نمر بموسم ثقافي كبير، وهو «مهرجان القرين الثقافي» الذي يجب أن يكون له صدى كبير في المحافل الثقافية، وللأمانة الأدبية فإني أرى تطوراً في الطرح، وبعض التجديد مثل الندوات الثقافية في مكتبة الكويت الوطنية، وزيادة الحركة والاهتمام الإعلامي، وهذا قد يكون بداية الطريق الصحيح، لكن ليس كل المأمول.

Ad

فمنذ تولي وزير الإعلام الشيخ حمد جابر العلي رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون، (مع أنها فترة قصيرة نسبياً)، بدأت الأوساط الثقافية تتنفس الصعداء، وأصبحت الأمور تتخذ منحى جيداً، بالأخص أن سمو رئيس مجلس الوزراء يبدي اهتماماً واسعاً بالثقافة وفي مقدمة الداعمين للحركة الثقافية.

لاشك أن الاهتمام الإعلامي جزء مهم ولا يتجزأ من نجاح المهرجان، لكن يجب أن يتزامن ذلك مع توافر مادة خصبة وطرح بمستوى فكري راق، بيد أنها بداية نأمل أن تكون هي بداية صعود الجبل بتميز.

القائمون على الحياة الثقافية في الكويت وعلى رأسهم المجلس الوطني للثقافة والفنون، يتعين عليهم العمل على مشاركة جمعيات النفع العام في المهرجان، وإقامة فعاليات ثقافية في جميع المحافظات وليس في العاصمة والمسارح التي أكل عليها الدهر وشرب فقط.

لماذا لا نرى في مهرجان القرين القادم مسرحاً جديداً يستوعب الحركة المسرحية بجميع أطروحاتها؟!

علينا دعوة عدد من المثقفين الخليجيين للمشاركة في المهرجان مثلاً في الندوات الثقافية وإطلاعهم وتعريفهم على الحركة الثقافية والآثار التاريخية الكويتية، كما حدث في ندوات مكتبة الكويت الوطنية.

بنظري أن هذه الخطوة مهمة جداً وموفقة إلى حد بعيد، لكن يجب ألا تكون بنفس الوتيرة التي حدثت في الندوات السابقة، من ناحية المواضيع المطروحة، كما أن مشاركة المثقفين الخليجيين في المهرجان مهمة لأنها تساهم في انتشار المشهد الثقافي الكويتي في المحافل الدولية، وحتى تستعيد الكويت مكانتها الثقافية، ولتصبح مجددا ملتقى للفكر والمثقفين والمفكرين.

وفي زحام الفعاليات المختلفة يجب ألا يطغى جانب على آخر، وألا ننسى الثقافة الشعبية التي هي جزء من تاريخ الكويت، متمثلة بالفرق الشعبية والمهن والحرف اليدوية القديمة، حتى يكون «مهرجان القرين» جسراً يربط بين الماضي بأصالته، والحاضر بانفتاحه وثقافته.

«شكراً» كبيرة لسمو رئيس مجلس الوزراء على اهتمامه بالحركة الثقافية وفعالياتها ودعمه المتواصل لها.

مخرج:

«كم مات قومٌ وما ماتت مكارمهم

وعاش قومٌ وهم في الناس أموات»... الإمام علي رضي الله عنه.