واصل المقاتلون الموالون للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي أمس، مقاومتهم الشرسة في مسقط رأسه سرت (360 كلم من طرابلس) ضد هجوم قوات المجلس الوطني الانتقالي التي باتت تحاصرهم في وسط المدينة في مساحة لا تزيد على بضعة كيلومترات مربعة.وأفاد مراسلون صحافيون في المدينة بأن قوة تابعة للثوار تضم نحو مئة مركبة شنت هجوماً بأسلحة ثقيلة، متقدمةً من الجنوب في احدى أكبر الهجمات حتى الآن. وقال القيادي في المجلس الانتقالي ناصر أبوزيان: "نحن نحاصرهم في وسط المدينة في منطقة لا تزيد مساحتها على بضعة كيلومترات مربعة".ودارت أيضاً معارك شرسة حول وداخل جامعة سرت الواقعة وسط المدينة وفي الحي الموريتاني.وشاهد مراسلون صحافيون أعمدة الدخان الأسود ترتفع في سماء المدينة في أنحاء عدة، في حين كان مركز واغادوغو، معقل مقاتلي القذافي في سرت، يتعرض لوابل من قذائف المدفعية من عيار 106 ملم ومضادات الطائرات.وقال مقاتل من الثوار: "لقد دخلنا مجمَّع واغادوغو ولكننا اضطررنا للتراجع بسبب قذائف الآر بي جي ورصاص القناصة. ليس لدينا غطاء هناك".من جهته، أعلن المجلس العسكري لمدينة مصراتة ان ما لا يقل عن 12 مقاتلا قُتلوا في المعركة إضافةً إلى 193 آخرين أُصيبوا بجروح.وأفاد مسؤول في المستشفى الميداني الذي أُقيم قرب سرت بأن أربع سيارات إسعاف دُمرت بنيران قوات القذافي وأن اثنين من المسعفين أُصيبا بجروح.الجبهة الثانيةأما في جبهة بني وليد، فقد أطبق مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي أمس الأول، حصارهم على المدينة. وأرسلوا وفد وساطة للتفاوض مع قبائلها لاقناع قوات القذافي بتسليمها في غضون يومين تحت طائلة هجوم عسكري "قريب جداً"، بحسب ما أفاد قادة ميدانيون.وقال القائد الميداني في قوات المجلس الانتقالي عمر فيفاو: "نحن حاصرنا مدينة بني وليد من الجهة الجنوبية في منطقة تنتي، التي هي آخر نقطة قبل مدينة بني وليد التي تسيطر عليها كتائب القذافي وتمركزنا بكافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة".وتابع من خط الجبهة الأمامي الواقع على بُعد حوالي 40 كلم من المدخل الجنوبي لبني وليد: "نحن طلبنا أن يأتوا للاجتماع معنا حتى ندخل المدينة من دون قتال، وإذا لم يستجيبوا ولم يتم الاتفاق فلن يكون لنا خيار إلا الهجوم".فقد السيطرةوفي هذه الأثناء، أعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن قيادة حلف شمال الأطلسي تعتبر أن القذافي فقد السيطرة على القوات الموالية له وعلى وشك الانهزام في سرت.واعتبر المصدر أن مصير معركة سرت سيحدد بشكل كبير مستقبل الهجمات الجوية التي يقوم بها الحلف، مؤكداً أن "المجلس الوطني الانتقالي قادر على السيطرة على كامل البلاد إلا انه لا يزال بحاجة إلى تحسين قدراته التنظيمية".اعتقال ضابطمن جانب آخر، تمكنت الأجهزة الأمنية التونسية من اعتقال ضابط ليبي برتبة عقيد بجهاز استخبارات نظام القذافي دخل الأراضي التونسية بطريقة غير شرعية.وذكرت الإذاعة التونسية الرسمية أمس، نقلاً عن مصدر أمني قوله ان عملية الاعتقال تمت مساء أمس الأول، في مدينة دوز من محافظة قبلي الواقعة على بعد 500 كلم جنوب غرب البلاد في منطقة غير بعيدة عن المثلث الحدودي التونسي-الجزائري-الليبي.إلى ذلك، نجحت اتصالات وزارة الخارجية المصرية أمس، في تأمين الإفراج عن 18 صياداً مصرياً كانوا محتجزين في مصراتة إثر دخولهم المياه الإقليمية الليبية.(طرابلس ــــــ أ ف ب، يو بي أي، رويترز)
آخر الأخبار
الثوار يحاصرون قوات القذافي في رقعة ضيقة وسط سرت
08-10-2011