وجوه تظهر لك إمارات اللطف والتهذيب، وما إن تدير ظهرك حتى تصبح بالنسبة إليهم هدفًا سهلاً للتآمر عليك. ولكي تتجنّب طعناتهم في الظهر فإن المعالج والاختصاصي في علم النفس الدكتور أندره فولر يساعدك في اختيار أفضل الطرق التي عرضها في كتابه: «7 شخصيات تسمم حياتكم».تحت صفة «الغدّارون» يصنِّف الدكتور أندره فولر هذه النوعيّة من الناس التي تضمّ المتآمرين، مدبري المكائد، المرائين، النمّامين، المغتابين، المتملقين والثرثارين. يحبّ الغدارون الظهور بمظهر حسن، ويبرزون أنفسهم من خلال التكلم عن عدم كفاءة الآخرين. عندما تنفك عرى العلاقات الرومانسية والزيجات يكثرون الغدر والطعن في الظهر لتبرير فصل العلاقة. أما الغاية من وراء تصرفاتهم فهو الكسب الشخصي وإرضاء الذات على حساب الآخرين.ومن الاستراتيجيات المهمة التي يعتمدها هؤلاء القيام بحركات غمز ولمز تشير إلى استهجانهم. من هذه الحركات رفع الحاجب أو تدوير العينين أو التكشير والتفوّه بتعليق يبدو بريئاً أو إيجابياً في الظاهر، لكنه لا يلبث أن يتحوّل إلى سهم سامّ، فهم بارعون في الكلام المزدوج المعنى حيث المعنى السطحي هو شيء والمعنى الضمني هو شيء آخر.في العمليحاول الغدارون في نطاق عملهم تضخيم إنجازاتهم والتقليل إلى أقصى حدّ من قيمة إنجازاتك. هم ليسوا إلى جانبك، بل ستجد أن صورتك تتلاشى أمام صورتهم الرائعة التي يرسمونها لأنفسهم.بحسب رأيهم لقد أمضوا وقتًا طويلاً في العمل الشاق وكدّوا وتعبوا وابتكروا أفكارًا ملهمة أما أنت فكنت تتكاسل وتهدر الوقت هباء.هم بارعون في تعبيد طريقهم إلى الزعامة. يمكنهم أن يتزلفوا، وهم خبراء ماهرون في تغطية أخطائهم فيما يعملون على تسليط الضوء على أخطائك.اعلم أن الغدّارين والخائنين يبتهجون عندما يكون الآخرون غارقين في الوحل. من هنا عليك بالحذر والابتعاد عن الرمال المتحركة، إذ يمكن أن تقع في المتاعب.سيقوم بعض من تعرفهم بمساندتك والدفاع عن سمعتك واستقامتك. ولكن هؤلاء، يا أصدقائي، ليسوا أبدًا من فئة الغدّارين والخائنين. اعتبر الخائن والغدار موظف العلاقات العامة الهدّام لسمعتك وعندئذ لن تعاني من المشاكل والصعوبات. ستجدهم سعداء بنشر آخر زلاتك ونشر أي غلطة ارتكبتها يوماً. الواقع أنك لن تحتاج إلى أعداء بوجود زملاء كهؤلاء. وإذا كانوا أذكياء سيتجنبون الشكوى على أغلاطك الكبيرة وسيركزون على هفواتك الصغيرة.ائتمنه على أسرارك أو أخبره عن مصادر قلقك وسترى ما سيحدث! سترى أن سرك انتشر في العالم وتلقفته الألسن.إليك بعض الطرائق التي يعتمدها الخائنون والغدّارون في المؤسسات:حجب المعلوماتالمعرفة قوة، وهذا ما يفعله هؤلاء. فهم يسعون للحصول على المعلومات ويمنعونها عن الآخرين. وهذا ما يسمح لهم بأن يبدوا ملمين عارفين بمعلومات كثيرة فيما ستبدو أنت أحمق، غير متابع أو مواكب للحاضر. قد يراقبونك مثلاً تعمل وتكد على مشروع ما ليقولوا لك لاحقاً بنبرة متعاطفة: «ألم تصلك الرسالة بأن هذا المشروع أُلغيَ؟».وسيضيعون وقتك أيضاً عبر امتناعهم عن إخبارك بالاجتماعات، وعدم تمرير الرسائل الهاتفية إليك، وتناسي تسليمك الدعوات، وعدم إخبارك بتغير جداول المواعيد. قد يفعلون أي شيء ليكون لهم اليد العليا عليك. وقد ينتهي بك الأمر أن تشعر بأنك مجروح نفسياً، مُستغَل متّهم.التظاهر بدعمكمن الأمثلة على ذلك قول الغدّار لزملائكم المشتركين: «من المؤسف أن يكون (فلان) قد بذل كل هذا الجهد على الملف والمدير ما يزال راغبًا بإدخال بعض التحسينات».من الطرائق الأخرى التي يلجأ إليها لفعل ذلك:· «كان عليه القيام بأشياء كثيرة مؤخراً لذا لا ينبغي أن نتوقع منه الكثير».· «ربما هي في ذاك الوقت من الشهر (المقصود العادة الشهرية!)...».· «أنا قلق عليك. أظن أنك تعطيهم مهمات أكثر مما يمكنهم أن يتحمّلوا (يبدو أنهم متعبون). هل يمكنني القيام بشيء لمساعدتك؟».إبراز أنفسهميحب الغدّارون أن يظهروا أنفسهم. ستجدهم في أي صورة عائلية أو صورة التقطت للعاملين في مؤسسة ما. تراهم يحضرون كل المناسبات التي يمكنها أن تعزّز مكانتهم المهنية. وقد يذهبون حتى إلى افتتاح «مغلّف».الغدّارون هم جميعاً بدون استثناء جرذان. سيزايدون للحصول على أفضل موقع، أما إخلاصهم فليس حبراً على ورق بل حبر على ماء.يكون الغدّارون سعداء بكشف عيوب الآخرين وتقصيرهم. ويعمل المدراء الدهاة على الاستفادة منهم لاكتشاف جميع أنواع المعلومات. وفي بعض الأحيان قد يقدرون على مقايضة الإخلاص بالمعلومات. مثلاً قل لهم: «سأساندك في هذا الأمر ولكني أولاً أحتاج إلى بعض المعلومات عن...».ولكن لا تنس أبداً أن هؤلاء هم الذين يعقدون الاتفاقات المخادعة. وقد يتركون لديك انطباعاً بأنهم موافقون على الإجراء لتسمعهم لاحقاً يقولون: «حسناً لم أرد أن يتم الأمر بهذه الطريقة».إذا كان أحدهم مديرك فقد يكون السبب وراء وصوله إلى الإدارة هو قيامه بكبح إمكانات منافسيه من خلال إعطاء المعلومات الخاطئة عمدًا، واعلم أنه لن يقلع عن هذه التقنية بسهولة.في حياتك الاجتماعيةيصعب من الناحية الاجتماعية التعامل مع أصحاب الوجهين هؤلاء. ستجد هؤلاء المنحرفين يرحبون بك مهللين ولكنهم لن يلبثوا أن يستغلوا أية فرصة لتشويه سمعتك. إنهم يجعلونك ببساطة تشعر بانك مجنون بعض الشيء، لكنهم يبذلون جهدهم في الوقت نفسه للنيل منك.مع الغدارين، أنت معرّض للتهميش الكامل. وكما علّق هاري ترومان مرة: «يمكنك أن تحقق اي شيء طالما أنك لا تأبه إلى من سيسند الإنجاز الذي قمت به». يطالب هؤلاء بالمديح والانتباه، وحتى تكون صديقاً لهم عليك أن تكون مستعداً لتزويدهم بهذا المديح وذاك الانتباه.عليك من الناحية العاطفية أن تكون حذراً. فالوقوع في حب أحد هؤلاء مسألة خطة وغير مأمونة. يحتمل عند إجراء نقاش وقت الغداء أن تتبعه قاعدة: «كفى حديثاً عنك ولنتكلم عني أنا»... بإمكان هؤلاء أن يغووك لأنهم يبهرونك بمآثرهم وإنجازاتهم. قد يجعلون الأمر يبدو وكأنهم اجترحوا المعجزات رغم انهم محاطون غالبًا بأشخاص متوسطي الذكاء، غير موهوبين. ولكن انتبه فقد تصنّف أنت في يوم ما من ضمن هؤلاء المتوسطي الذكاء، غير الموهوبين. قد يشعر الخائنون والغدّارون بالحب الحقيقي بل غالبًا ما يعقدون علاقات قوية تشبه التآمر ما بين السحرة. لعل شعارهم في الحب: «أنا وأنت مقابل العالم». والسحرة لا يطيق أحدهم الآخر لكنهم يتوحّدون في المحن.وقوعك في حبهم أمر محفوف بالخطر أما عدم وقوعهم في الحب فيعني الغدر. بما أنهم أمضوا سنوات وسنوات في الغدر والخيانة فقد يوجهون هذه المواهب كافة إليك. أحياناً، قد يهربون مع أعزّ صديقة (صديق) لديك. عندئذٍ قد يخبرون الآخرين عن ميولك الجنسية وعيوبك الجسدية أو عن شخيرك الطنّان الرنّان بعد يوم طويل.من الممكن لسوء الحظ أن يستخدم الغدارون والخائنون أي شيء إن لم يقعوا في حبك. فالرسائل والصور والأفلام التي تمّ تصويرها في المنزل والمعلومات الشخصية أمور قد يضعها هؤلاء على الانترنت أمام العالم كله ليراها.كيف تتعامل معهم؟ما الذي كنت تفعله في السابق عندما كان الأشخاص الصعبو المراس ينتقدونك؟ أكنت تجلس صامتاً وأنت تصرّ أسنانك؟ أم كنت تردّ الصاع صاعين؟ من المحتمل أن ردة فعلك كانت تأتي عفوية وفورية بدون تفكير وتدبر، ولا بدّ من أن النتائج كانت دائمة تتراوح بين الفشل حينًا والنجاح حينًا آخر.أتعرف أين المشكلة؟ المشكلة أنك تريد أن تدعم سمعتك ولكنك لا تريد أن تظهر وكأنك تحاول جذب الاهتمام. أحد الدروس العظيمة التي يساعدنا الغدّار والخائن على تعلمها هو أنك إذا كنت مستعداً لنشر أخبار حسنة عن نفسك ومدحها، فلا تتوقع من أحد أن يقوم بذلك من أجلك.من المفيد أن تسأل نفسك إذا كنت تتعامل مع الخائنين والغدّارين:- أكنت مذعناً بشكل كبير لهذا الشخص؟- أكنت أتحمل كثيراً؟- أكنت سلبيًا جداً وهل كنت أسمح له بأن يملي عليّ حياتي؟- هل كنت منفتحًا كثيراً وكنت أثق جداً به؟إذا أجبت بـ«نعم» عن أي سؤال من هذه الأسئلة فهذا يعني أن عليك ألا تظن أن أفعالهم هي غلطتك أنت. هذا يعني أن عليك أن تدرس الموقف وأن تمعن التفكير في كيفية تغيير ما تساهم به في المشكلة، من ثم العمل على حلها.سلوكيتأثر سلوكك بالطريقة التي تتعامل بها مع الشخص الصعب. المحاربون هم أشخاص مندفعون، والخياليون هم أشخاص مبدعون لا يحبون التفاصيل، والمسالمون هم أشخاص مذعنون يلبون حاجات الآخرين على حساب أنفسهم ويتجنبون الصراعات أما الحكماء فبطيئون وحذرون.قد تجد المحارب عند التعامل مع الغدار والخائن يميل إلى مواجهته بدون الإمعان في التفكير. إنما على المحارب أن يأخذ وقته في التفكير والتخطيط جيداً للرد.قد يشعر الخياليون بالحيرة وبأن الآخرين يسيئون فهمهم ويعاملونهم بطريقة غير عادلة. الواقع أن الأذى الذي ينزل بهم لا يأتي من أفعال الغدّار بل من استعداد الناس إلى تصديق هؤلاء الغدّارين.استراتيجياتإحدى التقنيات التي تنجح كثيرًا هي أن تقضّ مضجع الغدّار. يعمل الخائن والغدّار في عالم مظلم من الحيل الحقيرة. فإذا ما طلبت منه الخروج إلى الضوء الواضح، قضضت مضجعه وأزعجته.اعمد إلى تنظيم نقاش سري مع الخائن والغدّار وقل له خلاله: «سمعت أن لديك مشكلة مع بعض الأشياء التي أقوم بها، ليتني أسمع منك بشكل مباشر». ثم توقف قليلاً، ودع الصمت يعمّ المكان بشكل غير مريح. لا تخف! الصمت لا يقتل أحدًا ولن يقتلك.سينكر بعض الغدّارين بشكل مطلق أن لديهم أي مشكلة معك. وفي هذه الحالة حدِّق فيه جيداً ولا تجعل عينيه تحيدان عن عينيك وقل له: «هل أنت متأكد؟ أشار بعض الناس إلى أن لديك مشكلة مع الطريقة التي..»إذا استمر ينكر أن ثمة خطبًا معك فقل: «حسناً، يسرني أن ما سمعته غير صحيح». وإذا سألك عن مصدر معلوماتك فمن الأفضل أن تجيبه قائلاً: «أفضل أن تبقى مصادري سرية في هذا الوقت»، فلا فائدة من زج أحدهم في المتاعب أو الإفشاء بمصادر قوتك. بعد ذهابه سجّل تفاصيل نقاشكما، وأبق آذانك صاغية لأي إشاعات أو شكاوى قد تطاولك.أحيانًا عندما تُشعر الخائن والغدّار أنك قادر على كشف مؤامراته، سيكون ذلك كافياً لكفّ يديه عن أذيتك.ليس المطلوب منك أن تعلّم الشخص الصعب المراس أو أن تنتقم منه. لا تستخدم طاقتك للانتقام بل لاستعادة حياتك. لا تزجّ نفسك في الأخذ بالثأر فالضغينة للحمقى والبلهاء. قم بما عليك القيام به ومن ثم امض قدماً في حياتك.أوصاف الغدّار1 متفاخر ومتبجح.2 ينسب إلى نفسه المآثر والإنجازات فيما الواقع أنها ليست كذلك.3 يدّخر المعلومات.4 يسعده أن ينشر أخبارًا سلبية عن الآخرين.5 يتزلف.6 ينشر الإشاعات.7 يطالب بالمديح عن أشياء لم يفعلها.8 يظهر بأن لديه اتصالات وعلاقات مع أشخاص نافذين أكثر مما هي في الواقع.9 يتخيّر من يمدحه ومن يتكلم إليه.10 ضعيف.11 يخفي غالبًا الشعور بالنقص والتخوّف.ما الذي يريدونه؟إخفاء مشاعر القلقتنمية ثقتهم بأنفسهم على حسابكتنمية سمعتهم على حسابكترويج الشائعات بشكل خفيكيف يجب أن أرد؟حاول أن تزيد من مستوى ثقتهم بأنفسهم بحيث لا يضطرون إلى رفعها عن طريق إيذائكاجمع الأنصارالجا إلى التسويق المضادكن صريحًا واضحًاصحح أي معلومة مغلوطةاسأل أسئلة مباشرةاجعلهم يفسرون لك الأمورلاحقه ولاحقهم حتى يذعنوا ويتوقفوااعقد علاقة إيجابية
توابل
الغدّارون... كيف تتجنّب طعناتهم؟
07-01-2012