سنتحدث اليوم عن المرحوم بدر أحمد عيسى الحداد، وهو شخصية غير معروفة لدى الكثيرين اليوم، إلا أنه من الجيل الماضي الذي كان له بصمة جلية في كل عمل قام به.

Ad

ولد بدر الحداد في حي الوسط، بالقرب من مسجد الحداد، بمدينة الكويت القديمة عام 1925.

درس في بداية الأمر على يد الشيخ عبدالعزيز حمادة، فتعلم قراءة القرآن، وقواعد اللغة العربية، ومبادئ الحساب. ودرس بعد ذلك في المدرسة المباركية، وهي أول المدارس النظامية بالكويت، وأنهى جميع مراحلها، ولم يكتف بذلك، بل قرر السفر إلى البحرين في بعثة دراسية عام 1938 ليدرس في المدرسة الصناعية مع اثنين من أقرانه هما المرحوم صالح جاسم الشهاب، والعم شيخان أحمد الفارسي.

وبعد أربع سنوات عاد إلى الكويت، وكان أول عمل له في دائرة التموين، التي أنشئت بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية لتأمين المواد الغذائية الرئيسية للمواطنين. لكنه سرعان ما انتقل للعمل في «البنك الإمبراطوري الفارسي»، وهو أول بنك في الكويت، تحول اسمه فيما بعد ليصبح البنك البريطاني، ثم أصبح اسمه «بنك الكويت والشرق الأوسط». عمل بدر الحداد في هذا البنك عشر سنوات، وتدرج في الوظيفة حتى أصبح مديراً للحسابات الجارية. وفي عام 1952، وبعد تأسيس بنك الكويت الوطني، انتقل للعمل فيه، وكان من أوائل الموظفين الكويتيين فيه وقبله العم عبداللطيف الشهاب، وكانت وظيفته مساعداً تجارياً يتقاضى 500 روبية هندية، وهو مبلغ كبير في حينها. وعين بعد فترة مديراً تجارياً، وأمضى عشر سنوات أخرى في هذا البنك، وساعد كثيراً في إرساء قواعد أول مصرف كويتي وطني.

تولى الحداد بعد ذلك وظيفة العضو المنتدب في شركة الملاحة العربية في الفترة من عام 1962 إلى عام 1963، ثم اشتغل مديراً في شركة نفط الكويت حتى عام 1967، وبعدها نقل خدماته إلى وزارة الخارجية وعين فيها قنصلاً عاماً للكويت في مدينة نيويورك. واستمر في عمله في نيويورك حتى عام 1969، ثم نقل إلى سفارتنا في الأردن حتى عام 1971، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية حتى عام 1976. عين أيضا قنصلاً عاماً في باكستان من عام 1976 وإلى عام 1981، ثم عين سفيراً للكويت في موريتانيا، وسفيراً محالاً إلى مالي، وغينيا، والنيجر، وغامبيا. وفي عام 1986 عاد للاستقرار في الكويت، وعين مديراً لإدارة المحفوظات بالوزارة حتى تقاعده بعد ذلك بفترة قصيرة. توفي رحمه الله تعالى في عام 2008، وله من الذرية أحمد، وعادل، وحمد، وثلاث بنات، والصورة التي ننشرها اليوم يبدو فيها المرحوم بدر الحداد وحرمه وبينهما الرئيس الباكستاني السابق الجنرال ضياء الحق. كما ننشر أيضا دعوة نادرة لحفل زواجه في عام 1953 والذي أقيم في ديوان المرحوم فهد العبدالعزيز الفليج.

* من لقاء للمؤلف مع ابنه أحمد بتاريخ 4/1/2011