اقتحم مئات من السوريين مبنى سفارتهم في منطقة مشرف وذلك احتجاجاً على مجازر النظام السوري في حمص، واستخدمت القوات الامنية طلقات نارية صوتية لابعاد المتظاهرين، كما اعتقلت عدداً منهم واحالتهم إلى جهات التحقيق.

Ad

في تطور مفاجئ اقتحم أكثر من 250 مقيم سوري، بمشاركة عدد من المواطنين، مبنى السفارة السورية في منطقة مشرف فجر أمس، وأنزلوا العلم السوري مستبدلين إياه بعلم الثورة السورية، وحطموا محتويات السفارة وصور الرئيس السوري بشار الأسد.

وحاول المتجمهرون اقتحام منزل السفير السوري المتاخم لمبنى السفارة، إلا أن قوة حماية الشخصيات التابعة لقوات الأمن الخاصة والمرافقة للسفير، أطلقت عدة أعيرة نارية في الهواء لتفريق المقتحمين ومنعهم من الوصول إلى السفير، بينما اشتبك معهم رجال أمن المنشآت المكلفون حماية السفارة، إلى حين وصول قوات الإسناد من القوات الخاصة وقوات الأمن العام ودوريات النجدة، ليتمكنوا من اعتقال 40 شخصاً من المتظاهرين.

حماية السفارة

وفي التفاصيل، التي رواها مصدر أمني لـ «الجريدة» أن رجال أمن المنشآت المكلفين حماية السفارة السورية في مشرف فوجئوا بأعداد كبيرة من أبناء الجالية السورية في البلاد أمام مبنى السفارة عند الخامسة والنصف فجراً، مشيرا إلى أنهم شرعوا في التفاوض مع المتجمهرين ومنعهم من الاقتراب من السفارة، إلا أن المتجمهرين أصروا على التقدم باتجاه السفارة رغم تحذيرهم من ذلك وإطلاق النار في الهواء لتفريقهم، وتمكنوا من اقتحام السفارة عنوة.

وأضاف المصدر أن المتجمهرين بعد دخولهم السفارة أنزلوا العلم السوري ورفعوا علم الثورة ومن ثم توجهوا الى مقر اقامة السفير ليشتبك معهم رجال حماية الشخصيات البالغ عددهم ثمانية ضباط، واستخدموا الأسلحة النارية من أجل تأمين السفير، ونجحوا في نقله إلى خارج السفارة، لافتاً إلى أن رجال القوات الخاصة انتقلوا في زمن قياسي إلى موقع السفارة وتمكنوا من إخلائها من المتجمهرين، واعتقال 40 منهم وإحالتهم إلى الإدارة العامة للمباحث الجنائية.

وأشار إلى أن عددا من المتجمهرين اعتدوا بالضرب على رجال الأمن محاولين اثارة الفوضى، الا أن القوات الأمنية تمكنت من السيطرة عليهم، مبيناً أن هناك 9 مصابين من المتجمهرين نقلوا الى مستشفى مبارك الكبير بعد ان اصيبوا بسبب التدافع بين عند الاقتحام.

القبض على بعض المقتحمين

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية أن مقيمين سوريين اقتحموا فجر أمس سفارة الجمهورية العربية السورية لدى الكويت، وأنزلوا العلم وأتلفوا العديد من مرافق المبنى.

وقالت الوزارة، في بيان صحافي أمس، ان الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية والمعنية بحراسة السفارات «أطلقت الأعيرة النارية للتحذير، إلا أنهم استمروا في محاولتهم اقتحام مبنى السفارة وقاموا بإنزال العلم وعبثوا وأتلفوا العديد من مرافق المبنى، ما أدى إلى إصابة عدد من رجال الأمن المعنيين بحراسة امن السفارة من رجال الشرطة».

وأوضحت أن السفير السوري والدبلوماسيين العاملين بالسفارة لم يتعرض أي منهم «لأي أذى من جراء عملية الاقتحام» مشيرة إلى انه «تم إلقاء القبض على عدد من المتهمين السوريين الذين شاركوا في عملية الاقتحام، ومن بينهم عدد من المواطنين الكويتيين».

وأعربت الوزارة عن اسفها لوقوع مثل هذا «المس او الاعتداء على اي من البعثات الدبلوماسية العاملة بدولة الكويت والذي يعد خرقا لتشريعات وقوانين الدولة والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تحمي مقرات السفارات واعضاء الهيئات الدبلوماسية، ولا يجوز مطلقا تعريضها للتهديد أو لمثل هذه الأعمال التخريبية».

وأضافت أن أجهزة الأمن المعنية بالبحث والتحري لاتزال «تجري تحرياتها لضبط كل من شارك في عملية الاقتحام مع احالة من تم القبض عليه إلى جهات التحقيق».