجاز المعاملات في القنصلة، والتي كنت تشعر مع كل معاملة بكابوس يجثم على صدرك لا تفيق منه إلا عند استلامها بعد عناء، وذهبت شكواهم أدراج الرياح في ظل آذان لم تكن تسمع سوى من مجالس متتالية معينة من قبل السفارة لا تجيد سوى الشجب والتصفيق. الأمور الآن تسير في الاتجاه الصحيح بعد أن طالتها رياح التغيير، ونأمل في مستقبل أفضل في ظل قيادة جديدة للسفارة سبقتها تصريحات مبشرة اقترنت بتغير ملموس على أرض الواقع. يعلم الجميع أن الجالية المصرية تعد من أكبر الجاليات داخل دولة الكويت، ولذا يجب أن يكون القائمون عليها على قدر كبير من الحرفية والمهارة وسعة الصدر لخدمة ذلك العدد، وهناك الكثير من المتطوعين ممن لديهم الاستعداد التام لمد يد العون والمساعدة للمضي قدما في تعزيز ذلك المشهد الجديد لطريقة عمل القنصلية، فنرى جميعا علم مصر يرفرف فوق مبناها بحيوية متجاوزا مرحلة الجمود والخجل التي ظلت تلازمه لعقود.
مقالات
عنوان السفارة... حسن!
17-09-2011