مع بداية عام 1937 ظنّت ماري منيب أن الدنيا بدأت تبتسم لها مجدداً، لكنه مجرد ابتسام لم يصل إلى مرحلة الضحك بعد، فبعد النجاحات التي حققتها في السينما والمسرح، أراد القدر ألا يمر ذلك العام إلا وهو يضفي لمساته السعيدة على حياتها.تصوّرت ماري أن حياتها انغلقت على التمثيل وتربية أولادها الأربعة فحسب، على رغم أن عمرها لم يتخطَّ الخامسة والثلاثين، إلا أنها لم تعد تفكّر في نفسها كأنثى، كل ما تفكر فيه أنها وحيدة في هذا العالم مع أربعة أطفال هم كلّ عائلتها وحياتها وهي كلّ أملهم في هذه الحياة، وإن كان يعينها عليهم المحامي فهمي عبد السلام، زوج شقيقتها الراحلة أليس، الذي يتكبد عناء الذهاب والإياب يومياً لرؤية ولديه والاطمئنان عليهما وعلى ماري وولديها وبات يشعر بأنه مسؤول عنهم أيضاً، وكانت ماري تحرص على ألا يتناولوا طعام العشاء إلا عندما يأتي «بابا فهمي»، هكذا أرادت أن يناديه الأبناء الأربعة، فشعر فهمي بأنهم أصبحوا أسرة واحدة، وخطر بباله أمر كان يفكر فيه منذ فترة، غير أنه كان يخشى مفاتحة ماري فيه خوفاً من طباعها، فهي كتلة من المشاعر والحنان والحب والعطاء، غير أنها عندما تغضب تتحوّل إلى شخصية أخرى، وكان يتمنى ألا يرى هذه الشخصية الأخرى ليس خوفاً على عدم خدمتها ورعايتها لولديه، فهو قادر على أن يوفر لهما حياة كريمة، سواء من خلال مربية، أو يتزوج بأخرى تقوم بهذ المهمة. لكن المدهش أن فهمي شعر بحبّ ماري يتسرّب إلى قلبه، لم يكن في حاجة إلى أن يطمئن على ولديه مرتين يومياً صباحاً ومساء وتمضية يوم الجمعة كاملاً بينهم، إنما اكتشف أنه يريد أن يكون قريباً من ماري، أن يشاهدها صباحاً ومساء، كل ساعة وكل يوم، فقد ملأت عليه حياته.الزواج الثانيكان يمكن أن يتجرأ فهمي ويفاتح ماري، منذ اللحظة الأولى، التي شعر فيها بهذه العاطفة النبيلة تجاهها، لو أنه لقي تشجيعاً منها، غير أنه وجدها ثابتة على حالها، الحنان نفسه والابتسامة الصباحية والمسائية، المشاعر نفسها التي تستقبله وتودّعه بها منذ اليوم الأول الذي تكفلت فيه برعاية ولديه، غير أنه فاض به، فاستجمع شجاعته وقرر مفاتحتها، وما أن انصرف الأولاد إلى غرفهم، وحانت لحظة رحيله، حتى وقف مرتبكاً متردداً، كأنه طفل ارتكب خطأ ويخشى عقاب والدته، ولاحظت هي ذلك فبادرته:* خير يا سي فهمي... إنت تعبان ولاّ حاجة يا خويا؟= هه... أبداً... أبداً... أنا بس... كنت يعني عاوز أقول.* إتفضل اقعد خد راحتك وقول اللي إنت عاوزه.= ست ماري... كان فيه موضوع كده يعني... كنت عاوز آخد رأيك فيه.* خير يا أخويا.= طبعا أنا عارف إنك دلوقت فنانة كبيرة ولك اسمك...* يا خويا ماتخدش في بالك وتدق ع الكلام ده... ده كله وحياتك أكل عيش...= برضه يعني... مهما كان إنت دلوقت واحدة مشهورة والناس بتشاور...* دي نعمة وفضل من ربنا... تكونش الحكاية دي مزعلاك؟= أنا؟ أبدا والله... بالعكس إنت ست أي واحد يتشرف بيك... وده اللي خلاني أتشجع وأطلب منك إنك يعني... لو معندكيش مانع يعني توافقي...* وأنا موافقة.نظر إليها، ثم نظر في الأرض، ثم أعاد النظر إليها بسرعة عندما نطقت بالموافقة على الزواج منه قبل أن يطلب هو منها ذلك، لم يدرِ أنها تعلمت الكثير من خبرتها في الحياة وعشرات الروايات التي شاركت فيها على خشبة المسرح، ويمكن أن تعرف ماذا يريد من يقف أمامها حتى وإن لم ينطق بلسانه.وافقت ماري منيب على الزواج من زوج شقيقتها الراحلة، ليكتمل شمل الأسرة قبل أن ينتصف عام 1937، وتنتقل الأسرة الجديدة إلى فيلا صغيرة في شارع «الفرماوي» في روض الفرج، كأن الله أراد أن يعوّض ماري عن سنوات الشقاء والحرمان والخداع، فقد عوضها فهمي عبد السلام ذلك كله بحبّه وتقديره لها، واحتوت هي، بما لديها من حبّ غامر، الأسرة ومنحتها الدفء والحنان، فشعر أفرادها أنهم بالفعل أسرة واحدة وليس شتاتاً اجتمع حديثاً.كان لدى فهمي إحساس أنه لم يتزوج سوى ماري، ولولا اسمها الفني لكان لدى ماري إحساس أن فهمي هو الرجل الأول في حياتها، كذلك شعر الأولاد الأربعة بأنهم يعيشون بين والدهم ووالدتهم.العائلة الكبيرةكان تتمنى ماري، طوال الوقت، أن تكون لها عائلة، بل وعائلة كبيرة، فقد حُرمت من هذا الكيان الذي يشعر أي إنسان بالدفء و{العزوة»، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟وجدت ماري منيب ضالتها في عالم بريء أضافته إليها وأضافت نفسها إليه، فقد لجأت إلى عالم الطيور والحيوانات، وعشقت تربيتها، خصوصاً أن لديها مساحة في الفيلا الجديدة تسمح بذلك، فجلبت القطط، الكلاب، الدجاج، الديوك الرومية والبلدية، البط، الوزّ، الماعز، الخراف، الحمام والعصافير، وعملت منها ما يشبه عائلة كبيرة تسعد بها، حتى تحوّل بيتها إلى ما يشبه حديقة حيوانات صغيرة، وباتت هذه الطيور والحيوانات تملأ عليها حياتها.لم يكن اهتمام ماري منيب بالحيوانات والطيور لمجرد ملء الفراغ، فلم يكن لديها فراغ لتبحث عن ملئه، إذ يملأ فهمي عبد السلام وأولادها الأربعة، إضافة إلى عملها، عليها حياتها، بل كان هذا الاهتمام لفائض كبير من الحبّ والحنان رأت أن تخصّ بهما بقية مخلوقات الله بعد الأهل والأصدقاء وكل من تعرفهم.امتدت هوايتها هذه معها إلى خارج البيت وجمعت شمل القطط الشاردة حول مسرح الريحاني في شارع عماد الدين، وكانت تقدم لها الطعام كل ليلة، وتخصص نصف ساعة يومية، قبل صعودها إلى خشبة المسرح، لتضع لها الطعام، هكذا تحول الأمر إلى علاقة أشبه بالأمومة والبنوة، ووفقاً لنظرية الارتباط الشرطي، كانت القطط، عندما تشعر بقرب وصول ماري في الموعد المحدد لها، تنتظر في ما يشبه التظاهرة في جوار باب المسرح وعندما تنزل ماري من سيارة الأجرة، كانت تركض صوبها وتصطحبها من الباب الخارجي للمسرح حتى المكان المخصص لوضع طعامها خلف الكواليس، وهي في مواء مستمر، كأنها ترحب بها، حتى تبدأ فتح اللفائف ووضع الطعام لها لتهدأ ثورتها، وعندما كان الريحاني يجد القطط بهذا الشكل في انتظار ماري، باعتبار أنه يأتي إلى المسرح قبل ماري والممثلين كافة، كان يداعب «عم مجانس» حارس المسرح قائلاً:* هي القطط دي أمهم لسه ماجتش؟= (ضاحكا) لا لسه يا أستاذ... مدام ماري قدامها لسه ربع ساعة.* ماري دي حدوتة كبيرة... خّلت حتى القطط والكلاب يحبوها.كان للسعادة التي تعيشها ماري أثر كبير على حياتها الفنية، فما إن شعرت بالاستقرار، حتى أطلقت العنان لنفسها على المسرح لدرجة كانت تدهش نجيب الريحاني نفسه والمخرجين الذين يطلبونها للعمل معهم في السينما، وإن كانت ماري، على رغم أنها تتحدث الفرنسية بشكل جيد، تجد صعوبة في التعامل مع غالبية المخرجين، سواء من الإيطاليين أو اليونانيين أو غيرهم، ما كان يحدّ من انطلاقتها السينمائية، حتى جاءتها الفرصة، بل وجاءت للسينما المصرية بأكملها، عبر تدشين أول فيلم واقعي مصري بأيدٍ مصرية مئة بالمائة، يتناول الحارة المصرية وطبيعة الشعب المصري الحقيقي، ليس البكوات والباشاوات الذين يسكنون القصور، بل الذين يعيشون في الشارع والحارة المصرية.ذهب المخرج كمال سليم إلى مسرح الريحاني برفقة مساعده والتقيا ماري منيب، بعدما رشّحها له الكاتب بديع خيري، وكادت تطير فرحاً وهو يخبرها على استحياء أنه اختارها لتؤدي دور «أم فاطمة رشدي»:* شوفي بقى يا ست ماري... أنا عارف إن سنك قريب من سن فاطمة رشدي، يعني الفرق بينكم مش كتير... كام سنه كده، بس مفيش غيرك يعرف يعمل دور أم فاطمة رشدي في الفيلم ده.= ما تاخدش في بالك يا أستاذ كمال... أنا مش مهم عندي أعمل دور أم ولا حتى جدة... المهم الشغل يطلع مظبوط... وبعدين يا سيدي ما أنا عملت دور الأم وأنا أصغر من كده... وكمان لواحدة أكبر من فاطمة رشدي... هتفرق إيه يعني؟* وده عشمي فيك... الفيلم ده تحدي بالنسبة لينا كلنا... عاوزين السينما المصرية تبقى مصرية بجد، تعبّر عن المصريين الحقيقيين ومشاكلهم... وأنا كليّ عزيمة وأمل إن الفيلم ده يكون بداية تغيير حاجات كتير في السينما المصرية.= إن شاء الله ربنا هينصرك... ألا قولي أنا لحد دلوقت معرفتش اسمه إيه؟* اسمه «العزيمة»، كتبت له القصة والسيناريو، وبديع خيري كتب الحوار، وده زميلنا الأخ صلاح أبو سيف... مساعد المخرج وهو اللي هيتابع معاك دورك وتفاصيله كلها عنده.= أهلا وسهلا اتشرفنا يا أستاذ أبو سيف.نجح فيلم «العزيمة» في العرض الأول له في دار «سينما استوديو مصر» في 6 نوفمبر 1939، وكتب شهادة ميلاد سينمائية حقيقية لكل من عمل فيه، بداية من أبطاله: فاطمة رشدي، حسين صدقي، أنور وجدي، زكي رستم وماري منيب، وحتى المخرج كمال سليم، الذي قدّم أول فيلم ينتمي إلى الواقعية المصرية، ومساعد المخرج صلاح أبو سيف، الذي وضع بصمته في السينما في هذا الاتجاه، بعد هذا الفيلم.أمينة عبد السلامعاشت ماري منيب نشوة النجاح بالمشاركة في أول فيلم واقعي مصري، وأصبح اسمها حديث الصحف والمجلات المصرية، لم يكن ينقصها سوى وجود زوجها فهمي عبد السلام إلى جوارها في هذه اللحظات المهمة في حياتها، ولولا سفره إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، لعاش معها هذه الأيام الفارقة في حياتها، كفنانة.غير أن غيابه لم يطل، وعاد بعد أيام من نشوة هذا الانتصار، ليكتشف أن أموراً تغيرت في حياة ماري الفنانة، التي أصبحت حديث الصحف المصرية بسبب نجاحاتها المسرحية في فرقة «كشكش بك» أو السينمائية، بل وتغيّر ماري الإنسانة، فما إن عاد فهمي إلى بيته ودخل حجرتها حتى وجدها ساجدة تصلي، لم يصدّق ما رآه، غير أنه عرف حقيقة الأمر منها، فقد أشهرت ماري إسلامها أثناء وجوده في الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وأثبتت ذلك في وثيقة رسمية، ليتسنى لها تغيير اسمها من ماري منيب، إلى أمينة عبدالسلام، وتحمل لقب اسم زوجها الثاني فهمي عبد السلام، غير أنها أبقت على اسمها الفني:* أنا بس كنت عاوزة استسمحك إني مش هقدر أكتب اسمي الجديد على المسرح ولا في الأفلام... الجمهور ميعرفش غير ماري منيب... ومش هاجي النهارده بعد أكتر من عشرين سنه وأقوله أنا غيرت اسمي.= انت عارفة إن ده كله ميفرقش معايا... المهم عندي هو إنك تكوني مقتنعة باللي إنت بتعمليه... ويا ستي كفاية تكوني معايا لوحدي باسم أمينة ومفيش حدّ بيشاركني في الاسم ده.في منتصف عام 1940، عرض المخرج محمد العقاد على ماري أن تشارك في فيلم «أصحاب العقول»، فوافقت فوراً، لكنها فوجئت في اليوم الأول للتصوير بوجود فوزي منيب بين الممثلين المشاركين في الفيلم، وللمرة الأولى تلتقي به وجهاً لوجه منذ اللقاء الأخير بينهما في «كازينو روض الفرج» قبل سبع سنوات. لاحظ بشارة واكيم ـ المشارك في بطولة الفيلم ـ أن غيوماً ترتسم في سماء الاستوديو، فحاول أن يخفف من حدّة توتر اللقاء:- هو إيه أصله ده... إنتو لسه متعرفتوش على بعض... أقدملك يا سيدي مدام ماري منيب، ست الستات... وممثلة أشهر من نار على علم... وأقدملك بسلامته سي فوزي منيب... ممثل ومغنٍ شغل زمان... متلقيش منه دلوقت.= إزيك يا مدام ماري... عاملة إيه؟* الحمد لله... في نعمة من ربنا.= إزي فؤاد وبديع... عاملين إيه... تعرفي إنهم واحشيني قوي.* ماتشفش وحش... تقدر تتفضل في أي وقت تشوفهم... البيت بيتك... بس ابقى أديني خبر بمعاد مجيئك علشان سي الأستاذ فهمي عبد السلام... جوزي يكون في انتظارك.= وهو كذلك.كان الفيلم بداية صداقة وإخاء ونسيان لجراح الماضي بين ماري وفوزي، فقد أصبح ولداهما فؤاد وبديع في سن الشباب، وكان لا بد من أن تتوطد علاقتهما بوالدهما، بل حرصا على حضور عرض الفيلم برفقة والدتهما وظافر وكوثر في 14 نوفمبر 1940. وقد غنى فوزي منيب في الفيلم وشاركه الغناء المونولوجست سيد سليمان، والمغنية بهيجة المهدي، وشارك في التمثيل حسن راشد وبشارة واكيم وعبده يوسف وفريد أبو زيد.في اليوم التالي لعرض «أصحاب العقول» كان نجيب الريحاني يعرض على ماري منيب سيناريو فيلم سينمائي جديد، ستشاركه فيه.* تعالي يا ست ماري... امسكي الورق ده.= إيه ده.. سي عمر... ده يطلع مين... سي عمر أفندي.* حلوة... لا وإنت الصادقة سي عمر الأزمرلي... دي رواية جديدة.= أيوه بس الرواية اللي شغالين فيها لسه يا دوب بادئه الأسبوع ده* لا ياستي... سي عمر أفندى ده للسيما مش للمسرح.= ربنا يزيدك يا سي نجيب.* أهو... أدينا بنعمل اللي علينا علشان نسيب حاجة للأجيال اللي بعدنا... مش كفاية إنهم مش هيشوفوا المسرح اللي نعمله... أهو يشوفوا حاجة من ريحتنا وخلاص.= ربنا يديلك طولة العمر وتملا الدنيا كلها فن.* ولا ما يديش... أهو كله محصل بعضه... القصد... إحفظي الدور بتاعك علشان هنبدأ تصوير الأسبوع الجاي علشان الفيلم يلحق العيد.= عيد... إحنا فين والعيد فين اسم الله عليك.* عيد سبعة يناير يا ماري... ولا نسيتي.= آي والنبي يا سي نجيب الدنيا تلاهي... بس يا رب بقى يبقى دور حلو كده... لأني هموت وأعمل وياك في السيما دور كده ملو العين زي اللي بنعمله ع المسرح.* لا بعد الشر عنك... اطمني... ده دور هيعجبك قوي... هي مش فاطمة رشدي عملتك أمها في العزيمة.= آي والله وأنا في عز شبابي.* أنا بقى يا ستي رأفت بحالك وهعملك خالتي في سي عمر.فاكهة السينماعُرض «سي عمر» في 6 يناير، ليلة عيد الميلاد المجيد 1941، في دار «سينما استوديو مصر»، وسط احتفال كبير، وقد حمل رقم 120 في تاريخ السينما المصرية. كتب له الحوار والأشعار بديع خيري، وكتب السيناريو نيازي مصطفى وأخرجه أيضاً، وشارك في الغناء أهل الطرب من بينهم: بديعة صادق (خالة إسعاد يونس)، إبراهيم حسين، إجلال زكي، محمد الكحلاوي. وضع الألحان رياض السنباطي، وشارك في التمثيل إلى جانب نجيب الريحاني، ماري منيب، زوزو وميمي شكيب، عبد العزيز أحمد، فؤاد الرشيدي، فيكتوريا حبيقة، عبد العزيز خليل، استيفان روستي، سراج منير، محمد كمال المصرى (شرفنطح)، وعبد الفتاح القصري.جعل هذا النجاح من ماري منيب «فاكهة السينما المصرية»، فتهافت عليها المخرجون، ولم تعد تقدم أقلّ من أربعة أو خمسة أفلام في العام.ففي العام نفسه، 1941، شاركت في فيلم «مصنع الزوجات»، سيناريو نيازي مصطفى وإخراجه، وقد دفع فيه زوجته تحية إبراهيم بلال، التي أطلق عليها اسم فني «كوكا»، للمرة الأولى في فيلم من إخراجه، لتؤدي دور البطولة وشاركها: أنور وجدي، ليلى فوزي، محمود ذو الفقار، إسماعيل ياسين، دولت أبيض، عبد الفتاح القصري، إحسان الجزايرلي، عبد العزيز خليل، إلى جانب ماري منيب، كذلك تضمن مجموعة من الأغنيات أدتها المطربة ليلى حلمي وشقيقتها ثريا حلمي والمطربة شهرزاد. حقّق الفيلم نجاحاً لدرجة أن ماري منيب أصبحت مصدر تفاؤل أبطال أفلام السينما، وكان البعض يشترط وجودها في العمل.في اللقاء الثاني له مع السينما، استعان فريد الأطرش بماري منيب، تفاؤلاً بها بعد نجاح فيلمه الأول الذي شاركت فيه أيضاً، وعندما علمت أم كلثوم بذلك، كانت تستعد لخوض تجربتها الرابعة مع السينما، أخبرت المخرج أحمد بدرخان أنها تريد أن تشارك ماري منيب في فيلم «عايدة»، ولا بد من أن يوقّع معها العقد قبل أن تبدأ العمل مع كمال سليم وفريد الأطرش في فيلم «أحلام الشباب»، فما كان من كمال سليم إلا أن انتظر انتهاء ماري من العمل مع أم كلثوم وبدأ تصوير فيلمه الذي انتهى منه وطرحه للعرض في 16 نوفمبر 1942، قبل فيلم أم كلثوم «عايدة»، الذي عرض في 28 من الشهر نفسه.البقية في الحلقة المقبلة
توابل
ماري منيب... مرحلة جديدة في الفن والحياة عنوانها أمينة عبد السلام
27-08-2011