وسط الخلافات بين التيار المتشدد الحاكم في إيران خصوصا بين أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد وأنصار التيار الديني المحافظ، انطلق أمس موسم الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ في مارس المقبل، وسيعقبها بعد ذلك بحوالي عام انتخابات رئاسية. وبدأ المرشحون أمس تسجيل أسمائهم في الانتخابات البرلمانية التي ستكون اول اختبار لشعبية المؤسسة الدينية الايرانية منذ الاقتراع الرئاسي الذي أثار نزاعا في 2009.وذكرت الاذاعة الايرانية ان المرشحين بدأوا التسجيل في اكثر من ألف دائرة انتخابية للترشح على مقاعد البرلمان وعددها 290.وسيستمر التسجيل أسبوعا واحدا سيقوم بعده مجلس صيانة الدستور، الذي يسيطر عليه المحافظون ويعنى بمراقبة الانتخابات، بفحص المؤهلات السياسية والإسلامية للمتقدمين.وفاز الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية في 2009 التي وصف منافساه الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي نتيجتها بـ"المهزلة الخطيرة" واشتبك بعدها آلاف المحتجين مع الشرطة.وتمخضت الانتخابات التي أعقبتها ثمانية اشهر من احتجاجات الشوارع المناهضة للحكومة عن خلاف سياسي يزداد عمقا بين الحكام المحافظين. ويوضع موسوي وكروبي تحت الاقامة الجبرية في منزليهما منذ فبراير، وحظرت السلطة القضائية الأحزاب الاصلاحية الرئيسية من المشاركة منذ هذه الانتخابات التي قالت المعارضة انه جرى التلاعب بنتيجتها. ويقول محللون إن حلفاء احمدي نجاد يريدون الحصول على اغلبية في الانتخابات البرلمانية التي يأملون ان تمهد الطريق امام الفوز بالانتخابات الرئاسية في 2013.وقال ساسة إصلاحيون كبار إن الجماعات المطالبة بالاصلاح لن تقدم قائمة منفصلة للمرشحين، لأن الشروط الاساسية لانتخابات "حرة ونزيهة" لم تلب. وتخشى السلطات من أن يشكك ضعف الاقبال في مشروعية المؤسسة. ولا يحدد البرلمان السياسة في مجالات مثل البرنامج النووي المثير للجدل أو النفط أو السياسة الخارجية.ومن المتوقع أن يحتفظ التيار المحافظ بالسيطرة على البرلمان، لكن من المتوقع ان يكون البرلمان اكثر صراحة في انتقاد الادارة الاقتصادية لأحمدي نجاد مع زيادة عدد الاعضاء المنتقدين للمحافظين.ورئيس البرلمان علي أكبر لاريجاني منتقد شديد لأحمدي نجاد، الذي يتعرض لضغط متزايد من الجماهير وكبار رجال الدين ومن المجلس المنتهية ولايته، بسبب أسلوب إدارته للاقتصاد. ويسود الاحباط بين الإيرانيين من الطبقتين المتوسطة والفقيرة، وارتفعت اسعار اغلب السلع الاستهلاكية بدرجة كبيرة ويلاقي كثير من الإيرانيين صعوبة لتلبية احتياجاتهم.إلى ذلك، بدأت ايران امس مناورات عسكرية بحرية تستمر عشرة أيام حول مضيق هرمز الذي يعبره 40 في المئة من تجارة النفط العالمية، كما أعلن تلفزيون العالم الايراني باللغة العربية. وأكد التلفزيون ان هذه المناورات المسماة "ولاية 90" التي أعلن عنها الخميس الماضي قائد البحرية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري، بدأت وفق البرنامج المقرر. وفي المرحلة الاولى من المناورات، انتشرت القوات البحرية شرق مضيق هرمز وبحر عمان وخليج عدن، كما ذكر تلفزيون العالم نقلا عن بيان للبحرية.وكانت شائعات عن احتمال إجراء تلك المناورات ادت الى ارتفاع طفيف لأسعار النفط في بداية ديسمبر الجاري، بينما يستمر التوتر بين ايران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها ولاسيما بلدان الخليج، من جهة أخرى. وتتولى البحرية الايرانية مسؤولية الدفاع عن المياه الدولية لإيران شرق مضيق هرمز، في حين أوكل للحرس الثوري الايراني مهمة حماية المياه قليلة العمق في الخليج.
آخر الأخبار
إيران: انطلاق "موسم الانتخابات" وسط خلافات المتشددين
24-12-2011