Ad

داهمت قوات الأمن السورية مدعومة بميليشيات الشبيحة ليل الاربعاء-الخميس ويوم أمس مدينة حماة خصوصا منطقتي الصابونية والمرابط بعد أن ألقى جنود تعززهم الدبابات القبض على عشرات من الاشخاص في حيين آخرين في المدينة ليل الثلاثاء-الاربعاء.

وقال ناشط محلي يدعى حيدر لوكالة "رويترز" عبر الهاتف: "السكان يردون بالهتاف الله أكبر من النوافذ واسطح المباني. الليلة (الاربعاء-الخميس) هناك المزيد من المداهمات العشوائية على عكس ما فعل الجيش امس عندما دخل منازل معينة للبحث عن نشطاء مشتبه بهم وفقا لقائمة مسبقة".

وقال نشطاء إن قوات الامن والشبيحة اطلقت النار بشكل عشوائي خلال الحملة التي تمثل أحدث حلقات سلسلة أعمال القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية والديمقراطية.

الى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن "مواطنا قتل فجر اليوم (الخميس) خلال اقتحام عناصر من جهاز الامن العسكري لحي النازحين" في مدينة حمص التي تشهد غليانا أمنيا منذ اسابيع، واضاف ان "اطلاق رصاص سمع في باب سباع واحياء اخرى" في هذه المدينة.

واشار المرصد الى ان ذلك جاء عقب "تظاهرات حاشدة شهدتها أحياء الخالدية والبياضة والقصور والحمرا والغوطة وباب الدريب وباب السباع".

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد ان "قوات الامن قامت بعملية دهم واعتقالات في مدينة الزبداني اسفرت عن اعتقال 6 اشخاص"، ولفت إلى أن "الاتصالات انقطعت عن مدينة دوما التي سيشيع فيها جثمان شاب قتل اثر إطلاق النار عليه من قبل حاجز امني فجر يوم الاثنين واخذ جثمانه الى مشفى حرستا العسكري ثم إلى مشفى تشرين وبقي محتجزا حتى مساء يوم امس (الاربعاء) من قبل جهاز امني سوري".

وفي ريف دمشق، افاد رئيس الرابطة السوري لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي بأن "حملات اعتقال واسعة طالت العشرات جرت مساء امس (الاربعاء) في القدم والزبداني والقابون"، وأضاف "كما جرت حملات اعتقال في الجيزة (ريف درعا) وحماة (وسط) وفي الجورة والقورية بالقرب من دير الزور (شرق)".

الحوار

سياسياً، ذكرت صحيفة البعث السورية الرسمية في عددها الصادر أمس ان الحوار الوطني على مستوى المحافظات السورية سيبدأ يوم الاثنين المقبل، وقالت الصحيفة إنه "تمهيدا لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني وضمانا للحفاظ على وتيرة وتسارع الاصلاحات وفق برنامج الاصلاح للرئيس بشار الاسد وبهدف تحقيق اوسع مشاركة جماهيرية حول الرؤية المستقبلية لبناء سورية في مختلف المجالات تنطلق الاثنين المقبل جلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات وتستمر حتى الـ20 منه على ان تحدد اللجان التحضيرية في المحافظات التاريخ الذي تراه مناسبا لانعقاد الجلسات وصولا الى المؤتمر الوطني المركزي".

وبين أن "القيادة السياسية اقرت تشكيل اللجنة التحضيرية للحوار في كل محافظة وجامعة حيث تتألف من ممثلين عن الاحزاب والحكومة والمستقلين والمعارضة"، وتابعت: "ستشارك في الحوار الفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وممثلون عن المجتمع الاهلي وكل أطياف المجتمع الاخرى وذلك بموجب دعوات موجهة باسم اللجان التحضيرية وبحيث يكون العدد حسب واقع كل محافظة ويجري اعلان توقيت جلسات الحوار ومحاورها بشكل مسبق".

وتتركز جلسات الحوار الوطني الفرعية حسب الصحيفة في ثلاثة محاور هي "محور الحياة السياسية والاصلاح السياسي والمحور الاقتصادي الاجتماعي -الواقع وآفاق المستقبل والتخطيط العلمي والواقعي للوصول إليه بالاضافة الى محور احتياجات المحافظة والرؤية المحلية لتطويرها في مجال الخدمات والتنمية والادارة".

إيران

اقليميا، قال نائب في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني امس إنه كان يتعين على إيران دعم المتظاهرين السوريين بدلا من الوقوف فى صف الحكومة. ونقل موقع "خبر أون لاين" الإخباري الإلكتروني عن أحمد عفائي عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي، قوله " إن مسألة دعم الحكام السوريين مهما كانت التكلفة لم يكن صحيحا إذ ان أولئك الذين قاموا بالاحتجاجات مسلمون واحتجاجاتهم مشروعة".

واعتبر النائب أن "الحكومة الإيرانية كان يتعين عليها أن تتبنى موقفا أكثر حكمة إزاء التطورات الجارية في سورية"، مضيفا: "للأسف لم تدرك القيادة السورية ضرورة الشروع في عملية الإصلاح إلا في وقت متأخر للغاية، وكان لزاما عليها الشروع في الإصلاح قبل ذلك بكثير كي تتجنب الازمة الراهنة".

لافروف

من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، امس ان بلاده تعارض سياسة "المعايير المزدوجة" في التعاطي مع النزاعات المسلحة، مشيراً إلى وجود مجموعة من الدول تدفع لمقاطعة مناقشة الإصلاحات "الواقعية" التي اقترحها الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في كلمة ألقاها أمام طلاب وأساتذة جامعة العلاقات الدولية في موسكو لمناسبة "يوم المعرفة": "كانت أحداث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الواجهة خلال العام الحالي. والقوة التي حركت الأحداث تكمن في سعي الشعوب العربية إلى حياة أفضل عن طريق تجديد البلاد".

وذكر أن "روسيا تؤيد هذا المسعى الذي يرمي إلى البحث عن نموذج ديمقراطي وللاعبين الخارجيين هنا دور هام جداً، ولا يجوز وضع الرغبة في انتزاع الخلاصة الجيوسياسية من قائمة الأولويات"، وشدد على أنه "لا مكان لسياسة الكيل بمكيالين التي تفرضها التقلبات السياسية أو الرغبات الذاتية لهذه الدولة أو تلك".

وزعم أنه "من الصعب إدراك لماذا يحاول أعضاء المجتمع الدولي البحث عن حلول وسط بين السلطات اليمنية والمعارضة، رغم وجود نزاعات مسلحة جدية في البلاد، في الوقت الذي يقوم فيه عدد من البلدان ذات الثقل بحث المعارضة السورية على مقاطعة الحوار وعلى تأجيج المواجهات، ورفض حتى مناقشة الإصلاحات الواقعية التي أطلقها الرئيس الأسد، وإن جاءت متأخرة". وكرر ان روسيا تدين العنف في سورية، لكنها تعتبر أي تدخل في شؤون سورية الداخلية غير مقبول.