«ليلى والذيب» تجربتها الأولى من التراث العالمي

Ad

أكدت نجمة مسرح الطفل هدى حسين أهمية التزام الممثل في المسرح الغنائي بالكلمة المنطوقة، والحركة في الحدود المرسومة له، حتى لا يقع في المحظور أمام الجمهور.

استضاف المركز الإعلامي لمهرجان أيام المسرح للشباب الثامن الفنانة القديرة هدى حسين للحديث عن تجربتها في المسرح الغنائي، وقد أدار الحوار الزميل مشاري حامد.

قدمت هدى حسين في مستهل حديثها شرحهاً وتعريفات للمسرح الغنائي الذي يتميز بأهمية عنصري الموسيقى والغناء، فهما الأساس في هذا النوع من المسرح الذي يعتبر شكلاً جديداً محورا عن الأوبرا.

ثم عرفت هدى الأوبرا بأنها مسرحية غنائية تعتمد على الغناء الكامل أكثر من الكلام، ويعتبر عنصر التمثيل مهماً، لأنها تعتمد على الانفعالات الأساسية كالغضب والحزن والحب والعشق والانتقام والقسوة، وفي أحيان كثيرة ترتكز على الرقص والباليه، مشيرة إلى بعض أنواع الأوبرا مثل الأوبرا الجادة والأوبرا الهزلية التي تعالج مواقف إنسانية مأخوذة من الحياة، وتشمل في ألحانها على غنائيات فردية وثنائية وجماعية بمصاحبة فرقة موسيقية كاملة.

الأوبرا

وواصلت حديثها عن الأوبرا التي لها قصة كما المسرحية تماماً، لها بداية وعقدة ووسط ونهاية، وحوار وأحداث، مؤكدة أن الأوبرا هي مسرحية متكاملة العناصر الفنية ومغناة كلها، مشيرة إلى أن الأوبرا قد نشأت في إيطاليا وتحديداً في نهاية القرن السادس عشر.

ثم تحدثت هدى عن الأوبريت وقالت انه رواية مسرحية غنائية هزلية، تتخللها الألحان من آن لآخر، أي إنها ليست ملحنة كلها وموسيقاها سهلة وبسيطة.

وانتقلت هدى إلى تجربتها الأولى في المسرح الغنائي تحت عنوان «ليلى والذيب» من التراث الشعبي العالمي، تلك الحكاية التي تناقلتها الشعوب على اختلاف اللغات وترسبت في الأذهان والوجدان لتكون منبعاً للكتاب مع بقية القصص الكلاسيكية مثل سندريلا وبياض الثلج والأميرة النائمة وغيرها التي لها أثر في عقل ووجدان الطفل.

وأضافت عن «ليلى والذيب» أنها عبارة عن نص شعري مغنى من تأليف عبداللطيف البناي، اعتمدت على الاستعراض الحركي الإيحائي وفيها تضافرت كل العناصر ليظهر لنا عرض شبه متكامل في طرحها ومعالجتها للقصة المعروفة واسقاطاتها على الواقع.

تراث عالمي

ثم تناولت عملها الثاني «الواوي وبنات الشاوي» للشاعر الغنائي الراحل فايق عبدالجليل، والعمل من التراث الشعبي العالمي، وتتكون هذه المسرحية من فصلين، الفصل الأول هو مسرحية «الأسد والإنسان.. القوة والعقل» وظهر الأسد فيها بشكل ولباس يختلف عن الزي المعروف الذي يتطابق مع الواقع، أما الفصل الثاني فهو مسرحية «الواوي وبنات الشاوي» التي جاءت متكاملة فكرة وشعراً وحواراً وموسيقى وأداء وإخراجاً.

وعددت هدى أعمالها الأخرى وهي «البنات والساحر» من تأليف عبداللطيف البناي و»الذيب والعنزات الثلاث» و»غزلان وملك الفيران» و»أبو الرؤوس الثلاثة» من تأليف وإخراج نجاة حسين، و»أليس في بلاد العجائب» للكاتب علاء الجابر.

وتطرقت هدى إلى خوضها تجربة يتيمة في دولة قطر لم تعتمد على طريقة «بلاي باك»، حيث شاركتها شقيقتها سحر في هذا العمل الذي لم يتم تسجيله، معتبرة هذا العمل تجربة في العرض الحي حيث كان الغناء حياً من قبلها وسحر والمجاميع إلى جانب فرقة موسيقية كاملة.

المسرح الغنائي

وأنهت هدى محاضرتها بالقول إن المسرح الغنائي له ضوابطه وقواعده الفنية من البناء الدرامي نصاً ولحناً وأداءً، فهو يجمع ما بين التمثيل والغناء الموظف والتشكيلات الحركية الجمالية والاستعراض، مشيرة إلى مواصفات ممثل هذا النوع من المسرح وتكمن في الصوت الجميل المعبر والرشاقة والخفة والليونة، ومن يرد الانخراط بمسرح الطفل عليه الالتزام بالكلمة المنطوقة والحركة المرئية على الخشبة وألا يتعدى الحدود المرسومة له، وأن يكبح جماح نفسه أمام جمهور الأطفال المتعطش والمتحمس محاولاً استعراض مقدرته في إلقاء الإفيهات أو حركة غير ملائمة فيقع بالمحظور، مؤكدة أن الصعوبات في هذا المسرح تكمن في تغيير الديكور والملابس في زمن قصير.