بعد استراحة قصيرة أشبه باستراحة المحارب، عاد الممثل يورغو شلهوب إلى الدراما اللبنانية بزخم كبير، فهو يجسد في مسلسل «الأرملة والشيطان» (على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال)، شخصيتين متناقضتين لتوأم أحدهما شرير وآخر صالح، ويستعد لتصوير مسلسلين جديدين مع المنتج إيلي سمير معلوف، أولهما «عندما يبكي التراب».عن نجاحه في مسلسله الراهن وأعماله تحدث إلى «الجريدة». عدت بزخم إلى الساحة الدرامية مع مسلسل «الأرملة والشيطان»، لكن ما سبب الغياب؟لم يكن غيابًا تامًا، اقتصر نشاطي في الفترة الأخيرة على مسلسلات درامية إمّا لم تسجل نسبة مشاهدة مرتفعة أو جاءت حلقاتها معدودة. أما مسلسل «الأرملة والشيطان»، فحصد نجاحًا على صعد القصة والإنتاج والإخراج والممثلين.كيف كانت الأصداء عليه؟إيجابية جدًا.هل تتقبل النقد؟أتقبله إذا صدر عن صحافة واعية أو جمهور متابع. في المقابل، أرفض النقد المبني على التجريح لا الوقائع، فقد فوجئت بصحافيين انتقدوا «الأرملة والشيطان» من دون متابعته وهذا تصرف لا مهني.ما مقومات نجاح الدراما؟يجب أن تتوافر عناصر معينة ليأتي المسلسل متكاملا وهي: القصة والممثلون والإخراج والإنتاج، إلا أن هذه العناصر تتفاوت من عمل إلى آخر، فالقصة المهمة لا تحتاج إلى ابتكار واسع في الإخراج لينجح المسلسل بل إلى ممثلين جيدين. أما القصة الضعيفة قليلا، فيمكن أن يجعلها الإخراج مشوقة أكثر، خصوصًا إذا كان الممثلون أقوياء، إلى ذلك ثمة قصص سهلة لا تحتاج إلى ممثلين أقوياء بل إلى شكل خارجي جميل. في الأحوال كافة، أفضل أن يكون الممثلون على درجة عالية من الاحتراف لأنهم واجهة العمل.ماذا عن مسلسل «الأرملة والشيطان»؟تطلّب قوة في العناصر الثلاثة، النص والإخراج والممثلين، لأن ثمة مشاهد تشويق وتضليل تفرض على المخرج الإضاءة عليها لجذب المشاهد. كذلك نجح الممثلون في التعبير عن حالات نفسية متقلبة ومشاعر متناقضة.ما الصعوبات التي واجهتها في تجسيد شخصيتين متناقضتين؟لم أجد صعوبات بقدر ما شعرت بلذة في أداء هذا الدور الذي ينتظره الممثل ولا يتوافر دائمًا في مسيرته. من الطبيعي بذل جهد إضافي في الانتقال بين حالتين نفسيتين في الوقت نفسه، خصوصًا أنني أتعمّق في دوري لأظهر الطاقة الشريرة والطيبة في كل شخصية.أين موقع هذا الدور في مسيرتك الفنية؟أفسح في المجال أمامي لإظهار إمكاناتي التمثيلية في شخصيتين مختلفتين، لذا أعتبره من أهم الأدوار التي أديتها، ويضيف إلى مسيرتي الفنية الحافلة بأدوار مهمة أيضاً في مسلسلات: «نساء في العاصفة»، «طالبين القرب»، «الليلة الأخيرة»، «عبدو وعبدو».كيف تقيّم الدور ومدى نجاحه؟أتكل على ردة فعل الجمهور بعد انتهاء المسلسل، إذا تذكر الشخصية أو مشاهد معينة بعد حين، فذلك دليل على النجاح.بعد سنين من الشهرة والنجاح، ما الذي تغير فيك؟لا علاقة للشهرة والنجاح بتغيّر الإنسان الذي يحصل تلقائيًا بفضل الخبرة والعمر، فيحاول من خلالهما التقدم والتطور، وغالبًا ما يشعر بأن ثمة أخطاء يجدر به تفاديها.مع أنك تشارك ووالدك الفنان الكبير جورج شلهوب في المسلسل نفسه، لكنكما لم تلتقيا وجهًا لوجه، كما لم تلتقيا في أي مسلسل آخر، لماذا؟ما من سبب محدد. تلقّينا عروضًا كثيرة، لكن تباينت وجهات النظر بيننا حيالها. لكل أمر أوانه المناسب ولا بأس إذا لم يتحقق.كيف تصف الثنائية التي حققتها مع ورد الخال، خصوصًا أنكما شاركتما معاً في بطولة مسلسل كوميدي أيضاً؟نجحت في هذا المسلسل مثلما نجحت في المسلسل الكوميدي الخفيف «بنات عماتي وبنتي وأنا» لأننا مناسبان للدور.أخبرنا عن شخصيتك في مسلسل «عندما يبكي التراب».أجسّد شخصية شاب عصامي يتمتّع ببنية جسدية قوية، يسعى إلى الانتقام لوالده الذي اختفى بطريقة غامضة، فيكون هذا الحدث المحرك الأساس لشخصيته.هل أنت متناغم مع منتج المسلسل ومخرجه إيلي معلوف؟طبعًا.ما رأيك باحتكار المنتجين لبعض الممثلين؟شخصيًا، لا أحبّذ منطق الاحتكار، لكني لا أرفضه إذا جمع بين أناس متفقين ومتفاهمين. ثمة منتجون ومخرجون وكتّاب وممثلون يرتاحون في العمل معًا، وإذا كان الممثل مناسبًا للدور المطروح فلمَ لا؟وبتوقيع عقود احتكار؟على رغم السخاء المادي الذي قد يوفره، أرفض توقيع الممثل عقداً طويل الأمد مع المنتج لأنه يخاطر بمسيرته وقد يخسر عروضًا مهمة مع منتج آخر، في مقابل اضطراره إلى قبول دور هو غير مقتنع به أو غير مناسب له. لذلك أفضل أن يكون الممثل حرًا مع إعطاء الأولوية للذين يرتاح في العمل معهم.ما الذي يشكل أولوية بالنسبة إليك؟أعطي الأولوية دائماً للعمل المتفق عليه. أتعاون مع المنتج إيلي معلوف في مسلسلين جديدين، وقد ارتحت للعمل معه من النواحي كافة، المعنوية والإنسانية والمادية، لذا أعطيه الأولوية.على صعيد السيناريو؟ليس ضروريًا أن تكون نصوص الكتّاب المخضرمين لافتة وقوية، لأنها تتفاوت أحيانًا من دون أن تسقط عن مستواها الجيد، وقد نفاجأ بموهبة بعض الكتاب الجدد، علمًا أن المخضرمين تألقوا في مرحلة معينة.هل أنت متفائل بمستقبل الدراما اللبنانية؟متفائل بسبب نجاحها الراهن، وأدعو المحطات إلى تلقف هذا النجاح الذي يحققه المسلسل الدرامي المحلي، الذي، على رغم إمكاناته البسيطة، إلا أنه استقطب نسبة مشاهدة مرتفعة. لذلك أتمنى أن يزيد كمّ الأعمال الناجحة لتتطوّر الدراما اللبنانية وتنفتح أمامها الفضائيات العربية.إلامَ تعزو نجاح مسلسلات على شاشات معينة أكثر من سواها؟يتفاوت مستوى المحطات بين المواسم ومن عام إلى آخر. ثمة محطات تتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة، والمنافسة بينها تعزز الاهتمام بالدراما عموماً. بالنسبة إلى المحطة الأقل جماهرية، عليها أن تدعم عملها الدرامي عبر التسويق له في الصحف والمجلات، لأنه قد يساهم في زيادة نسبة مشاهديها.هل دخلت الدراما اللبنانية إطار المنافسة العربية؟ردًا على من يعتبر أن الدراما اللبنانية غير منتشرة عربيًّا، أقول: إذا كانت الحال كذلك، فلماذا تتّصل بي وسائل إعلام عربيّة لإجراء مقابلات معي حول الأعمال المحليّة؟ ربما غاب المسلسل اللبناني في مرحلة معينة بسبب المستوى السيئ الذي طغى عليه وحال دون زيادة ثقة المشاهد العربي بنا... إلا أن نجاح مسلسلات على الصعيد المحلي ساهم في إقبال محطات عربية على عرضها، خصوصًا أن ثمة ذوقًا عامًا مشتركًا بين لبنان والعالم العربي، فاذا نجح عمل ما في لبنان لا بد من أن ينجح عربيًا أيضًا، إلا أنه يتطلّب دعمًا إعلاميًا أكبر.هل تتلقى عروضًا عربية؟كلا. تزخر الدراما العربية بممثلين شباب، لذا لا تستعين بممثلين لبنانيين إلا إذا تطلب الدور وجود شخصية لبنانية. بالنسبة إليَّ، يهمني الانطلاق عربيًا من وطني.هل تابعت الأفلام السينمائية اللبنانية التي تعرض في الصالات راهنًا؟لم يتسنَّ لي الوقت لذلك. حاولت مشاهدة فيلم «هلأ لوين؟» لنادين لبكي، لكن الصالات كانت مكتظة ولم أتمكن من ذلك. في ما يتعلقبـ «كاش فلو» لسامي كوجان، حضرت العرض الأول، لكن اضطررت إلى المغادرة باكرًا لارتباطي بالتصوير.هل هذه الحركة السينمائية فيها بركة؟هي بركة وخبرة بحد ذاتها وإن ارتُكب فيها بعض الأخطاء أحيانًا. أتمنى أن تنجح الانتاجات الراهنة لتدور عجلة الإنتاج بزخم وتستمر. كذلك أتمنى على من يستثمر في هذه المهنة أن يستعين بأشخاص مناسبين في المكان المناسب وبأصحاب الاختصاص والخبرة للمساهمة في تحقيق نجاح أكبر.أين أصبح فيلمك السينمائي «عبدو وعبدو»؟ننتظر جورج خباز وأنا الإنتاج المناسب للانطلاق بهذا المشروع، نجح مسلسل «عبدو وعبدو» جماهيرياً في التلفزيون ونريد أن يكسب نجاحًا أكبر سينمائيًا.هل تكسب حقك ماديًا ومعنويًا؟نعم، بمقدار ما يمكن أن أكسب في هذا البلد. أتمنى أن تتحسن المهنة ليتحسن أجر الممثل فلا يضطر إلى تقديم إعلانات تمكنه من رفض مسلسلات هابطة.هل لهذا السبب خضت مجال تقديم إعلانات؟حمتني الإعلانات ماديًا سنوات، ومكنتني من رفض أعمال لم تعجبني سواء على صعيد القصة أو الدور أو الأجر.كيف يمكن محاربة ظاهرة الدخلاء على مهنة التمثيل الذين لا يتمتعون بالموهبة؟أظنّ أن المؤسسة اللبنانية للإرسال بدأت فرض أسماء ممثلين على المنتجين للحفاظ على مستوى معين، بعدما لاحظت أن المشاهد بات أكثر وعيًا من السابق ولم يعد يسامح الخطأ. كذلك تتطلب المنافسة بين المحطات الاستعانة بأفضل المنتجين والمخرجين والممثلين لجذب المشاهدين، وبالتالي الاعلانات.لماذا لم يحقق «علقة بالعلية» (على شاشة الـ «أم تي في» اللبنانية) النجاح؟المسلسل من النوع الكوميدي الرومنسي الخفيف، استهوتني القصة ولكن لم تعجبني طريقة التنفيذ التي ظلمت النص.
توابل
يورغو شلهوب: نجاح الدراما لبنانياً جواز مرور إلى الشاشات العربية
03-02-2012