في الأساس، لا يوجد سوى رجل خارق (سوبرمان) واحد، ورجل وطواط (باتمان) واحد، وامرأة خارقة (واندر وومن) واحدة. لكن، ثمة في المقابل أعداد لا تُحصى من أبطال «المصباح الأخضر» (Green Lantern) في عالم شركة «دي سي كوميكس» لأفلام الخيال العلمي، وما لا يقلّ عن خمسة أبطال ظهروا في قصص هزلية أو مثّلوا في مسلسلات تلفزيونية.عندما بدأ عرض فيلم الحركة Green Lantern، من بطولة راين راينولدز، بدا طبيعياً أن يتساءل المشاهدون عن هوية هذا البطال الخارق. لكنهم سرعان ما اكتشفوا أنه هال جوردن، ثاني أبرز الشخصيات التي حملت اسم Green Lantern الفانوس الأخضر. ابتُكرت شخصية هال جوردن، ربّان الاختبار، في العام 1959 أي في فترة العصر الفضائي. عندما سارع جوردن في إحدى المرّات الى مساعدة مخلوق فضائي تحطّمت مركبته الفضائية، أعطاه الأخير وهو يُحتضر «خاتم القوة» الذي يستطيع أن يوجد الأشياء التي يتخيّلها صاحبه وجهازاً بشكل مصباح ليشحن بواسطته الخاتم. بالإضافة إلى ذلك، طلب المخلوق من جوردن بأن يتولّى فيلق المصابيح الخضراء المتنقّل بين المجرّات مهمّة حماية هذا القسم من العالم.في هذا السياق، يقول كين غايل، منتج ومقدّم برنامج «ناف» الإذاعي الذي يبثّ منذ فترة طويلة على إذاعة وباي-إف إم والذي يتطرّق إلى القصص الهزلية: «يجب على قصص الثقافة الشعبية أن تعكس ما يحدث في العالم وإلا لن تكون شعبية بالمعنى الدقيق للكلمة». ويشير إلى أن قصص Green Lantern صدرت بعد إطلاق القمر الاصطناعي «سبوتنيك» إلى الفضاء وقبل بدء مركبة «ميركوري» برحلاتها إلى الفضاء أي «في الفترة التي كان يُنظر فيها إلى ربان الاختبار على أنه أكثر المخلوقات شجاعة على وجه الأرض».وفي وقت لاحق، قدَّم الكاتب جون برون والرسام جيل كاين بطل المصباح الأخضر الثاني في العدد التجريبي الذي حمل عنوان Showcase في العدد 22-24 (يعود تاريخ غلاف القصة إلى أكتوبر 1959 - فبراير 1960). وبناء على طلب محرّر القصص الهزلية الأسطوري جوليوس شوارتز، استعار كلّ من برون وكاين اسم الفيلم، والخاتم، والمصباح وبعض التفاصيل الخاصة بشخصية البطل ألان سكوت الذي ابتكره في العام 1940 أي في خلال «عصر القصص الهزلية الذهبي» كلّ من الكاتب بيل فينجر والرسام مارتن نودل ( الذي عاش في هانتنغتون من 1941 إلى 1943 ورسم شخصيات قصص Green Lantern حتى العام 1947).العصر الفضيوفي العام 1959، بدأ «العصر الفضّي» لسلسلة قصص Green Lantern الذي تمخّض عن الجزء الثاني من القصة Green Lantern Vol.2 في العام 1960. صحيح أن كتابات القصة ورسوماتها الجميلة يجوز وصفها بـ{الكتابات والرسومات الصديقة للأطفال» إلا أنه تجدر الإشارة في المقابل إلى أن جوردن كان رجلاً على نحو كبير من النضوج تماماً كما كانت نواحٍ كثيرة من القصة.وبخلاف العادة، كانت مديرة جوردن في شركة «فريس» للطيران الجوي كارول فريس (تؤدي دورها في الفيلم بلايك لايفلي). صحيح أن والدها هو مالك الشركة، إلا أن كارول كانت امرأة ذكية في مجال الأعمال التجارية ومعاصرة لا تحتاج إلى الرجل لإنقاذها وقت الضيق. وعلى عكس لويس لاين التي حاولت عبثاً مواعدة سوبرمان، نجحت كارول في مواعدة «غرين لانترن». ولما راح البطل الخارق يعبّر عن شكّه في نجاح علاقتهما الغرامية نظراً الى اضطراره الدائم إلى الاختفاء من دون سابق إنذار، قالت فريس الحساسة إنه لا يختلف بشيء عن طبيب في دوام عمله.يُذكر أن قصة Green Lantern الهزلية لم تنسب إلى مساعد البطل شخصية نمطية إثنية تشبه شخصيات مساعدي الأبطال التي شاعت في أولى القصص الهزلية. ولسوء الحظ، لُقّب مساعد هال جوردن، ميكانيكي من سكان الإسكيمو، بـ {وجه الفطيرة»، مصطلح ورد في نسخة العام 1960 من «قاموس اللغة الأميركية المحكية» ويُقصد به «الشخص الذي يتمتع بوجه مستدير وبتعابير وجه خالية من أي مشاعر».مع ذلك، كان «وجه الفطيرة» الذي يدعى توماس كالماكو (أدى دوره تايكا وايتيتي) صديق جوردن المقرّب الذي يتميّز بالذكاء والمهارة والوفاء والذي سيشغل في نهاية المطاف منصب مدير تنفيذي بل حتى أهم من ذلك أيضاً.وبعد هذا الجزء أُنجزت أجزاء أخرى لاحقة. ففي مارس 1968، أُدخلت شخصية جديدة هي غي غاردنر في Green Lantern Vol.2 العدد.59 لتكون بديلاً عن جوردن. لكن عندما أصيب غاردنر في العدد رقم 87 (يناير 1972)، حلّ مكانه المهندس المعماري جون ستيوارت فأصبح بذلك ثاني بطل من أصول أفريقية أميركية تبتكره شركة «دي سي» بعد شخصية الرقيب الأول ويلي والكر المعروف باسم المتسابق الأسود (بلاك رايسر) التي ابتكرها الكاتب والرسام جاك كيربي. وفي نهاية المطاف، اكتسب كلّ من غاردنر وستيوارت قدرة على الطيران والتنقّل بين الكواكب والمجرّات.ولكن لم تشارك أيّ من هذه الشخصيات في الفيلم الجديد. ولا حتى كيل راينر الذي يعد أحدث الأبطال الذين ظهروا في Earth's Green Lanterns وهو فنان في العشرينات من عمره ذو أصول نصف إسبانية ظهر للمرة الأولى في الجزء الثالث من Green Lantern العدد رقم 48 (يناير 1994). وقد جاء كيل راينر ليحلّ مكان هال جوردن عندما أصيب هذا الأخير بمرض المخلوقات الفضائية وتحوّل إلى قاتل يقضي على باقي أعضاء الفيلق.لكن لا تقلقوا. فالموت لا يدوم في القصص الهزلية. إذ سرعان ما ندم جوردن على الجنون الذي أصابه وقرّر أن يتوب بتكريس نفسه لإعادة إشعال شمس الأرض المنطفئة في العدد الرابع المعنون The Final Night (نوفمبر 1996). وهكذا، يصبح جوردن روح الانتقام/ التحرّر الخارقة أي يجسّد دور سبيكتر فيعود بذلك إلى الحياة تماماً كما يفعل سائر أعضاء الفيلق بمن فيهم المخلوقان الفضائيان كيلووغ وتومار- ري (وهما شخصيتان رُسمتا بواسطة الكمبيوتر وأدَّى صوتيهما على التوالي كلّ من مايكل كلارك دونكان وجيوفري راش).ولا نستطيع الآن التنبّؤ بما إذا كانت سلسلة الأفلام ستعمد إلى إصدار فيلم جديد لأن ذلك يعتمد إلى حد كبير على نجاح الفيلم الحالي. لكن في الأفلام المقتبسة عن القصص الهزلية، ينطبق هذا القول الذي استوحيناه من أحد أكثر عهود الفيلم شهرة: يبدو أن الشرّ لن يغيب عن ناظره أبداً لسنوات كثيرة مقبلة.فكرة عن المشاهيرفي الواقع، ترقى فكرة القيام بفيلم مقتبس عن قصص Green Lantern الهزلية إلى ما لا يقلّ عن فترة الثمانينيات عندما رسا آنذاك السيناريو لفترة وجيزة على الممثل إيدي ميرفي. وفي العام 2000، كان يوشك البدء بالعمل على الفيلم لدرجة أن شركة «وارنر بروس» أدرجت إسم الفيلم على موقع TheMovie.com الإلكتروني. لكن العمل على الفيلم كان متقطّعاً ما حال دون تنفيذه. وآنذاك، كان يتوقّع أن يمثّل بلاك جاك في النسخة الكوميدية من الفيلم وأن يتولى إخراجه كوينتن ترانتينو الذي قال في العام 2009: «عُرض عليّ العمل على Green Lantern. ولم يقدّم إلي سيناريو الفيلم بصورة تقليدية إنما كأنه غرض يملكه القيّمون على العمل ويقترحون عليّ تجربته.تجدر الإشارة إلى أن نسخة الفيلم التي أُطلقت أخيراً جاءت حصيلة عمل يعود إلى العام 2007 عندما طُلب إلى الكاتب والمنتج غريغ برلانتي إخراج الفيلم وكتابته مع مايكل غرين وكاتب القصص الهزلية مارك غوجينهيم. لكن عندما حلّ المخرج مارتين كامبل (Casino Royale) مكان برلانتي، طلب إلى مايكل غولدينبرغ (Harry Potter and the Order of the Phoenix) إعادة كتابة المسودّة التي كان قد كتبها برلانتي بمشاركة كلّ من غرين وغوجينهيم.وفي الواقع، كان أبرز المرشّحين لأداء دور هال جوردن المعروف بـ»بطل المصباح الأخضر»: برادلي كوبر، جارد ليتو، جاستن تمبرلايك، وقد فاز في النهاية بالدور ريان رينولدز.يحاول الفيلم إيصال الفكرة على أكمل وجه تماماً كالكتب الهزلية من خلال عرضه مشاهد تحارَب فيها وحدة من الأشرار الذين يرمون إلى القضاء على الكوكب ومشاهد تبيّن محاولة البطل الفوز بحب الجميلة كارول فيريس.
توابل - Movies
أبطال المصباح الأخضر... لماذا يجذبون صانعي الأفلام؟
12-07-2011