حضور التجمع طالبوا برحيل المحمد وأعلنوا استمرار «جمع الاحتجاجات»

تحولت العاصمة الكويت الى ثكنة عسكرية بسبب الوجود الأمني الكثيف منذ ظهيرة أمس حتى وقت متأخر من المساء، لمنع تجمع "جمعة الرد"، الذي دعت اليه القوى الشبابية والنيابية للمطالبة برحيل رئيس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد، من الانتقال خارج محيط ساحة الارادة الى اي أماكن أخرى.

Ad

وأكد النواب وممثلو الحركات والتجمعات الشبابية، أمام المتجمهرين الذين وصل عددهم إلى نحو 2000، المضي في مطالباتهم برحيل المحمد وحكومته عن السلطة.

منظومة الحكم

وقال النائب مبارك الوعلان "إن هناك فسادا وخللا موجودا حتى في منظومة الحكم بين ابناء الاسرة، ورأينا ذلك في الجلسة الاخيرة"، مضيفاً "إن هناك خللا كبيرا وفسادا في حكومة ناصر المحمد"، مؤكدا وجوب أن يكون هناك تجانس وألفة بين الاسرة الحاكمة لأهميتهم وعدم الحاجة إلى غيرهم.

وذكر: "اليوم كل اهل الكويت يعرفون من هو المتمصلح، ومن يعمل للمصلحة الخاصة، ونحن تعرضنا لهجمة شرسة، ولكن نقف موقفا صلبا في وجه هذا التمصلح ونحن قلة ولا يستطيع احد ان يراوضنا".

وتابع: "نحن من اجل مصلحة الكويت والشعب اعطينا موقفا في استجواب الفهد، والفساد مثل البحر والنواب سيدافعون عن الحكومة، كما أن وزير البلدية وشركات مدانون في قضية الاغذية الفاسدة، واهل الكويت أكلوا اغذية فاسدة بسبب هذا التلاعب والفساد المستشري في البلد".

وأكد الوعلان أحقية الشعب في الوقوف والتعبير عن رأيه، متسائلا "عن موقف الـ22 نائبا بتصويتهم بعدم التعاون مع رئيس الوزراء في وجوب رحيله، وترك المجال لغيره"، مشيرا إلى أن "البعض لا يريد هذه التجمعات والتعبير عن الرأي، ولا يريد تفاعل شعب الكويت وتوصيل رسالته".

وبين أنه "كان هناك من لا يتعدى 20 شخصا في مظاهرة تأييد لرئيس الوزراء ونحن نحترم رأيهم"، مضيفاً "إن هذه الحكومة غير مؤمنة بالدستور ولا تريد العمل به".

تفشي الفساد

من جانبه، قال النائب الأسبق لمجلس الأمة فهد الخنة "عندما يصبح الفساد حادثة فمن الممكن أن تسأل وزيراً واحداً، لكن عندما يصبح الفساد بهذا الحجم الكبير فإننا لا نستطيع استيعابه فقد بات متفشيا في جميع الوزارات"، مؤكدا أن هناك فسادا لدى بعض النواب، كالفساد الموجود في الحكومة.

وأضاف الخنة أنه "لا ينبغي الركض وراء الوزراء، لأن رئيس الوزراء هو المسؤول، قائلاً: "رئيس الوزراء يقول إن الاستجوابات لا تعطل عملنا"، متسائلاً: "كيف ونحن لم نرَ شيئاً على الأرض؟".

تخويف

وقال النائب د. وليد الطبطبائي إنه "رغم التخويف والإرهاب حضر الناس في الجمعة الماضية واليوم، وهذه رسالة لمن قال إن عددهم ألفان"، مضيفا: "ارحل يا سمو الرئيس، فالكويت تحتاج الأفضل، فعبر سبع حكومات لم نرَ شيئا"، مستشهداً بأن "هناك دولة أنشأت مدينة جامعية في سنتين، بينما تنشئ حكومتنا مستشفى في غضون 6 سنوات".

وبيَّن أن الحكومة تعاني سوء إدارة وترضيات ومحسوبية إضافة إلى "الوسطات" وتعيين الوكلاء، داعياً إلى احترام الدستور، لأن الحكومة رضت لتدخلات النواب في الدستور من أجل مصلحتها وبقائها.

وأكد الطبطبائي أن الشيخ ناصر المحمد استقطب كتلة العمل الوطني من أجل إسقاط الشيخ أحمد الفهد، لافتا إلى من حق النائب أن يضع الوزير على منصة الاستجواب، ويطرح ما لديه لكي يستمع له, مستهجنا مساهمة بعض النواب في تعطيل الدستور، وأن "هناك أمرا مدبرا ومرتبا في استجواب الفهد، وذلك بين رئيس الوزراء وكتلة العمل الوطني وتمت التضحية بالشيخ أحمد الفهد".

وأشار إلى أن من حق الجميع التعبير عن رأيهم، وهذه حرية كفلها الدستور، مشددا على أن المظاهرات أمر طبيعي في كل البلاد المتحضرة، فمثلا في بريطانيا كل يوم مظاهرات عمالية وغيرها.

«اللفو والطراثيث»

وقالت الحركة السلفية، على لسان ممثلها فهيد الهيلم، إن أهل الكويت الأحرار رفعوا شعار "ارحل فنحن نستحق الأفضل"، مشيراً إلى أنه في عهد الشيخ ناصر المحمد ضرب الإعلام مكونات الشعب الكويتي، ووصفهم بـ"اللفو والطراثيث" وتم قتل المواطنين في المخافر دون محاكمات، وقدمت الشيكات إلى بعض نواب الأمة.

وأكد الهيلم أن إرادة البرلمان مختطفة، بالإرسال للعلاج في الخارج بثمن بخس، قائلاً لرئيس الوزراء "إذا كنت تستهزئ بألفَي شخص فغداً سيصلون إلى عشرة آلاف".

هيبة الدولة

من جانبها، قالت الحركة الدستورية "حدس" على لسان ممثلها محمد الدلال إن "الأمور كلها أسندت إلى غير أهلها، فتراجعت هيبة الدولة، ولم يعد للناس إلا المخلصون من النواب المعتصمين"، مؤكداً أن "هذا التجمع يرد على الشيخ ناصر المحمد لتعطيله المجلس وتفريغه الدستور، وضرب النواب وإدخال البلد في حل المجلس أكثر من مرة، وتأجيل الاستجوابات مدة سنة".

وأكد الدلال أن "جلسة الثلاثاء الماضي أظهرت صراعات لا يمكن تصورها، ويجب قول كلمة الشعب من خلال التجمعات لإيقاف هذه الصراعات على مستوى الحكم"، مطالباً بـ "مشروع سياسي محدد لمواجهة هذه السلطة، والخروج من هذه الفوضى وصراع الأقطاب وصراع الأسرة"، مؤكداً أن المبادرة الإصلاحية تأتي من خلال الشباب المعتصمين.

نواب مرتزقة

وقال ممثل حركة "نريد" محمد الهملان: "إن هناك من يريد ان يخلط الاوراق فنحتكم إلى رأي الاغلبية عندما يطبق القانون، والاحتكام إلى الدستور، ولكن عندما يضرب الدستور نقف في ساحة الإرادة، كما أن هناك نوابا متلونون ومرتزقة يضربون الدستور"، مستشهدا بجلسة الثلاثاء والخروج للتجمع بعد الشعور بالألم، مؤكدا رفض لأي شعارات لا تمثل التجمع والقائمين عليه والرفض لأي محاولة لتخريب هذا التجمع والصدام.

شبهات

بدوره، قال ممثل تجمع "السور الخامس" حمد العليان إن هذه جمعة الرد على سمو الرئيس بقوله الفين لا يمثلون الشعب"، متسائلا: "ماذا تقول على 200 شخص اجتمعوا لمساندتك؟"، مؤكدا "وجود شبهات تحوم على الشيخ احمد الفهد، والتجمع وجد لاسقاطه هو ورئيس الوزراء".

حكومة لا تصلح

أما الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فكان ممثلا في أحمد السميط الذي قال: "إن الكويت تعيش عصرها الذهبي بضرب الدستور والطائفية"، مضيفا: "الفساد الذي يرعاه رئيس الوزراء اكل الاخضر واليابس، وشمل حتى المؤسسة القضائية والتشريعية"، مؤكدا أن "الحكومة الحالية لا تصلح لإدارة البلد".

بيان الرحيل

من جانبه، دعا النائب مسلم البراك في كلمته أمام المعتصمين في ساحة الإرادة نواب مجلس الأمة إلى توقيع بيان تعده كتلة العمل الشعبي في المجلس، يطالب برحيل رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد ونائبه الوزير الشيخ أحمد الفهد، مؤكدا أن هذا البيان سيكشف نواب الأمة المتخاذلين والتبع لرئيس الوزراء.

وأبدى البراك استغرابه تصريح رئيس الوزراء بخصوص تجمع الشباب في جمعة "الغضب" الماضية، وقوله "إنهم لا يمثلون الشعب الكويتي وأقلية"، بينما كان الناطق الرسمي للتجمع المؤيد لرئيس الوزراء أردنية من أصل فلسطيني، ولم يتعد حضور التجمع 40 شخصا، قائلا "إن الشعب الكويتي مرتبط مع أسرة الحكم بعقد، وهم من يتبعون الشعب وليس الشعب يتبعهم"، مضيفا "إنهم من دون الشعب لا يستطيعون أن يحكموا، وعلى الأسرة أن توقف هذا الصراع بين ابنائها لتأثيره على الشعب الكويتي سلباً".

مسيرة

كاد يقع تشابك بين افراد الامن والمعتصمين الذين توجهوا الى مجلس الأمة بعد انتهاء التجمع في ساحة الارادة، وحمل المعتصمون مسلم البراك على اكتافهم ورددوا شعارات تطالب برحيل الحكومة.

اعتداء

تعرض بعض المعتصمين الذين كانوا يحملون لافتات ضد الشيخ احمد الفهد واشقائه للضرب من قبل أشخاص يرتدون زيا مدنيا، بعد ان سحبوا اللافتات، مما أدى الى تدخل منظمي التجمع الذين أكدوا انهم غير مسؤولين عن اي شيء خارج نطاق التجمع.

وعد ومنع

وعدت القوى الشبابية والنيابية باستمرارها في تنظيم جمع أخرى حتى رحيل الشيخ ناصر المحمد، بينما أبلغت مصادر أمنية "الجريدة" ان "الداخلية" ستمنع أي تجمع آخر في أي مكان.