«آي سبيك إنكلش»؟ جملة لا تقل أهمية عن حقيبة السفر, نجهزها كما نجهز حقائبنا مع بعض الجمل الأجنبية التي لا بد منها، وحين تقلع بنا الطائرة في السماء لنبحث عن الوطن من تلك النافذة الصغيرة نرى الوطن وهو يبتعد، والحقيقة أننا نحن من نبتعد عنه وعما يحمله من ثقافة خاصة ولغة ودين وأعراف وعادات لنتجه إلى لغات وثقافات جديدة في بلد آخر، إلى أن يكرر المشهد نفسه مرة أخرى في رحلة العودة للوطن لننظر من النافذة نفسها لنجد الوطن يعود إلينا من جديد, ولكن قد نتساءل: هل نحن من عاد إلى الوطن  أم الوطن عاد إلينا؟

Ad

الوطن هو العائد، وما زلنا نحن مبتعدين عنه، فعبارة «آيم سبيك إنكلش» التي استخدمناها في سفرنا مازلنا بحاجتها ومازالت تستخدم كما استخدمناها في رحلاتنا وسفراتنا تماما، ولن نستطيع أن نستغني عنها في وطننا العربي!

نعم مازلنا نحتاج إلى تعلم اللغة الإنكليزية للتمكن من الأكل في مطعم فاخر، ولا بد لنا من عبارة «آي سبيك إنكلش» عند الدخول إلى مقهى أو فندق أو بعض المطاعم السريعة، وأحيانا حين نخاطب بعض الجنسيات الآسيوية التي لا تجيد اللغة الإنكليزية فإننا نستخدم لغة جديدة ليست عربية ولا أجنبية؛ لغة من اختراع بعض الجنسيات الآسيوية أشبه باللغة العربية قليلا، ولكنها تحتوي على كسور شنيعة يصعب تجبيرها أو ترميمها فرضت علينا من قبلهم.

أليس من الأولى بأن نحافظ على لغتنا ونجعل الزائر هو من يسعى إلى استخدام لغتنا العربية بدلا من أن تفرض علينا لغاتهم الأجنبية أو لغاتهم المتكسرة التي أشبه بحديث أطفال لا يجيدون التفريق بين المبتدأ والخبر؟! قال الله تعالى وتبارك في كتابه «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»، فمتى نعقل ومتى نعلم بألا نتنازل عن ثقافتنا ولغتنا التي هي مصدر ديننا ولغة قرآننا الكريم؟

في بريطانيا نظمت مسابقة شعرية باللغة العربية الفصحى، وكان الفائز الأول هو شاعر من السنغال, هكذا نكون حين نهجر ثقافتنا ونبتعد عن حضارتنا.

لن تضيع اللغة العربية في حين تركناها أو أهملناها وتعلمنا اللغات الأخرى، بل نحن من سنفقد هويتنا وثقافتنا ولغتنا لنبقى كالأجساد التي هجرتها أرواحها. قال الله تعالى «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ».

تساؤلات: لماذا نتعلم لغتهم في بلادهم وبلادنا؟

هل مازال الوطن بانتظار عودتنا؟