تجري في أوروبا اليوم تجارب سرية على منظم لضربات القلب يعمل من دون حاجة إلى الأسلاك التقليدية في مثل تلك الأجهزة، التي تحفز نسيج القلب عبر أسلاك كهربائية يتم إدخالها من خلال وريد. غير أن تلك الموصلات يمكن أن تتعطل مما يستدعي جراحة إضافية لنزعها واستبدالها، كما أن الأسلوب التقليدي يقيد موقع أحداث الصدمة العلاجية.

أما الجهاز الجديد فيستخدم موجات صوتية مركزة يتم التقاطها عبر مستقبل صغير يزرع بشكل دائم داخل القلب ويحول الطاقة إلى كهرباء، وبخلاف الموجات الإشعاعية يمكن للموجات الفوسمعية المرور عبر النسيج وبمستويات طاقة عالية كافية من دون إحداث أي تسخين.

Ad

ويقول بول سكجفت استراتيجي التسويق في شركة "أنظمة إي بي آر" التي ابتكرت منظم ضربات القلب: "يمثل هذا تقدماً بارزاً لأنه يلغي وجود السلك في القلب".

ويعمل الجهاز الجديد، الذي يدعى المحفز القلبي اللاسلكي، على شكل رقعة تعريف الذبذبة، إذ لا يملك المستقبل طاقة ذاتية بل يحصل بدلاً من ذلك على كل طاقته وإشارته بطريقة لاسلكية، ولكن من خلال السونار وليس عبر الموجات الإشعاعية.

ويقول آندي ديستون رئيس قسم التقنية الطبية العالمية في شركة كامبريدج الاستشارية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها والتي تشاركت مع "أنظمة إي بي آر" في تسويق هذه التقنية: "المستقبل صغير الحجم وهو بطول يقارب الـ10 مليمترات وبقطر مليمتر واحد فقط، وهو أشبه بحبة أرز وسلبي بصورة تامة، وهو يتلقى الطاقة من جهاز الإرسال".

وتأتي الإشارة الفوسمعية من صندوق على شكل منظم لضربات القلب يزرع في الصدر فوق الأضلاع، ويحتوي على مجموعة من محولات الطاقة التي تقوم بتوجيه وتركيز الحزمة نحو المستقبل الذي يلتقطها ويحولها إلى إشارة كهربائية تنظم ضربات القلب.

وقد تم اختبار المحفز القلبي اللاسلكي في الأجهزة التقليدية لتنظيم ضربات القلب – مع زرع الجهازين معاً – لتوفير نوع من العلاج لحالات فشل القلب المزمنة تدعى إعادة تزامن المعالجة القلبية (سي آر تي) إذ تقتضي الحاجة إلى تنظيم الحجرات في جانبي القلب.

ونظراً إلى أنه من غير السليم وضع سلك بصورة دائمة في الشريان الأورطي – المدخل الرئيسي الوحيد إلى بطين القلب اليساري – يعمد الجراحون عادة إلى دفع واحد عبر الأوعية الدموية خارج القلب من أجل الوصول إلى الجانب الأيسر.

ويتفادى نظام المحفز القلبي اللاسلكي هذا الوضع عبر غرز المستقبل في البطين اليساري، وهي المرة الأولى التي يتمكن فيها الأطباء من اختيار مكان المعالجة بطريقة "سي آر تي" ما يعني إمكانية تطويرها في المستقبل.

(Technology Review)